الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلم إماراتي

10 مايو 2010 20:25
منذ فترة وأنا أنتظر بدء عرض الفيلم الإماراتي «دار الحي» أو (سيتي أوف لايف) في دور السينما المحلية، فقد سمعت عنه الكثير، خصوصاً أنه يحكي عن مدينة دبي التي جذبت أنظار العالم خلال السنوات الماضية. حضرت الفيلم بحماس شديد، فهو أول فيلم إماراتي أحضره في السينما، وكما كان يقال فهو يعكس أوجها متعددة للحياة في تلك المدينة التي تضم مختلف الجنسيات من مختلف قارات العالم، وبالفعل فقد تم التركيز على إبراز تلك الأوجه المتباينة من الحياة، من خلال محاور منفصلة، لكن جميع تلك المحاور اقتصرت على الجوانب السلبية، وهو أمر لا يتفق مع واقع الحال داخل مدينة لطالما عرفت كمركز للنجاح والمنجزات. ركز الفيلم على عناصر تحمل في أغلبها مصاعب تواجهها الشرائح المختلفة، دارت حول عدد من الجنسيات، من خلال إظهار حياة بعض الأجانب من أصحاب الشركات الذين يملكون نفوذا في المدينة، واستغلالهم ظروف بعض العاملات في شركات الطيران، إضافة إلى سائق سيارة أجرة آسيوي عاش حالة تجمع المأساة بالطمع وهو يحاول تأمين لقمة عيشه. وبالنسبة للجانب الخاص بالمجتمع الإماراتي داخل المدينة، فقد اقتصر الفيلم على إظهار الشباب (الطائشين) الذين لا هم لهم سوى السهر والاستمتاع في الملاهي الليلية وافتعال المشاكل والاستعراض بالسيارات والدراجات، مع عرض المشاكل التي تواجهها أسر هؤلاء الشباب الغنية منها والفقيرة في التعامل مع أبنائها، لكن العمل لم يتطرق للكثير من جوانب الحياة الأخرى للأسر والأفراد المواطنين، فكانت العناصر الأساسية مقتصرة على السلبيات، وبقدر يتسم بالمبالغة في بعض الأحيان. رغم ذلك يُحسب للفيلم أنه نجح في تصوير بعض الوقائع بقدر من الجرأة والقرب من الأماكن التي لم تصل إليها الكثير من الأعمال الدرامية الأخرى، كما كان فيه مجهود ملموس لتصوير المشاهد واللقطات المؤثرة، ولعل أهم العناصر الإيجابية في الفيلم هو إظهار الإمكانات المميزة لمجموعة من الشباب الذين يمكن أن يكون لهم مستقبل مشرق في عالم التمثيل والأعمال الدرامية، وظهرت بعض مشاهد الشجار والعراك وكأنها مشاهد حقيقية، حيث تم تنفيذ تلك المشاهد بقدر كبير من الإتقان. لعل هذا الفيلم خطوة نحو المزيد من الأعمال الإماراتية السينمائية، وبالرغم من الملاحظات من ناحية الأفكار التي حاول العمل طرحها، والإفراط في إظهار السلبيات، فإنه سيشجع على ظهور المزيد من الأفلام الإماراتية، التي ينتظر أن تتكامل عناصرها من حيث الشكل والمضمون. hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©