الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش يهدد بفرض الهدوء في طرابلس بالقوة

الجيش يهدد بفرض الهدوء في طرابلس بالقوة
24 يونيو 2008 01:31
شرع الجيش اللبناني امس بتعزيز انتشاره في طرابلس وضواحيها شمال لبنان بعد تجدد الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين انصار الاكثرية في منطقة باب التبانة السنية والمعارضة في منطقة جبل محسن العلوية والتي ارتفعت حصيلتها الى 10 قتلى و50 جريحا خلال اقل من يومين· وقال شهود عيان ان قوات الجيش والشرطة دخلت في ناقلات جند مدرعة الى مشارف طرابلس، حيث تراجعت اعتبارا من بعد الظهر المعارك· وأضاف هؤلاء أن القوات الأمنية انتشرت على الخط الامامي بين باب التبانة وجبل محسن، حيث ذكرت مصادر أمنية أن حصيلة الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف الهاون ارتفعت الى 10 قتلى و50جريحا على الاقل، اضافة الى تدمير العديد من المنازل والمتاجر والسيارات· وأعلن الجيش اللبناني أنه سيبدأ تطبيق اجراءات حازمة لإعادة الهدوء، وحذر من أنه سيستخدم القوة اذا لزم الأمر لإنهاء أعمال العنف· وأوضح في بيان ''أنه على أثر مساعي التهدئة التي قام بها عدد من المرجعيات الروحية والسياسية في طرابلس والتي أجمعت على دور الجيش في الحفاظ على السلم الاهلي، تعلن قيادة الجيش انها باشرت بتعزيز القوى العسكرية المنتشرة في مناطق الاحداث واتخاذ تدابير أمنية مشددة لوضع حد للاشتباكات المسلحة ووقف التعدي على أرواح المدنيين وممتلكاتهم والتأكد من استتباب الامن وتقيد جميع الاطراف بما تم الاتفاق عليه، وتحذر أيا كان من الظهور المسلح او الاخلال بالاستقرار حتى لو ادى ذلك الى استخدام القوة''· وكانت مصادر امنية اعلنت عن تجدد الاشتباكات صباح امس بعد هدوء استمر ساعات اثر اتفاق نص على انسحاب المسلحين ونشر الجيش· واستخدمت في المواجهات قاذفات الصواريخ والاسلحة الرشاشة· وقال شاهد عيان ان الاشتباكات عنفت ظهرا بين الطرفين، حيث تعرضت باب التبانة الى قصف عنيف· وأوضح مصدر عسكري ان عشرة اليات للجيش انضمت الى القوى الموجودة في المنطقة بعد ان كانت توقفت تعزيزات اخرى تضم عشرات السيارات والآليات وتعزيزات لقوى الامن على الطريق المؤدية الى باب التبانة بسبب رصاص القنص ثم اتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل أحياء جديدة قريبة من باب التبانة· وأشارت مصادر الشرطة إلى أن أحد أعضاء الجيش وآخر من أفراد الشرطة لقيا حتفهما في الاشتباكات· ودعا زعيم الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري أنصاره في طرابلس الى التعاون مع الجيش· وقال ''لقد كانت طرابلس على الدوام قلعة من قلاع العروبة والوحدة الوطنية وواجهت في كل المراحل صنوف الظلم والعدوان، وما ارتضت أن تخضع لهيمنة او تسلط· وهي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى، الى التعبير عن تضامنها في وجه الفتنة، ورفض الانجرار الى أي استفزاز من أي شكل كان وتفويت الفرصة على المستفيدين من لغة السلاح والتقاتل على حساب لغة التضامن''· واضاف ''إن الدولة ملجأنا جميعا، وان شيئا لن يحملنا على التراجع عن قناعاتنا في هذا السبيل''· وكان نائب طرابلس مصباح الاحدب تساءل مع مسؤولين سياسيين عن اسباب عدم قيام الجيش بضبط الوضع بعد ان وافق الطرفان على ذلك· وقال ''بذلت جهود لوقف اطلاق النار لكن الوضع لم يهدأ بسبب قيام طرف ثالث بتأجيج الوضع بين جبل محسن وباب التبانة''، واضاف ''كيف يقبل الجيش ان يكون موجودا على طريق دولية مقطوعة بسبب هذه الممارسات؟''· وأدرج الاحدب ما تشهده طرابلس في اطار ما حدث في بيروت مطلع مايو على يد ''حزب الله'' المعارض الذي سيطر عليها اثر مواجهات عسكرية امتدت الى مناطق الجبل واسفرت عن مقتل 65 شخصا· وقال ''ان ما يجري استمرار لما بدأ في بيروت··من يسمع تصاريح مسؤولين من حزب الله يفهم انهم مستمرين بالعمل للسيطرة على البلد''· وشارك الرئيس ميشال سليمان في الجهود المبذولة لمعالجة الوضع من خلال الاتصال الهاتفي مع مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الذي أكد أن الوضع الأمني سيء جداً، فأبلغه بدوره أن مدير العمليات في الجيش موجود حالياً في طرابلس وان الجيش سيمسك زمام الامور· واستنكر البطريرك الماروني نصرالله صفير ما يحصل في الشمال من تطورات امنية، متسائلاً ''كيف سيصطلح الوضع في لبنان وتنهض المؤسسات وكل واحد يريد كل شيء لنفسه''· وطالب مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية بالتدخل الفوري لوقف الاشتباكات في مدينة طرابلس وإلى اليقظة والتنبه والتعامل مع الإخلال بالأمن بالحسم والحزم حفاظا على أمن الوطن وجميع اللبنانيين''· وحذر من الخلل الأمني الذي يحصل بين الحين والآخر في مختلف المناطق لترهيب المواطنين، وضرورة العمل على وضع حد للعنف المتنقل لتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية''· وشدد على ضرورة سحب السلاح من جميع المناطق اللبنانية لعدم عودة الاقتتال والالتزام بالدولة وحدها فقط لأنها الملاذ الوحيد في حفظ الأمن والطمأنينة·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©