الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة العلاج النفسي.. ليست نوعاً من الترف

22 مارس 2011 19:56
إن نشر ثقافة «العلاج النفسي» في مجتمعاتنا لهي من الضرورة بمكان اليوم، ووجود «سجل نفسي» بحالة الطفل النفسية ومراحل تطورها منذ نعومة أظفاره أو على الأقل عند التحاقه بمراحل التعليم الأولى وتحديد صفاته الشخصية وما أكثر الشخصيات التي يندمج معها وتلك التي يصعب عليه التوافق معها، وما الثغرات الموجودة في شخصيته وتحديد طرق علاجها أو الأمراض التي يعاني منها، لعل هذا أهم من «السجل الصحي» الذي يحوي الأمراض الجسدية وتاريخ الإصابة بها، فضرر المرض الجسدي في أغلب أحواله لازم، لامتعدٍي كالمرض النفسي الذي قد يؤدي إلى معاناة وخسائر في نطاق الأسرة، بل والمجتمع كله حين يؤثر سلباً على طاقات وقدرات كم تحتاجها مجتمعاتنا، فالإعاقة الجسدية قد تكون حافزاً وتحدياً للإضافة والتميز، في حين لا يتمكن صاحب الإعاقة النفسية من ذلك، ولهذا شواهد كثيرة من واقع الحياة. تقول الكاتبة غادة أحمد حسن :«ليس ترفاً أبداً حين نطالب كل شاب وخطيبته بالتوجه إلى المعالج النفسي تماماً مثل ما نطالبهما بإجراء فحوصات ما قبل الزواج ، فالنفس ومع ممن تتفق وتختلف وما مميزاتها وسماتها وفهم الطرف الآخر لها، ليس بأقل أهمية من هذه الفحوصات والتحليلات المختبرية للجسد، فالسكن للنفس لا للجسد فقط، وممارسة المودة والرحمة لا تقع على عاتق الجسد وحده . فمن لا يضع عصاه عن عاتقه فهو يتسم بالغلظة والجفاء، ولعل فاطمة كانت على درجة من رقة المشاعر والإحساس لا تتمكن معها من التعايش مع مثل هذه الشخصية، كيف لا وهي التي طلقت «طلاقاً غيابياً» من أبي عمرو بن حفص، ولعل هذا قد جرحها كثيراً، فراعى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هذا الجانب في شخصيتها وكان رحيماً شفيقاً بها حين قام بتعديل للمكان الذي أشار عليها به في البداية لتقضي عدتها في بيت أم شريك، فاستدرك بقوله « تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك». وذلك حتى تحصل على أكبر قدر من الاستقلال النفسي خلال فترة العدة بعيداً عن أي مؤثرات قد تدفعها لقرار خاطئ أو خوض تجربة تندفع نحوها لا شعورياً كنوع من التعويض كما يقع للكثير من المطلقات حين تنصت لمواساة أوتركن إلى تعزية في هذه الفترة الحساسة جداً من حياتها». وتضيف : «لعل فقر معاوية لا تتوفر معه أجواء يمكنه من خلالها التعبير عن حبه وتقديره لها، فكم يصرف الاهتمام بلقمة العيش ذهن صاحبيه أن يبوح كلاهما بما يعتمل من مشاعر بداخله للإرهاق الشديد وانشغال البال بهم النفقة والعيال، وكم تئن بيوت من هذه الشكوى في زماننا هذا. ليس من الكماليات، بل من الضروريات أن يكون لكل أسرة المعالج النفسي الخاص بها، العارف بتاريخ هذه الأسرة منذ استشارة الخطيبين له، ثم متابعته لهما، وللمراحل العمرية لذريتهما ليكون على استعداد ومعرفة مسبقة بكيفية التعامل مع أي إشكال نفسي يقابل أحد أفراد هذه الأسرة، والعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم. إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وتقدم مجتمعاتنا والمساهمة في النهوض بها واجب يقوم به المؤمن القوي في عقله ونفسه وجسده، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله، والصحة النفسية غاية من وسائلها نشر ثقافة العلاج النفسي، فهل يمكن أن يأتي يوم نرى مع بيانات البطاقة الشخصية أو العائلية أو الإقامة أو الهوية، اسم ورقم وإيميل طبيبك النفسي ؟».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©