الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موقع «تويتر» يمرر 140 مليون رسالة يومياً ويقدم خدمات اجتماعية بلا حدود

موقع «تويتر» يمرر 140 مليون رسالة يومياً ويقدم خدمات اجتماعية بلا حدود
22 مارس 2011 20:04
قبل 1825 يوماً، عمد خبير كمبيوتر يدعى جاك دورسي إلى إرسال رسالة نصّية تتألف من 5 كلمات عبر خدمة جديدة كان قد فرغ لتوّه من تطويرها هو وفريق المبرمجين الذي يساعده. ولم يكن أي واحد من الذين ساهموا في إرسال هذه الكلمات الخمس، يعلم أنها ستدخل التاريخ. فلقد كانت بالفعل أول رسالة يتم تبادلها عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الجديد الذي أطلق عليه اسم “تويتر” Twitter. يوم الاثنين الماضي، احتفل موقع “تويتر” بعيد ميلاده الخامس؛ وقال بيز ستون الذي ساهم في تأسيسه، إن ما حققه الموقع خلال السنوات الخمس الماضية هو شيء لا يصدّق. وأصبح الموقع الآن يتلقى ويرسل 140 مليون رسالة نصّية كل يوم، أو ما يعادل مليار رسالة كل ثمانية أيام. وأشار ستون أيضاً إلى أن الموقع يضيف إلى قائمة مستخدميه كل يوم نصف مليون. وفي إطار الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، أطلقت شركة “تويتر” موقعاً جديداً على الإنترنت اختارت له العنوان “ديسكوفر تويتر” Discover Twitter والذي يشرح بالتفاصيل معدل تزايد عدد مستخدمي “تويتر” كل ساعة أو يوم أو شهر أو سنة، كما يقدم معلومات مفصلة عن قصة تأسيسه ونجاحه. ويعرض أيضاً لأشهر الشخصيات السياسية ورؤساء الدول ونجوم المجتمع والسينما الذين يواظبون على استخدامه. ويمكن القول إن “تويتر” غيّر من أسلوب تبادل الرسائل النصّية عن طريق الإنترنت عندما أفسح المجال لتواصل مجموعة من الناس في الوقت نفسه، كما أصبح يمثل أداة لا نظير لها لنشر الأخبار السياسية العاجلة، ولعب دوراً كبيراً في الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ولـ”تويتر” أيضاً تأثيره الهائل في توسيع الرقعة الجغرافية لانتشار اللغة الإنجليزية. ومع كل هذه النجاحات السريعة التي حققها موقع “تويتر”، فلقد واجه الكثير من المصاعب خاصة عند ظهور العديد من المواقع الاجتماعية التي حققت نجاحاً يفوق ما حققه، ومنها “فيسبوك” و”يوتيوب”. وفي عام 2009، تعرّض لضغوط كبيرة من الشركات والمؤسسات الحكومية عندما اتضح أنه سهل الاختراق من قبل قراصنة المعلومات. وكان لهذه الضغوط أن تدفع الشركة إلى اعتماد تقنيات جديدة لتعزيز إجراءاتها الأمنية الافتراضية ومواجهة قراصنة الإنترنت نزولاً عند ضغوط من لجنة التجارة الاتحادية الأميركية. وقالت اللجنة في بيان لها إن موقع “تويتر” تعهد بعدم تضليل المشتركين بخصوص حماية الخصوصية لمدة 20 عاماً بعد أن سمح تراخ أمني من الشركة لقراصنة المعلومات باختراق أسرار المشاهير من مستخدميه. وفي إحدى حالات الاختراق، قام أحد قراصنة الإنترنت بإرسال رسالة مزيفة في شهر يناير من عام 2009 باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما ومن حسابه الشخصي على “تويتر”. ويذكر أن الرئيس الروسي مدفيديف أرسل ذات مرّة رسالة من موقع تويتر عندما زار مقر الشركة في ولاية كاليفورنيا الأميركية في إطار محاولاته لحشد الاستثمارات والمواهب لإنشاء منطقة في روسيا تقام على غرار وادي السيليكون. وقال مدفيديف: “لدي حساب أيضاً على تويتر وربما نستطيع أخيراً التخلص من تلك الهواتف الحمراء القديمة” في إشارة إلى الهواتف الأمنية الخاصة بالاتصالات العاجلة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق