الإمارات تدرس تدشين استثمارات زراعية في دول خصبة بحثاً عن الأمن الغذائي

تدرس وزارة الاقتصاد إمكانية تدشين استثمارات زراعية في دول خصبة، ضمن خطوة تستهدف تقليل الفجوة الغذائية الناجمة عن تزايد الاعتماد على الوقود الحيوي المستخرج من سلع غذائية أساسية كالقمح وفول الصويا· وقال وكــــيل الوزارة محمد عبدالعزيز الشحي أمس إن ''الإمارات تدعم توفير الوقود الحيوي من دون الاعتداء على حاجة الإنسان الغذائية''· ولتفادي نقص المحاصيل الزراعية، قال الشحي إن الدولة ''تدرس الاستثمار الزراعي في الدول التي تتمتع بوفرة في الأراضي الزراعية بحسب قوانين تلك الدول''، لافتا إلى إمكانية الاستثمار الزراعي في تركيا وعدد من الدول الآسيوية· ووصف الشحي ما جرى خلال الأشهر الماضية من نقص في مخزونات السلع الغذائية بأنه ''درس قاس'' للدول لأخذ الاحتياطات في توفير الأمن الغذائي، وتنويع أماكن زراعة المحاصيل والسلع الغذائية· وأوضح أن المجتمع الدولي يتجه إلى مراجعة وإعادة تقييم استخراج الطاقة البديلة من الغذاء، مشيرا إلى أن استراتيجية الدولة تهدف إلى تشجيع الاستثمار الزراعي في بلد المنشأ· ونبه إلى أن تشجيع الاستثمار في بلد المنشأ يأتي في أولويات خطة الأمن الغذائي لوزارة الاقتصاد· كما طالبت وزارة الاقتصاد المنظمات الدولية بضرورة تصحيح مسار استهلاك الغذاء عالميا، واستخراج الطاقة البديلة من مواد غير غذائية لتوفير احتياجات الإنسان من الغذاء· ولعبت عمليات استخراج الطاقة (الوقود الحيوي) من مواد غذائية دورا في تقليص الإنتاج العالمي من سلع أساسية على مستوى العالم، فيما تستهلك دول العالم أكثر من 85 مليون برميل نفط يومياً، فيما يمثل الوقود الحيوي أبرز الحلول الغربية لتقليل الاعتماد على النفط· وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الحصول على لتر واحد من الوقود الحيوي يحتاج إلى 2,5 كيلو جرام من الذرة واستهلاك 4 لترات من الماء إضافة إلى الطاقة· وعلى سبيل المثال، بلغ محصول الذرة العام 2005 في الولايات المتحدة 280 مليون طن، تكفي لانتاج 30 مليار جالون من الوقود الحيوي، إذ تبلغ سعة الجالون 3,78 لتر· وتعدّ اميركا والبرازيل والارجنتين أكبر 3 دول منتجة لفول الصويا في العالم· إلى ذلك، أشار الشحي الي أن تقرير منظمة ''الفاو'' الصادر الشهر الماضي أوضح أن الطلب المتزايد على الوقود الحيوي يسهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأن إنتاج العالم من وقود الايثانول تضاعف 3 مرات خلال الفترة ما بين 2000 و ·2007 ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج وقود الإيثانول من جديد في الفترة من الآن وحتى العام 2017 ليصل الى 127 مليار لتر سنويا· كما يتوقع أن يصل إنتاج الديزل الحيوي الى نحو 24 مليار لتر العام ،2017 مقابل 11 مليار لتر العام ،2007 كما أسهم النمو الذي طرأ على إنتاج الوقود الحيوي في زيادة حجم الطلب على الحبوب والبذور الزيتية والسكر مما ساهم في ارتفاع اسعار المحاصيل· وطالب التقرير بتعزيز الانتاج الزراعي والتوسع في السياسات الزراعية، وتحرير القدرة الإنتاجية للمزارعين ، كما يطرح المزيد من إعادة النظر في السياسات القائمة بصدد الوقود الحيوي· كما يتوقع التقرير أن تتراجع أسواق الحبوب مع احتمال عدم عودة المخزونات إلى مستوياتها المرتفعة المسجلة في العقد السابق، وأن استهلاك الزيوت النباتية التي تعتمد على المحاصيل من البذور الزيتية ومن النخيل سينمو بوتيرة أسرع، مقارنة بمحاصيل أخرى خلال السنوات العشر المقبلة، وستتأثر الزيادة تحت ضغط الطلب لأغراض غذائية أو للوقود الحيوي· ودعا الشحي الشهر الماضي الشركات الحكومية والقطاع الخاص إلى الاستثمار الزراعي في بلد المنشأ، لمواجهة ارتفاع الأسعار وتوفير السلع الأساسية بشكل آمن، لافتا إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق بين المستثمرين والجهات المسؤولة في بلد منشأ السلعة وتسهيل الإجراءات لدعم وتشجيع الاستثمار هناك· وأشار إلى أن ما حدث خلال العام الحالي وأواخر العام المنصرم دفع كثيراً من بلدان العالم والمؤسسات الزراعية إلى زيادة إنتاجها من المحاصيل الزراعية والتوسع في الاستثمار الزراعي· ولفت الى أن جهات استثمارية بالدولة تدرس العديد من الفرص الزراعية في دول آسيوية وأفريقية، تتمتع بخصوبة الأرض الزراعية· ونبه إلى أن كثيرا من الدول بدأت تضع علامة استفهام حول استخراج الطاقة من الذرة والقمح أبرز المحاصيل الرئيسية الغذائية للانسان، كما أن كثيرا من المختصين يقاطعون استخدام الطاقة من الغذاء·