الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفيوم.. مدينة الأصالة والتاريخ القديم

الفيوم.. مدينة الأصالة والتاريخ القديم
28 مارس 2014 23:12
الفيوم، هي واحدة من أقرب محافظات مصر للقاهرة الكبرى اليوم، إذ لا تبعد عنها أكثر من 90 كم، وطوال عصورها الإسلامية كانت معدودة بين الواحات في «دفاتر» الضرائب الزراعية، ونالت شهرتها كمزرعة خصبة عبر عصورها المختلفة حتى أن المؤرخين المسلمين اعتقدوا أن اسمها مشتق من أن خراجها كان يكفي للإنفاق على مصر ألف يوم أو أن يوسف عليه السلام استصلح أراضيها في ألف يوم. والمؤكد أن اسمها مشتق من الكلمة المصرية القديمة «بيوم» بمعنى بركة الماء، ذلك أن واحة الفيوم ليست سوى منخفض من الأرض يبلغ انخفاضه نحو 45 متراً عن مستوى سطح البحر، ولذلك كانت تستخدم كمفيض لتصريف مياه فيضان النيل في سنوات الزيادة المفرطة، وتبعاً لذلك ظهر بحر يوسف وبركة أو بحيرة قارون. الأصل النيلي وقد استغلت الفيوم منذ عصر الدولة الوسطى كمزرعة كبرى وعني الفراعنة بتحسين طرق الري فيها لضمان زراعة المحاصيل وفي مقدمتها الكروم حتى أن الفيوم خلال عصور السيطرة اليونانية والرومانية كانت مزرعة للكروم وموطناً لصناعة النبيذ. وبحيرة قارون التي تعد اليوم من المحميات الطبيعية بعد تقلص مساحتها لأقل مما كانت عليه خلال العصور القديمة رغم أصلها النيلي، تعد بحيرة مالحة وتعيش بها عدة أنواع من السمك المعروفة في البحر الأبيض، وذلك بسبب البخر الشديد الذي تتعرض له مياه البحيرة. ويعتقد أهالي الفيوم أن موضع المنخفض الخاص ببركة أو بحيرة قارون نجم عن خسف الأرض بقارون الذي كان يتيه على العباد بما له من ثروات طائلة حسبما هو معروف من القصة الواردة بالقرآن الكريم، وهو اعتقاد لا تدعمه حقائق تاريخية أو أثرية ورغم ذلك، فإن ثمة دعاوى طريفة تبناها أحد رؤساء الأحزاب المصرية في تسعينيات القرن الماضي للتنقيب في بحيرة قارون بحثاً عن كنوزه المدفونة بباطنها. والفيوم من المناطق الأثرية والسياحية المهمة بمصر وبها محميتان طبيعيتان إحداهما بحرية، وهي بركة قارون والثانية برية، وهي وادي الريان. وتشتهر أيضاً بسواقيها أو نواعيرها التاريخية. وتعد مدينة أهناسيا العاصمة القديمة للإقليم الذي كان يضم محافظتي الفيوم وبني سويف الحاليتين، وذلك منذ عام 3200 ق. م وحتى بدايات القرن التاسع عشر الميلادي. ملوك الفراعنة وتشير آثار هذه المنطقة إلى عناية ملوك الفراعنة خلال عصر الدولة الوسطى بها وأهمهم أمنمحات الأول الذي أنشأ سداً عند فتحة اللاهون، وأصلح بحر يوسف لزيادة كفاءة عمليات ري الأراضي الزراعية، كما شيَّد مدينة شيدت القديمة وأقام هرماً له في منطقة هوارة وبنى قصر التيه أو اللابرانت، وأقام به تمثالين له ولزوجته حسبما سجل المؤرخون اليونان الذين عاينوا بقايا هذا القصر. ومن أشهر المقتنيات الفنية المنسوبة للفيوم مجموعة كبيرة من لوحات خشبية كسيت بها توابيت مومياوات، تعود للعصر الروماني، رسمت بها بالألوان وجوه المتوفين وعثر على أغلبها في منطقة هوارة، ولذلك تعرف هذه الرسوم الشخصية النادرة باسم وجوه الفيوم وترجع حالتها الجيدة إلى أن الأخشاب احتفظت بحالتها وألوانها الأصلية لدفن هذه التوابيت في الأراضي الصحراوية الجافة. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©