الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صدمة أسعار الأرز تفاقم تفاوت الثروات في إيران

صدمة أسعار الأرز تفاقم تفاوت الثروات في إيران
25 يونيو 2008 21:42
من حقول الأرز الخصبة بشمال ايران الى أسواق الحبوب المتربة في طهران، يبدو الألم والمفارقات بسبب الأزمة العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود واضحة بشدة· فقد تجاوزت أسعار الأرز الضعف في ايران منذ مارس، لكن مزارعين يعملون منذ شروق الشمس الى غروبها في منطقة تنتشر فيها زراعة الأرز حول تشالوس وهي مدينة على بحر قزوين يقولون إن القليل من هذا المال يدخل جيوبهم· ويقول باقر كفايتي في مزرعته الواقعة في داشت-اي نيشا: ''التجار اشتروا أرزنا بسعر بخس جداً، خزنوه والآن المضاربون أصحاب الثروات يبيعونه بسعر مرتفع··· لم نجن ربحا لكن التجار ربحوا''· ويشتري المضاربون الأرز بالجملة من المزارعين، ويشتري تجار الأرز بكميات صغيرة من المستثمرين الرأسماليين ويبيعونه للمتاجر، ويلعبون دور السماسرة ولا يحققون مبالغ كبيرة من المال، وينحي بعض السماسرة باللائمة على حكومة الجمهورية الإسلامية، قائلين إن تأخرها في استيراد الأرز هذا العام ساعد في إذكاء ارتفاع الأسعار عبر خلق فراغ أمكن استغلاله· والأرز سلعة أساسية في ايران البالغ عدد سكانها 70 مليون نسمة والتي تمتد بين آسيا والشرق الأوسط وهي رابع أكبر دولة منتجة للنفط على مستوى العالم، وايران مستفيدة من طفرة النفط التي شهدت ارتفاع الأسعار الى قرابة 140 دولارا للبرميل، وفي نفس الوقت ضحية، حيث إن ارتفاع أسعار النفط من العوامل وراء زيادة التضخم التي تعاقب فقراء البلاد· وتضررت ايران بشدة بوصفها مستوردة للأرز خاصة لأن طقس الشتاء القارس الذي تبعه الجفاف أثر على محاصيل الأرز المحلية مما زاد من اشتعال الأسعار للمستهلكين· وفي وقت سابق هذا الشهر نقلت صحيفة ايران نيوز عن وزير التجارة قوله إن طهران تحتاج الى استيراد 1,7 مليون طن من الأرز في العام الذي ينتهي في مارس 2009 لتكملة الإنتاج المحلي المتوقع أن يبلغ 1,5 مليون طن، ويقدر أن حجم الاستهلاك يبلغ 3,2 مليون طن· وينحي خبراء اقتصاديون باللائمة على إنفاق حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد المسرف لعائدات النفط غير المتوقعة في إشعال التضخم الذي ارتفع الى 25,3% خلال عام حتى مايو، كما ساهمت أسعار الغذاء العالمية التي ارتفعت على أثر مخاوف من نقص الإمدادات وقيود فرضت على التصدير في هذا· وذكرت صحف ايرانية في مايو أن سعر الأرز المدخن الذي يحظى بإقبال قفز الى 50 ألف ريال للكيلوجرام (نحو 5,40 دولار) مرتفعا من 19 ألف ريال، وارتفع سعر نوع ايراني آخر من 18 ألفا الى 45 الفاً· ويقول باعة إن أسعار أنواع أخرى ارتفعت الى ثلاثة أمثالها، واستمرت الأسعار عند نفس المستويات تقريبا في يونيو، وللألم الذي تسببه الأسعار عواقب سياسية حتى في ايران الخاضعة لسيطرة محكمة، فقد ذكرت بعض الصحف أنه في جنوب ايران وبعض المدن الأخرى احتج ايرانيون من أصحاب الدخول المنخفضة على التضخم وارتفاع الأسعار· ويلوم البعض بالفعل احمدي نجاد الذي تولى الحكم عام 2005 بوعود بتوصيل الثروة النفطية لإيران للشعب، ويواجه انتخابات لولاية ثانية في عام ·2009 وتقول معصومة ناييري وهي عاملة نظافة وأم لخمسة أبناء في طهران: ''أحمدي نجاد وعد بأن يأتي بأموال النفط الى طاولاتنا، لكنه بدلا من هذا ينتزع الأرز من طاولاتنا''، وأضافت: ''الأرز والخبز هما الشيئان الوحيدان اللذان نستطيع تحمل تكلفتهما· كيف سأطعم ابنائي الآن؟ الحياة تصبح اكثر صعوبة كل يوم''· وبلغت أسعار الأرز الآسيوي ثلاثة أمثالها تقريبا لتسجل أعلى ارتفاع لها على الإطلاق هذا العام، حيث أذكت القيود التي فرضتها دول تعد المورد الرئيسي للأرز انعدام الأمن بشأن إمدادات الغذاء، ومنذ ذلك الحين انخفضت الأسعار عن مستوياتها القياسية لدى ظهور بوادر على محاصيل أكبر ورفع الحظر عن التصدير·
المصدر: تشالوس- إيران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©