الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نقطة انتباه: حتى الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدمه الإرهابيون!

نقطة انتباه: حتى الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدمه الإرهابيون!
12 ابريل 2018 01:41
نوف الموسى (أبوظبي) «استخدام الفنون لمكافحة التطرف».. اشتغال ضروري وعميق، شغل أذهان جمهور القمة الثقافية 2018، صباح أمس، باحثين حول أهم الطرق التي يمكن من خلالها إعادة اكتشاف الأشخاص لأنفسهم، وتوسيع أفق هوياتهم. بالنسبة لـ كريم وصفي مؤسس مؤسسة الفن للسلام العالمية، كانت الموسيقى دائماً أسمى الطرق الوجودية، لتحويل كل أشكال الترهيب التي يصنعه الإرهاب، إلى منحى إنساني وجمالي، فالتطرف بطبيعته، يجعل من تفاصيل الحياة مساحة لمعارك صغيرة، تكبر بمجرد انضمامها، لبيئة تدفع نحو تغيب الهدف الإبداعي من الخلق، بينما ارتحل ماني أنصار، المدير التنفيذي لمهرجان الصحراء، إلى أن كل تلك المواجهات العنيفة القريبة جداً من الموت، إبان سعيهم كفنانين إيقاف الفوضى في مالي، من خلال إثراء حس الانسجام الموسيقي عبر الموروث الإنساني لبلدهم، لم يوقفهم أبداً أمام الكم الكبير من التنظيمات المتطرفة. واللافت أيضاً ما أشار إليه مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز هداية، وهو يتحدث عن الهوية، مفسراً مساراتها بين هوية الميلاد وهوية الخيار، فالأخير يعكس بأن الإنسان ليس المكان الذي ولد فيه، بل ما اختار أن يكون عليه. أثار كريم وصفي، مسألة الذكاء والإبداع، الملحوظ على الشباب، المنضمين إلى الجماعات المتطرفة، ولا يستبعد أن استمرار الفكر المتطرف يقودهم إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، والانتباه إلى هذه النقطة، تقودنا مجدداً إلى محور الآلية الاستشفائية أو الحلول والعلاجات، لاستثمار الطاقات الشبابية في الفكر المعرفي والثقافي يثري مجتمعاتهم، ولا يمكن هذا أن يحدث من دون أن يذهب الشباب نحو سؤال الهوية، مؤكداً أن العمل على فعل (الاستباقية)، في التفاعل مع الشباب جزء رئيس، من تفعيل الحلول، وهو أن نبدأ من داخل البيت ومخيمات اللاجئين ودور الأيتام وغيرها، موضحاً أنه في ظل غياب الصورة الواضحة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط، فإن الفضاء العام يُرهب جميع جوانب الحياة، ويحولها لمعركة، وفي ظل التكنولوجيا والفنون نستطيع بث دعوات متواصلة لاحترام الذات، بفتح خيارات للجمهور عبر الموسيقى، وجعله يختار ويطور. بهدوء ساحر، سرد ماني أنصار حكاية اللحظة التي جاء فيها المتطرفون، وهددوهم بالقتل إذا ما توقفوا عن العزف الموسيقي، مؤكداً أن الاستهداف الأكبر كان لهذه التنظيمات هم الفنانين والموسيقيين، لإيقافهم عن التعبير عن القصة التراثية ذات المحتوى الثري بأبعاد التسامح والانسجام، وعندما سقطت الحكومة، أبى الفنانون أن تستمر الفوضى ولم يقبلوا بذلك، وكانوا هم الحراك الحقيقي وصولاً إلى إنشاء مهرجان لاقى اهتماماً عالمياً، ومنه بدؤوا العزف في العديد من الأماكن، لإيصال ثقافاتهم وإرثهم، وإخبار العالم بما يحدث في مالي عبر الموسيقى، مؤمناً ماني أنصار، أن للفنانين في مالي دوراً اجتماعياً، فالناس يحترمون الفنانين ويثقون بهم، ويسمعونهم بشكل أكبر من السياسيين، وذلك لشعورهم بالصدق، وأن فعلاً الفنان لديه رسالة يحاول إيصالها من خلال الثقافة. وقال ماني أنصار: إنه فيما يتعلق بالشباب في مالي، فإن سهولة الانخراط للجماعات المتطرفة أقوى، وذلك لتوافر الأموال، وأغلب الشباب من بيئات فقيرة، ويسهل استدراجهم، نتاج الإغراءات المادية، بالمقابل سعت الكثير من المنظمات إلى توفير فرص عمل وتعليم لهؤلاء الشباب لتجنبهم الانضمام لمجموعة تدعم القتل والترهيب. ولفت مقصود كروز أن دراسة موقعنا الحالي، لكيفية مواجهة التطرف، يمثل مرتكزاً أساسياً لبحث الحلول، والتحول من المنحى التقليدي في معالجة ذلك، من خلال إضافة أبعاد العلوم النفسية والاجتماعية، وحتى الرياضية، حيث نتحرك نحو منهج واحد نتبناه ونعمل عليه بشكل دقيق، مبيناً أن هناك ضعفاً لدينا في الأفكار تجاه الحلول التي من شأنها أن تخفف من وطأة عوامل التطرف، الأسباب التي تجعل من الأشخاص يختارون العنف والتطرف بتفجير أنفسهم وقتل الآخرين، وبالنظر إلى طبيعة الأفكار المنظمة والقوية التي هم يتبنونها، فهي إبداعية حتى في طريقة إعدادهم للجرائم، وما يجب أن نسعى له، هو تحويل كل تلك الطاقات الضخمة نحو البناء والتنامي، واستثمارها عبر منصات تفاعلية، فالمشكلة الرئيسة في طبيعة فهمنا لمتطلبات الشباب، وما هو الشيء الذي حولهم إلى متطرفين! تحدث مقصود كروز، عن تجربة شخصية، فهو من أم إماراتية وأب ألماني، ودائماً ما كان يُسأل عن نفسه هل هو أسود أم أبيض، هل هو عربي أم أوروبي هل هو مسلم أم مسيحي، والحقيقة كما أشار إليها مقصود كروز أن الإنسان هو من يختار ما يريد أن يكونه، وما يحتاجه الجيل الجديد هو بيان هدفه الأسمى في الحياة، فلكل مجتمع هناك مستوى من الجريمة، وإدراك أن التطرف هو عرض وليس مرضاً، سيجعلنا أكثر وعياً في استيعاب هذا العراك المستمر لحضور العنف والتطرف في المجتمعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©