السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيونج يانج: محاولات لمصالحة واشنطن

بيونج يانج: محاولات لمصالحة واشنطن
21 أغسطس 2009 23:30
ضمن سلسلة من الجهود التصالحية التي تبذلها بيونج يانج، زار مؤخراً وفد من دبلوماسييها المقيمين في نيويورك «بيل ريتشاردسون» حاكم ولاية نيومكسيكو يوم الأربعاء الماضي. وقال ريتشاردسون معلقاً على تلك الخطوة إن كوريا الشمالية أصبحت أكثر استعداداً للتحاور معنا بعد شهور عديدة قضتها في الاختبارات المكثفة لأسلحتها النووية، مما أثار قلق المجتمع الدولي بأسره. وتجيء هذه الزيارة إلى مقر حاكم ولاية نيومكسيكو بعد أسبوعين من إطلاق النظام الستاليني الحاكم في بيونج يانج لصحفيتين أميركيتين كانتا معتقلتين لديه، إثر مهمة مفاجئة قام بها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في بيونج يانج، كانت لها صلة بالتوسط لإطلاق سراح الصحفيتين. كما تزامنت زيارة الوفد الكوري الشمالي إلى الولايات المتحدة الأميركية مع جهود تصالحية شبيهة بذلتها بيونج يانج مع جارتها سيؤول، بما فيها إطلاق مهندس كوري جنوبي كانت بيونج يانج قد اعتقلته لمدة أربعة شهور. تعليقاً على هذه التطورات، ذكر مسؤول رفيع المستوى بإدارة أوباما -امتنع عن ذكر اسمه لحساسية منصبه ولعدم تفويضه بالحديث باسم الإدارة- أن احتمالات استئناف الحوار الدبلوماسي مع بيونج باتت اليوم أقرب بكثير، نظراً للخطوات الإيجابية المرنة التي تخطوها بيونج يانج الآن. غير أن عدداً من المسؤولين الأميركيين شددوا على ضرورة عودة كوريا الشمالية إلى طاولة المحادثات الدولية متعددة الأطراف بشأن برامجها النووي. ذلك ما أكده «روبرت جيبس» السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بقوله: «لم تتغير أهدافنا بعد، فيما يتصل بكوريا الشمالية، طالما أن مسؤولياتها لم تتغير هي الأخرى». وقد جاء هذا التصريح في معرض الإشارة إلى التعهدات التي سبق لبيونج يانج أن وقعت عليها بشأن تفكيك ترسانتها النووية. ومن ناحيته قال مكتب «ريتشاردسون» إن وفد كوريا الشمالية ضم عدداً من أعضاء بعثتها الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة، وأن هذا الوفد هو الذي طالب باللقاء. يذكر أن «ريتشاردسون» ينتمي إلى «الحزب الديمقراطي»، وسبق له أن سافر ثلاث مرات إلى كوريا الشمالية ضمن الجهود التي بذلتها واشنطن لإطلاق سراح الصحفيتين المعتقلتين واستعادة رفاة الجنود الأميركيين من ضحايا الحرب الكورية. ويذكر أن وزارة الخارجية الأميركية علمت منذ عدة أسابيع برغبة الوفد الكوري الشمالي في زيارة نيومكسيكو، خاصة وأنه كان لابد للوفد من الحصول على إذن رسمي للتحرك مسافة يتجاوز قطرها 25 ميلاً حول مدينة نيويورك. وفي تصريح صحفي له عقب لقائه بالوفد الكوري، قال ريتشاردسون إن أجواء العلاقات الثنائية المتبادلة بين واشنطن وبيونج يانج قد تحسنت كثيراً وخف توترها منذ زيارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إلى بيونج يانج. وأكد ريتشاردسون استعداد كوريا الشمالية لإجراء حوار مشترك مع واشنطن الآن. غير أنه نبه إلى رغبة الكوريين الشماليين في حوار مباشر مع المسؤولين الأميركيين، نظراً لاعتقادهم بعدم جدوى المحادثات السداسية التي كان قد سبق لها أن أجريت فيما يتعلق ببرنامجهم النووي. وعليه فهم ليسوا على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية تلك. يذكر أن إدارة أوباما كانت قد أصرت من ناحيتها على أن يجرى الحوار مع بيونج يانج حول برنامجها النووي في إطار المحادثات السداسية التي ضمت كلاً من اليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية وبيونج يانج نفسها. ومن بين ما صرح به ريتشاردسون لوسائل الإعلام تأكيد الوفد الكوري الشمالي له بأن كل القضايا سوف تطرح على طاولة المفاوضات المباشرة بين بيونج يانج وواشنطن. غير أن الوفد لم يؤكد مدى استعداد بلاده للتراجع عن برامجها النووية. واستطرد ريتشاردسون في شرح هذا الأمر لشبكة «سي إن إن» بقوله: «لا أتوقع أن يطلعني الوفد على مثل هذه التفاصيل، طالما أنها تظل شأناً خاصاً بحكومتي الدولتين». ثم أكد أنه سيطلع الرئيس أوباما على كل ما ذكره له الوفد الكوري الزائر لولايته خلال اليومين المقررين للزيارة. وفي المقابل يتوقع الوفد الكوري أن تحصل بلاده على تنازلات موازية من جانب الولايات المتحدة الأميركية. وقد لمس ريتشاردسون لدى أعضاء الوفد بأن كوريا الشمالية تمد يداً بيضاء طويلة لواشنطن بإطلاقها سراح الصحفيتين الأميركيتين اللتين كانت معتقلتين لديها. لكن لم يمنع ذلك كله «إيان كيلي»، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، من القول إن الكرة لا تزال بملعب بيونج يانج وحدها، ما يعني أن عليها أن تمد يدها البيضاء أطول وتظهر مزيداً من مؤشرات حسن النوايا في تعاملها مع واشنطن. ماري شيريدان-واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©