الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متلازمة مومباي... ثغرات في أمن الهند

متلازمة مومباي... ثغرات في أمن الهند
25 أغسطس 2009 01:03
بعد تسعة أشهر من التجاذب السياسي ومحاكمة لافتة للمسلح الوحيد الذي ظل على قيد الحياة في الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مومباي العام الماضي، مازالت الهند تعاني ثغرات أمنية كثيرة، إلى درجة أن خبراء محاربة الإرهاب ومسؤولي الشرطة الكبار يخشون أن تكون البلاد مازالت هشة أمام هجوم مماثل. إذ يقول عدد من الخبراء الأمنيين إن الشرطة والقوات المسلحة الهندية لم تتسلم بعد التعزيزات التي وُعدت بها من موارد بشرية ومعدات حديثة لازمة لمواجهة ضربة أخرى. على أن أكثر ما يُقلق المسؤولين والخبراء الهنود هو استمرار وجود ثغرات في مراقبة سواحل الهند، والتي كان من المفترض أن تكون خط الدفاع الأول عندما وصل المهاجمون إلى هنا بحراً قادمين من مدينة كراتشي الباكستانية الساحلية، كما تقول الهند. ونظراً لتصاعد حدة العنف في أفغانستان وباكستان، فإن قدرة الهند على تفادي الهجمات عن طريق جمع المعلومات الاستخباراتية والتدابير الدفاعية، أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، كما يقول الخبراء الأمنيون والدبلوماسيون. ويذكر أن إدارة أوباما تنظر إلى الهند باعتبارها حليفا في احتواء انتشار الحركات الإسلامية المقاتلة في جنوب آسيا، بينما يعد الموضوع أحد أسباب التوتر الرئيسية في علاقات الهند مع جارتها باكستان. وقد كشف هجوم نوفمبر الماضي عجز الهند عن حماية عاصمتها المالية من 10 مسلحين شباب مدربين تدريبا جيدا، تسببوا في شل الحركة بالمدينة طوال ثلاثة أيام بعد أن احتجزوا رهائن في فندقين فخمين ومركزٍ يهودي. غير أن الغضب الذي كان يشعر به كثير من الهنود، من الإخفاقات الأمنية للحكومة حينها، انتقل إلى المسلح الذي ظل على قيد الحياة، «أجمل أمير كساب» (21سنة)، والذي يحاكَم حاليا حيث يواجه إمكانية الحكم عليه بالإعدام شنقا. وتعليقا على هذا الموضوع يقول أجاي ساهني، المدير التنفيذي لمعهد إدارة النزاعات: «الموضوع الحقيقي هو ما إن كان الهجوم يمكن أن يحدث مرة أخرى. والجواب هو بالطبع؛ نعم»، مضيفاً أنه «منذ الهجمات لم تحدث أي تغييرات جوهرية في الأمن، وكل ماحصلنا عليه هو مزيد من الخطابات فقط، والحال أن الثغرات كبيرة جداً. إن طائرنا الوطني هو الطاووس، والحال أنه ينبغي أن يكون النعامة لأننا لا نريد مواجهة الحقيقة ونفضل دفن رؤوسنا في الرمل». وحسب خبراء أمنيين، فإن الثغرة التكنولوجية هي من بين أكبر الثغرات الأمنية التي تعانيها الهند. فالمسلحون الذين وصلوا إلى مومباي بحرا كانوا مزودين ببنادق هجومية، وأجهزة مزودة بأنظمة «جي بي إس» لتحديد المواقع، وهواتف «بلاك-بيري» مزودة ببطاقات «سيم» قابلة للتغيير، وخرائط «جوجل أرث» من أجل تحديد أهدافهم والتحدث مع رؤسائهم رغم رادارات المراقبة التقليدية. هذا في حين كان أول أفراد الشرطة الذين قابلوهم مسلحين ببنادق عتيقة تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية. كما أن معظم ضباط الشرطة كانت لديهم أقل من خمس رصاصات، وقلة قليلة منهم كانت بحوزتها هواتف خلوية تعمل... كما يفيد تقرير سري للشرطة الهندية. غير أن بعض خبراء الإرهاب يقولون إن الحل الرئيسي لمنع هجمات مماثلة؛ يكمن في تحسين الأمن بمحاذاة بحر العرب وساحل المحيط الهندي. إذ خلافا لحدودها البرية المراقَبة بشكل مكثف، فإن مياه الهند الإقليمية تراقَب على نحو متفرق باستعمال أقل من 100 قارب و45 طائرة من أجل مراقبة نحو 4700 ميل من الساحل. وفي هذا الإطار، يقول عدي بهاسكر، مدير المؤسسة البحرية الوطنية، وهي مركز بحثي جديد في دلهي: «قم بعملية حسابية، وسترى أنه أمر مخيف»، مضيفا: «بالنظر لاستعمال الإرهابيين للتكنولوجيا، فإن اللعبة برمتها تغيرت على البحر وعلى الأرض، والهند مازالت متأخرة كثيرا». والواقع أن اكتساب التكنولوجيا ليس سوى جزء من المشكلة، كما يقول، ذلك أن إيجاد عدد كاف من ضباط الشرطة وعملاء الاستخبارات القادرين على استعمال الأجهزة التكنولوجية المتطورة، يمثل عقبة كبرى في الهند، وبخاصة الآن في وقت بات فيه جل الموظفين الممكنين -مثل حملة الشهادات الجامعية في تخصصات مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات- يفضلون التوجه إلى قطاع التعهيد المجزي. ويذكر أنه منذ هجمات مومباي، تعهد رئيس الوزراء مانموهان سينج بإصلاح قوات الأمن والاستخبارات في البلاد وتحديث أسلحتها وتدريبها. ويوم الاثنين، قال سينج للوزراء في حكومته خلال اجتماع أمني داخلي في العاصمة نيودلهي، إن الإرهاب العابر للحدود مازال يشكل «تهديدا قائما»، مضيفا أنه تلقى «معلومات ذات مصداقية» حول مجموعات مقاتلة في باكستان المجاورة تخطط لمزيد من الهجمات على التراب الهندي. وأضاف سينج يقول: «علينا أن نكون مستعدين لمواجهة تكنولوجيات وقدرات أكثر تطورا. كما يتعين أن نحرس حدودنا البحرية بنفس اليقظة والانتباه على غرار حدودنا البرية». ويقول فيكرام سود، وهو قائد متقاعد لجهاز الاستخبارات الهندي: «لقد كانت مومباي لحظة مفصلية حين كنا نتابع تطورات الحادث طيلة 60 ساعة، ولا أحد بدا أنه يعرف من يقود العملية»، مضيفا أنه لو وُجدت حاليا معلومات تفيد بقرب تنفيذ هجوم مماثل «فإنه لن يكون ثمة ما يكفي من القوارب والقوات لوقفه». إميلي واكس - مومباي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©