شهد لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بنظيره الصيني شي جينبينغ في باريس أول أمس توقيع عقود تجارية بقيمة 18 مليار يورو. من بين هذه العقود طلبت الصين 70 طائرة ايرباص بقيمة 7 مليارات يورو والإنتاج المشترك لألف مروحية بين الشركة الأوروبية والشركة الصينية افيكوبتر.
وصرح أولاند إلى جانب شي أثناء إعلان مشترك في قصر الأليزيه بأن «العقود الخمسين التي وقعت تبلغ قيمتها 18 مليار يورو». وشهدت العلاقات التجارية عام 2013 عجزا بقيمة 26 مليار يورو لفرنسا أي ما يوازي تقريبا 40% من إجمالي عجز التجارة الخارجية الفرنسية.
ومن بين 50 اتفاقا أبرمت الأربعاء، 20 منها بحضور الرئيسين، يبرز إبرام اتفاق مساهمة الدولة الفرنسية وشركة السيارات الصينية دونغ فينغ في رأسمال مجموعة بيجو سيتروين الفرنسية للسيارات. كما أعلن عن طلبية من 43 طائرة متوسطة المدى ايرباص ايه 320 وتحريك طلبية 27 طائرة ايه 330 كانت مجمدة، بسبب خلاف تجاري بين بكين وبروكسل، في إطار عقد شامل بقيمة 7 مليارات يورو.
كما وقعت ايرباص للمروحيات وافيكوبتر الصينية اتفاقا ينص على الإنتاج المشترك لألف مروحية مدنية على مدى عشرين عاما.
وكان للسياسة حصتها من اللقاء، حيث اعلن أولاند أن البلدين «تمكنا من التوصل إلى مواقف مشتركة» حول الملفات الدولية، ولا سيما سوريا وإيران وأوكرانيا والشرق الأوسط. وبخصوص أوكرانيا امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدين الاستفتاء في القرم، فيما استخدمت روسيا حقها في النقض، ووافقت الدول الأعضاء الأخرى بما فيها فرنسا عليه.
في تكريم استثنائي، وبعد 50 عاما على اعتراف الجنرال شارل ديجول بالصين الشيوعية، حضر الرئيس الفرنسي شخصيا إلى مبنى الانفاليد لاستقبال الرئيس الصيني قبل لقاء في الاليزيه. وصرح شي مساء الثلاثاء في ليون (وسط شرق) المحطة الأولى من زيارته بأن «قدومي إلى فرنسا (...) سيتيح العمل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وغيره من المسؤولين الفرنسيين (...) من أجل التخطيط معا للمستقبل بحيث تحقق العلاقات بين الصين وفرنسا بفضل انطلاقة جديدة تقدما أكبر من السابق».
ووصل الرئيس الصيني مساء الثلاثاء إلى ليون عاصمة الحرير السابقة والأولى في استضافة الطلاب الصينيين في فرنسا. وزار شي صباح الأربعاء مركز الأبحاث البيولوجية الجزيئية «بيوميريو» في مارسي ليتوال (شرق الوسط) الذي فتح فرعا مهما في ووهان، ومعهدا في ليون درس فيه حوالي 500 طالب صيني بين 1921 و1946.
وعام 2008 جرت في أثناء مرور الشعلة الأولمبية في باريس تظاهرات مؤيدة للتيبت ألقت بظلها على العلاقات بين باريس وبكين. وفي ليون كما في باريس، أحيطت الزيارة بإجراءات أمنية مشددة كما تم فرض قيود على حركة المرور، في وقت أعلن ناشطون تيبتيون تنظيم تجمعات للتنديد بانتهاك الصين لحقوق الإنسان في التيبت.
وفي أبريل 2013 كان أولاند أول رئيس دولة أوروبي يجري زيارة دولة إلى بكين بعيد انتخاب الرئيس الصيني.
وحضر شي جينبينغ وزوجته المغنية الشعبية بينغ ليوان حفل أوبرا في دار الأوبرا الملكية في قصر فرساي، شمل عددا من الأعمال الصينية، تلاه عشاء خاص. وبعد فرنسا، يواصل الرئيس الصيني جولته الأوروبية في برلين وبروكسل. (باريس - أ ف ب)
عدد اليوم