خلال فترة الحرب الباردة والتي تعرف باسم “الخط الأحمر”. ونظراً لأن الاشتراك في الموقع مجانياً، فلقد قررت الشركة بداية العام الماضي، فتح الباب لقبول الإعلانات التجارية على صفحاته. ومن أوائل الشركات التي سارعت إلى تسويق منتجاتها بهذه الطريقة سلسلة مقاهي ستاربكس وشركة الخطوط الجوية الأميركية “فيرجين أميركا” وشركة الإلكترونيات الأميركية “بيست باي”. ويشتهر “تويتر” أيضاً بتقنياته المعقدة القادرة على معالجة المعلومات التي يتم تداولها عبره من أجل التوصل إلى نتائج وإحصائيات مهمة. ومن ذلك مثلاً ما أعلنه نهاية العام الماضي من أن التسرب النفطي في خليج المكسيك كان الموضوع الأكثر تداولًا بين مستخدميه. وكان الموقع قد أعد قائمة بالمواضيع العشرة الأكثر تداولًا بين مستخدميه خلال عام 2010 عن طريق تحليل أكثر من 25 مليون رسالة قصيرة لنحو 175 مليون مستخدم. وفي هذه الإحصائية المثيرة، احتلت بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أُقيمت في جنوب أفريقيا المرتبة الثانية بالإضافة إلى موضوعين آخرين ­ لهما صلة بالبطولة­ انتزعا مركزين متقدمين بين العشرة الأوائل هما المركزان الخامس الذي تطرق لأبواق “الفوفوزيلا” الشهيرة التي استخدمها مشجعو كرة القدم في جنوب أفريقيا، والعاشر الذي تناول قصة الأخطبوط العرّاف “بول” الذي كان يتنبأ بنتائج المباريات. واحتل فيلم الخيال العلمي “إنسيبشن” المرتبة الثالثة، تلاه زلزال هايتي في المرتبة الرابعة، بينما احتل الكمبيوتر اللوحي “آي باد” المركز السادس متقدماً على نظام جوجل “أندرويد” لتشغيل الهواتف الذكية. ثم حل المغني “جاستن بايبر” ثامناً وتلاه “هاري بوتر والمقدسات المميتة” في المركز التاسع. وقال الموقع في بيان أعقب نشر هذه الإحصائية: “إن هذه القائمة لاتجاهات (تويتر) لعام 2010 تعكس ما يحدث في عالمنا وتظهر قوة تحويل أي حدث أو قصة إلى خبرة مشتركة، وتؤكد على قيمة (تويتر) كشبكة معلومات فورية”. وعمدت الشركة التي تدير الموقع مؤخراً إلى إطلاق حزمة أدوات لمساعدة رجال الأعمال الذين يستخدمونه لترويج خدماتهم أو الاستعلام عن زبائنهم ومنافسيهم. وقال أحد المبرمجين العاملين في شركة “تويتر”: “إن الذي أوحى إلينا بهذه الفكرة هو ملاحظتنا لأساليب المؤسسات التجارية في استخدام الموقع خاصة شركات الخطوط الجوية والمخازن الكبرى للبيع بالتجزئة. وقررنا بناء على ذلك أن نقدّم لهؤلاء حزمة أدوات وتطبيقات افتراضية جديدة تسمح لهم بأداء أعمالهم بطريقة أسهل. وأضفنا إلى كل ذلك صفحات مصوّرة يطلعون من خلالها على أحدث التقارير التحليلية لأداء الأسواق”. والآن، أصبحت هناك ألوف الشركات التي تعتمد على “تويتر” وترصد الميزانيات للتعامل معه. وبعضها عمدت إلى تخصيص عشرات الموظفين المتخصصين بالتعامل معه. ويقدم “تويتر” لمستخدميه فرصة الدردشة المجانية الفورية بالنصوص المكتوبة عبر العالم أجمع عبر وثائق خاصة تدعى كل منها (تويت) tweet. وتتضمن كل (تويت) رسالة نصّية لا يتجاوز عدد كلماتها 140 ويمكن إرسالها بشكل فوري إلى كافة المشاركين مع المستخدم ذاته في التواصل. ويكون لكل مستخدم الحرية التامة في دعوة الناس لمشاركته التراسل، كما يعمد هو ذاته لمشاركة من يختارهم من مستخدمي الموقع ليكون شريكاً لهم حتى يتمكن من استلام رسائلهم. وهذا الأسلوب في التواصل الاجتماعي الرقمي جديد تماماً وغير متوفر في بقية مواقع الشبكات الاجتماعية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©