السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آليات ترشيد استهلاك المياه بين «الإسراف» ومحاولات تغيير العادات الاستهلاكية

آليات ترشيد استهلاك المياه بين «الإسراف» ومحاولات تغيير العادات الاستهلاكية
10 مايو 2010 20:20
يعتبر الماء شريان الحياة وهو مورد لا يضاهيه مورد آخر، فإن انعدم الماء من جسد كائن فلن يتمكن من تنفس الهواء. وقد أسرف الإنسان في استخدام هذا المورد نتيجة الأطماع التي تدفعه لجني الكثير من المال على حساب هذا المصدر، والذي إن جف فلن يتمكن الطامعون من التنعم بأموالهم لعدم توافر أشكال الحياة على كوكب الأرض، وأن توجه الإنسان للبحر كي يعمل على تحليته كي يكمل سيناريو النشاطات البشرية على حساب الموارد فإن البيئة البحرية سوف يختل نظامها أيضاً وسوف يؤدي ذلك إلى كوارث أخرى لا تحمد عقباها. ربما يتوجه المسؤول إلى سن نظم تحد من التبذير والإسراف رغم أن الترشيد يعد أحد المثل الوطنية التي تنبع من المستهلك الصالح اتجاه وطنه، ويعكس ذلك التزامه بالمبادئ السامية، ومن الآليات التي يعتقد أنها تحد من الهدر رفع قيمة التسعيرة للوحدة من قبل هيئات الكهرباء والمياه، ومن أجل التعرف إلى إيجابية هذه الآلية وهل ستكون أحد أسباب الحد من الإسراف في استخدام المياه، ارتأينا مقابلة بعض الطلبة الجامعيين للتعرف إلى وجهة نظر الأسرة من خلالهم. تغيير العادات الاستهلاكية بداية.. تحدثنا إلى محمد عبيد راشد المطروشي في السنة النهائية بكلية القانون فقال: يعتبر موضوع ترشيد استهلاك المياه من المواضيع الحيوية التي تشغل الرأي العام العالمي ولا ينبغي تجاهلها وهي مسؤوليتنا جميعاً للحفاظ على الموارد الطبيعية، وممارسة الأساليب الحضارية في التعامل مع المياه وتكييف عاداتنا اليومية مع الحلول العملية التي تقدمها الدراسات العملية في هذا المجال. الترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع مجالات النشاط وعندما نتحدث عن ترشيد الاستهلاك فإننا نهدف إلى توعية المستهلك بأهمية المياه باعتبارها أساس الحياة، وأصبحت مطلباً حيوياً لضمان التنمية المستدامة في كافة المجالات الصناعية والسياحية والزراعية، وذلك عن طريق العمل على تغيير الأنماط والعادات الاستهلاكية اليومية بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو للأسرة بالتعقل والاتزان والرشاد. ويضيف المطروشي: الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك لا يقصد بها الحرمان من استخدام المياه بقدر ما يقصد بها العمل على تربية النفس والتوسط وعدم الإسراف لأن حاجة الإنسان من المياه تفوق ما تمده الطبيعة. فقد أصبحت مشكلة المياه تتصدر هموم سكان العالم إذ أن أكثر من خمس سكان العالم يعانون من أزمة توفر المياه العذبة والنقية، وأصبحت مسألة المياه تحظى بأهمية كبيرة إقليميا وعالمياً، حيث إن الصراع القادم في العالم سيكون من أجل السيطرة على مصادر المياه ومنابعها. كان الماء قديماً على وقت أجدادنا قليلاً وكانوا لا يحصلون عليه إلا بعد مشقة وعناء حيث يقومون بحفر الآبار ثم يستخرجون الماء بواسطة