تشهد صناعة الإيثانول بالولايات المتحدة تصاعد أرباحها مجدداً، الأمر الذي وضعها في موقف حرج بسبب أن خطط إدارة أوباما تهدف إلى تقليص حصولها على دعم حكومي.
وقال محللون إن محصول الذرة الوفير التي تعد المادة الخام التي تغذي الإيثانول الأميركي، وتزايد الطلب على إيثانول قصب السكر البرازيلي أتاحت لمصاف مثل مصفاة ارتشر دانيالز ميدلند ومصفاة جرين بلينز رينيوابل إينرجي ومصفاة فاليرو زيادة إنتاجها وعائدات أرباحها من الوقود الحيوي. يذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر منتج إيثانول في العالم.
ويتناقض أداء هذه الصناعة المالي القوي مع اقتراح الوكالة الأميركية لحماية البيئة يخفض متطلبات خلط الإيثانول للمرة الأولى.
وفي شهر يناير الماضي حذرت جماعة مناصرة صناعة الإيثانول «جروث إينرجي» من تأثير اقتراح وكالة حماية البيئة السلبي الكبير على هذه الصناعة المتمثل في إجبار مصانع على الإغلاق وتسريح آلاف من العاملين، وخسارة عائدات بمليارات الدولارات.
وقامت مصفاة جرين بلينز، التي تبيع سنوياً أكثر من مليون جالون إيثانول، بزيادة صافي دخلها إلى ثلاثة أمثاله في الربع الرابع من السنة الماضية، وتوقعت أن يحقق النصف الأول عام 2014 أداء قياسياً.
وقال تود بيكر رئيس تنفيذي جرين بلينز لصحيفة فاينانشيال تايمز: «زادت هوامش أرباح الإيثانول وزاد الطلب عليه زيادة لم نشهدها من قبل».
وحقق القانون الذي أصدرته الحكومة الأميركية بدعم الإيثانول مصلحة كبرى لصناعة الطاقة بالولايات المتحدة وصناعة الإيثانول على وجه الخصوص.
وحقق قطاع الوقود الحيوي في مصفاة ارتشر داينالز ميدلند، التي تنتج ما يتجاوز 1.7 مليون جالون إيثانول سنوياً في ستة مصانع أرباحاً تشغيلية بلغت 134 مليون دولار في الفترة الربعية الرابعة، مقارنة بخسائر 94 مليون دولار لحقت بهذا القطاع في ذات الفترة من العام الماضي.
وقال خوان لوسيانو مدير عمليات ارتشر دانيالز ميدلند لمحللين في شهر فبراير: «نتوقع هوامش أرباح كبرى في عام 2014».
كما حققت فاليرو أكبر شركة تكرير نفط بالولايات المتحدة أرباحاً تشغيلية بلغت 269 مليون دولار في قطاع الإيثانول في الربع الرابع، وهو أكبر ربح تحققه الشركة في تاريخها.
يأتي هذا الأداء القوي رغم السوق المحلية الراكدة، إذ تتوقع وزارة الطاقة الأميركية أن يستهلك السائقون حوالي 135 مليار جالون بنزين هذا العام ما يفسح المجال لنحو 13.5 مليار جالون إيثانول يخلط بالنسبة المعتادة البالغة 10%.
واقترحت الوكالة الأميركية لحماية البيئة تقليص إنتاج إيثانول الذرة للمرة الأولى إلى 13.01 مليار جالون هذا العام انخفاضاً من 14.4 مليار جالون التي كان يفرضها القانون. وملأت صادرات الايثانول الفجوة، حيث زادت بنسبة 24% في عام 2013 إلى دول تشمل كندا والفلبين والبرازيل ودولاً بالشرق الأوسط.
وقال سورين شرودر رئيس تنفيذي شركة بانج التي تنتج الايثانول في مصانع السكر في البرازيل والتي لها حصة في مصفاة إيثانول الذرة بالولايات المتحدة: «هناك دول عديدة تستورد الإيثانول والقائمة في ازدياد. وللولايات المتحدة قدرة تنافسية عالية في هذا المجال». وقال سكوت ايروين خبير الاقتصاد الزراعي في جامعة إلينوي: «لا أعتقد أن للقوانين المقترحة تداعيات على صناعة الطاقة المحلية الأميركية، ولا أرى سبباً وجيهاً لإثارة كثير من الجدل حولها».(عن فاينانشيال تايمز)
عدد اليوم
