الحكومات الأوروبية تمول مشروع الطائرة العملاقة A350

أعلنت حكومة المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستقدم قرضاً يبلغ 340 مليون جنيه استرليني (562 مليون دولار) لشركة إيرباص من أجل المساعدة في تمويل مشروع الطائرة كبيرة الحجم A350، التي يتم تصنيعها في بريطانيا، كما خصصت المملكة المتحدة 60 مليون جنيه استرليني لدعم شركة GKN في تصميم وتطوير الجناح الخلفي وحافة الذيل للطائرة إيرباص A350. ورغم أن هذا التمويل قد لا يعتبر كافياً بالنسبة إلى حجم الأعمال المخطط تنفيذها في المملكة المتحدة وربما تضطر إيرباص إلى البحث عن مزيد من الممولين، فإن التصريح بمزيد من الدعم الحكومي لطائرة إيرباص الضخمة A350 التي ستنافس الطائرة بوينج 787 قد أثار الجدل حول الإعانات الحكومية، التي تتعارض مع قوانين المنافسة الأوروبية، وأثار جدلاً آخر بسبب ما تعانيه المملكة المتحدة من دين حكومي ضخم تزايد عقب جهود لندن لمواجهة الأزمة المالية. وتعتبر إيرباص وحدة صناعة الطائرات التجارية في الشركة الأوروبية لطيران الدفاع والفضاء وهي تسعى حالياً للحصول على 3.67 مليار جنيه استرليني (5.24 مليار دولار أميركي)، فيما يسمى إعانة إطلاق الطائرة إيرباص A350. ومن المعتاد أن تقدم الحكومات الشريكة تمويلات تتناسب مع حجم الأعمال المكلفة بها دولها، حيث قدمت فرنسا 1.4 مليار جنيه استرليني لإيرباص A350 ما يتناسب مع حصتها من الأعمال البالغة 38 في المئة، بينما قدمت ألمانيا 1.1 مليار جنيه استرليني وهو أقل قليلاً من حصتها من الأعمال البالغة 34 في المئة. ومن المخطط أن تنفذ المملكة المتحدة 18 في المئة من الأعمال المتمثلة بشكل أساسي في بناء أجنحة الطائرة وآلية هبوطها غير أنها تعرض ألا تقدم سوى 11 في المئة من إعانة الإطلاق. ويقول بيتر ماندلسون وزير العمل البريطاني إن القرض سيوفر ويثبت 1200 وظيفة في مواقع في فيلتون جنوب إنجلترا وفي بروتون شمال ويلز وكذلك 5000 وظيفة في سلسلة التوريد في أنحاء المملكة المتحدة، ونفى ماندلسون تماماً أن يكون ذلك بمثابة إنقاذ أو إعانة حكومي في جولة كان يجريها في مصنع GKN PIC شريكة إيرباص المتمركزة في فيلتون. أما إسبانيا التي من المخطط أن تنفذ نحو 10 في المئة من أعمال الطائرة الجديدة فهي تتفاوض حالياً مع إيرباص في مسألة التمويل، وحتى لو دفعت إسبانيا نسبة 10 في المئة من إعانة الإطلاق فلن تحصل إيرباص على المبلغ الذي تحتاجه وهو 3.67 مليار جنيه استرليني، وبموجب اتفاقية عبر الأطلنطي أبرمت عام 1992 يجوز للحكومات الشريكة أن تمول ما يصل إلى ثلث تكاليف الطائرات التجارية الضخمة من خلال قروض أو دعم مالي آخر. ورغم الاتفاقية تعارض كل من الإدارة الأميركية وبوينج (منافسة إيرباص) القروض بشدة زاعمة أنها تعطي إيرباص ميزة غير منصفة في تطوير الطائرات التجارية الجديدة. وفي هذا الشأن قال المتحدث الرسمي في بوينج تشارلي ميلر إنه يتعين ألا تحصل إيرباص على تمويلات من دافعي الضرائب بل ينبغي أن تمول A350 بنفسها، ويضيف قائلاً إن الإدارة الأميركية وشركة بوينج ستدرسان تفصيلات هذا التصريح وإن بوينج تعتبر تلك القروض بمثابة إعانات تنتهك أعراف السوق، وإنه في غضون أقل من ثلاثة أسابيع ستفصل منظمة التجارة العالمية فيما إن كان تمويل الحكومات للطائرة إيرباص متوافقاً مع قواعد التجارة العاملية فيما إن كان تمويل الحكومات للطائرة إيرباص متوافقاً مع قواعد التجارة العالمية ولذلك فإنه من المخيب للآمال - حسب وصفه - أن تسارع الدول المساهمة في إيرباص إلى تمويل الطائرة A350 الجديدة قبيل القرار النهائي. وتزعم إيرباص ودول الاتحاد الأوروبي أن بوينج تستفيد أيضاً من الدعم المالي الحكومي سواء من خلال المساندة الفيدرالية أو البرامج العسكرية والإعانات على مستوى الولايات الموجهة إلى المشروعات التجارية، كما تحتج إيرباص بأن منافستها (بوينج) تحصل على ميزة أفضل بسبب أنها غير ملزمة بتسديد مبالغ الدعم وأن الاتحاد الأوروبي قدر أن بوينج حصلت على 5 مليارات من الدولارات على هيئة إعانات من الولايات المتحدة وحدها لدعم الطائرة بوينج 787 دريملانير. ومن غير الواضح إن كانت إيرباص ستنجح في تحصل تمويل التكاليف المتبقية لتطوير الطائرة A350 ويتزايد اعتماد الشركات المشاركة في بناء A350 على مورديهم لاقتسام عبء المجازفة وتكاليف التطوير، وأمام إيرباص خيار آخر هو أن تطلب إعانة من شركتها الأم EADS التي بلغ صافي نقدها في آخر يونيو 8.1 مليار جنيه استرليني، ولم ترد أي تعليقات من EADS، كما أفاد متحدث إيرباص الرسمي ستيفان شافراث بأن الترتيبات المالية لاتزال قيد الدراسة وأنه لم يفصل في الأمر بعد. عن «انترناشونال هيرالد تريبيون»