الدلو ويضعونه في قِرب ويشربون منه لمدة معينة، وبعد انتهاء هذه القِرب يعودون مرة أخرى لاستخراجه من الآبار وهكذا.. أما في عصرنا الحاضر فالماء متوفر ولله الحمد ونستطيع الحصول عليه بمنتهى السهولة، فبمجرد فتح الصنبور يخرج إلينا الماء متدفقاً، فيا لها من نعمة كبيرة من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى. ويشير: نظراً لتوافر وسهولة الحصول عليها وجد للأسف الشديد بعض الناس الذين يسرفون في استخدام الماء وكأنه لا يجف ولا ينضب، ومن صور إسرافهم في الماء غسل السيارات والأفنية بواسطة الخرطوم وكان من المفروض غسل السيارات باستخدام “الجردل” وأما الأفنية فيكفي مسحها أو كنسها وبذلك نوفر ثروة كبيرة لا تقدر بثمن ونحن دولة تصنف من بين أكثر الدول استهلاكاً للمياه في العالم بالنظر إلى حجم الاستهلاك في الدول المتقدمة، وتؤكد الأرقام أن معدل الاستهلاك للفرد في دولة الإمارات العربية المتحدة من المياه العذبة يصل إلي حوالي خمسمائة لتر يومياً وهو من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم على الرغم من أن المياه تمثل أهم التحديات التي تواجه دولة الإمارات نظراً لأن معدل الأمطار السنوية منخفض، كما أن الصحراء تغطي أربعة وسبعين في المائة من مساحة الدولة. بالنسبة لفواتير المياه اعتقد أنها عادلة وفي الحقيقة ليس لدي أي تجارب عنها لطبيعة عملي بعيداً عن المنزل واعتقد أن كلما زاد سعر المياه سوف يقل الاستهلاك أكثر وأهم من ذلك كله التوعية بشأن ترشيد الاستهلاك للمياه منذ الصغر، فيجب على رب الأسرة وهو الأب وكذلك الأم نصح الأبناء بطرق تقليل استعمال المياه وخطورة ذلك في المستقبل ونحن لن نعرف قيمة الشيء إلا عندما نفقده. البيوت المحمية بالنسبة للنصائح والإرشادات والتعليمات قال المطروشي، إن استخدام طرق الري الحديثة وانتقاء النظام الأمثل منها كالري بـالتنقيط والرش وطرق الفقاعات تعد مناسبة، مع اختيار المزروعات المناسبة أيضاً، ولكن على المدى البعيد وفي ظل ارتفاع الفواتير لن يتمكن المواطن من الاستمرار في زراعة حديقته إن استمر الوضع على ماهو عليه إلا لدى الموسرين والذين لا تهمهم قيمة الفاتورة، وبالنسبة للمزارع يمكن استخدام البيوت المحمية أو البلاستيكية التي تساهم في ترشيد استهلاك المياه عن طريق تقليل البخار. أيضاً زراعة نباتات لا تحتاج لكميات كبيرة من المياه وتتحمل نسبة ملوحة مرتفعة واستخدام صنابير حديثة مصممة للحد من استهلاك المياه عن طريق استخدام قطعة بسيطة تساهم في تنظيم وتقليل تدفق الماء وبالتالي خفض الاستهلاك وغسل الحمامات بقطعة قماش رطبة بدلاً من استخدام خرطوم الماء بما يوفر الكثير من الماء، أما صنبور المياه يجب فتحه باعتدال عند الوضوء أو الاغتسال أو الحلاقة أو تنظيف الأسنان، كما يجب تعويد الأطفال على استخدام الرشاش أو الدش بدلاً من “البانيو” أو حوض الاستحمام، ومن المهم إجراء الصيانة الدورية لشبكة المياه داخل المنزل وإصلاح أي تسرب أو كسر في الأنابيب أو الأدوات بأسرع وقت ممكن، وعند غسل أدوات وأوعية الطهي يجب ملء مغسلة المطبخ بالماء