الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدولف جروهمان.. رائد دراسات البرديات العربية

أدولف جروهمان.. رائد دراسات البرديات العربية
28 مارس 2014 23:12
يعتبر أدولف جروهمان العالم الألماني المولود في عام 1887م الاسم الأشهر بين المستشرقين الذين عنوا بالدراسات العربية، وينظر إليه دائماً بوصفه رائد دراسات البرديات العربية. عاش أدولف جروهمان متنقلاً بين عدة دول أهمها النمسا والتشيك، ثم مصر قبل أن يختتم حياته في النمسا التي توفي بها في عام 1977م. وقد عمل جروهمان أولاً على مجموعة الأرشيدوق رينر من البرديات العربية بفيينا في العشرينيات من القرن العشرين، ثم انتقل للعمل بجامعة براغ بالتشيك بعد سنوات من سقوط إمبراطورية النمسا مستفيداً من أن هذه الجامعة كانت ضمن جامعات الإمبراطورية التي تستخدم الألمانية في التدريس وعمل فيها أيضاً على دراسة نحو 1000 بردية عربية حملت إليها من مصر. وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها في عام 1945م غادر جروهمان براغ بشكل غامض إلى مدينة إينسبروك بالنمسا، حيث كانت تعيش ابنته وظلَّت جامعة براغ تطالبه لبعض الوقت بتسليم مادة الكتاب الذي عمل على تأليفه اعتماداً على بردياتها إلى أن قام بنشره في عام 1961م. مكتبة كاملة ويعتقد بعض من تابعوا سيرة أدولف جروهمان أن الغموض الذي أحاط بتحركات الرجل بين التشيك والنمسا عائد إلى التحاقه في الثلاثينيات من القرن الماضي بالحزب النازي، وأنه قدم خدمات علمية لرجال الجستابو النازي لتمكينهم من معرفة طريقة تفكير اليهود، بل وهناك من يتهمه بأنه قام بنقل مكتبة يهودية كاملة من براغ إلى النمسا فضلاً عن أنه لم يستجب لرجاءات بعض المستشرقين بمخاطبة حكومة هتلر للإفراج عن أحد الدارسين اليهود الذي قتل لاحقاً. وتلك الشبهات السياسية زادت إحجام جروهمان الذي كان أستاذاً للدراسات السامية بفيينا عن زيارة تل أبيب أو النشر فيها، وهي تفسر جانباً من البرود الأكاديمي الذي قوبل به خبر وفاته بالنمسا في الأوساط العلمية بأوروبا. وعلى النقيض من ذلك، فإن أدولف جروهمان يحظى حتى اليوم بتقدير كبير بين الأكاديميين العرب، خاصة منذ انتقاله لمصر في عام 1949 م للعمل على دراسة البرديات العربية التي تمتلكها دار الكتب المصرية، حيث عمل أستاذا للبرديات والآثار الإسلامية بجامعة القاهرة حتى عام 1956م، ودرس أيضاً بجامعات عين شمس والإسكندرية ليتخرج على يديه عدد كبير من التلاميذ في مدرسة البردي والوثائق العربية. دار الكتب ونشر جروهمان أوراق البردي المحفوظة بدار الكتب المصرية في عشرة مجلدات مع ترجمتها للغة الانجليزية وتعد شروحه اللغوية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الأعمال العلمية الرائدة في مجال دراسات البرديات العربية. أما عمله الثاني المهم، فكان إصدار أول كتاب عن البرديات العربية، وقسم كتابه إلى قسمين كبيرين، الأول: تحدث فيه عن أهمية البرديات العربية، ثم عن أماكن اكتشافها، ومادتها الكتابية وطبيعة اللغة التي كتبت بها، ثم القواعد التي يجب أن تراعى عند تحقيقها والقسم الثاني مختارات من البرديات العربية حاول من خلالها أن يكشف عن كثير من الجوانب الاجتماعية والتاريخية في عصور كتابتها. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©