السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محنة الإرشاد السياحي (2)

محنة الإرشاد السياحي (2)
25 يونيو 2008 01:00
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن كيفية تمكن الإمارات من تحقيق معجزات سياحية من ناحية عدد السياح وتصدر مراكز متقدمة في العديد من قوائم المجلس العالمي للسياحة وجهات التصنيف السياحية العالمية، وكيف استطاعت أن تقدم للعالم مشاريع سياحية مبهرة ونادرة بينما لم تستطع إلا أن تقدم 27 مرشدا سياحيا إماراتيا فقط، حسب تصريح رئيس مجلس أمناء هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية حميد الطاير بأن هناك 27 مواطناً فقط من أصل 7118 عاملاً يعملون في الإرشاد السياحي في الدولة· والقضية في هذا الموضوع أن ملايين السياح الذين يزورون الإمارات سنوياً يحصلون على معلومات على الأقل ناقصة - إن لم تكن مغلوطة أو خاطئة - عن الشعب والثقافة الإماراتية، مما يشكل ضرراً مستقبلياً على صناعة السياحة، وضرراً أيضاً على صورة الإمارات في الوقت الحاضر، وكل يوم يمر يعني استمرار تدفق هذه المعلومات إلى آلاف السياح!! وقد سرد لي أحد الأصدقاء قصته مع سائحين من ألمانيا (رجل وزوجته) شردا عن مجموعتهما السياحية وعرض عليهما الصديق المواطن توصيلهما إلى الفندق، وخلال 20 دقيقة فقط تبادل معهما الحديث، وقال الرجل الألماني له إنه عرف في هذه الدقائق القليلة عن الإمارات أكثر مما عرفا خلال أسبوع هي مدة الزيارة إلى الإمارات!! وهذا أمر طبيعي جداً، فأي بلد في العالم لا يستطيع أحد أن يعبر عنها، ويعطي صورة صحيحة لها أفضل من مواطنيها، والإرشاد السياحي يمثل أكثر من 51 % من وظائف شركات السياحة حسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة العمل· ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود أفراد مؤهلين للعمل في هذا المجال، وعدم توظيف شركات السياحة لمواطنين في هذه المهنة· والغريب أن هيئات السياحة تبذل جهودا كبيرة في تدريب المواطنين للعمل على الانخراط في هذه المهنة، وتتوالى الدورات التدريبية منذ فترة طويلة، لذلك كان الرقم 27 بمثابة صدمة للجميع، وعلينا أن نبدأ فوراً في بحث الأمر والتركيز عليه، وإجبار شركات السياحة على ضرورة وجود عنصر مواطن في كل رحلة سياحية ومع كل مجموعة سياحية حتى إذا لم يكن مؤهلاً بالكامل لهذه المهنة، وحتى وإن رافق المرشدين السياحيين من الجنسيات الأخرى· وأنا اعرف أن مسألة الإجبار ليست سياسة عامة في الدولة، ولكن المسألة جد خطيرة، وتستلزم قرارات استثنائية خاصة مع تخاذل شركات السياحة الواضح في توظيف مواطنين في هذا المجال، مع أنها تجني من الأرباح مبالغ ليست بالقليلة، سواء هي أو الفنادق التي تستمرئ هي الأخرى في مسألة تعيين مواطنين، وتصر على تقديم عروض وظيفية هزيلة للمواطنين رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير· الموضوع ليس بسيطا؛ وكل يوم يمر يزداد تعقيداً، وكما أبهرنا العالم بمشاريعنا، علينا على الأقل أن نضاعف هذا الرقم عدة مرات كل عام· وحياكم الله··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©