حوالي 5 جالونات واستخدامها في عمليات الغسيل. عدم الإسراف يوسف الظهوري أيضاً في المرحلة الجامعية قال إن الماء أساس الحياة كما قال تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.. فالمياه ثروة عظيمة لا بد من استهلاكها بالطريقة الصحيحة وعدم الإسراف في استخدامها، واقترح يوسف على الأهالي أن يضعوا ملصقاً عند صنبور المياه يوجه لعدم الإسراف في استخدام المياه واستخدام الغسالات التي تعبأ من الجانب بدلاً من الغسالات ذات الفتحة العلوية، وإيجاد طرق ري حديثة مع أعتقاده أن كثيراً من المواطنين لن يتمكنوا من الاستمرار في الزراعة المنزلية في ظل غلاء فواتير المياه، خاصة المتقاعدين وفئة الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود. وبالنسبة له ولأسرته يجد أن أسعار الفواتير عادية وعادلة ولا تشكل عبئاً، وهي تتناسب مع حجم ما يصرف، فكلما تم استهلاك المياه بشكل صحيح كانت الفواتير أقل مقارنة بالأشهر التي تزيد فيها كمية المياه المستخدمة وبذلك تأتي الفواتير بحسب استخدامنا للمياه. أرقام افتراضية قالت شذى سعيد الشامسي إنه بدلاً من أن يتم رفع الأسعار، من الأولى أن يكون هناك برنامج توعية للمجتمع، يبدأ من مرحلة الروضة ويتزامن مع تعاون الأسرة في المنزل للبدء في تدريب عملي، وفي أحيان كثيرة الأسرة نفسها لا يكون لديها وعي بقيمة الماء ولا يهم حجم المبالغ التي سوف تدفع لهيئات المياه خاصة أن الحملات الإعلانية التي تقوم بها الجهات المسؤولة عن الموارد المائية لا تصل إعلاناتها بشكل صحيح إلى الفئة المستهدفة. ولا تظن شذى أن الفواتير عادلة وتعتقد أن من يقرأون العداد ليسوا من ذوي الكفاءة، وربما وضعوا أرقاماً افتراضية لقراءة العداد، إلى جانب أن الفئات ذات الدخل غير المحدود ربما تكون الجهة الأكثر إسرافاً، وربما لا تهتم بمشاهدة البرامج التوعوية، وكذلك لا يهم كم يبلغ حجم الفاتورة في الوقت الذي تدفع فيه أسرة بسيطة ذات القيمة وتكون أسرة تعمل على ترشيد الإنفاق، لذا يجب على المسؤولين أن يضعوا دراسة حول الجهات الأكثر هدراً للمياه في كل إمارة كي لا يؤخذ البعض بجرم لم يرتكبوه. قيمة الهدر أما حورية محمد الزرعوني فتحدثت قائلة: إنها وعلى نطاق أسرتها ومقارنة مع بقية العائلات في أسر أخرى، فإن منزلاً مكوناً من ست غرف ربما تكون قيمة فاتورته قيمة الفاتورة نفسها لمنزل مكون من ثلاث غرف، وسواء كان المنزل من طابق أو طابقين. وفي أسرة منزلها مكون من ثلاث غرف ربما تصل إليهم فاتورة قيمتها 6000 درهم، وبالمراجعة يكتشف أن هناك خطأ في القراءة، ويعتقد الأهالي أن العداد عندما كان داخل المنزل كان أكثر دقة، خاصة أن هناك من يقرأ العداد أسبوعياً قبل أن يأتي شخص من هيئة الكهرباء والمياه ويكتب أي رقم. أيضاً على الدولة أن تحسب قيمة مختلفة للفنادق والمصانع، وأن لا تدفع الأسر قيمة الهدر لأن الأغلبية يعتقدون أنهم يدفعون حساب جهات أخرى مسؤولة عن هدر المياه، وفي النهاية تنصح الأسر بشراء أجهزة توفر الطاقة الكهربائية والمائية
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©