الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرشادات الأمهات نموذج لتقويم سلوك أبنائهن

إرشادات الأمهات نموذج لتقويم سلوك أبنائهن
18 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - كانت الأمهات في السابق تمرر الرسائل وتشحن الهمم، وتقوي العزائم، كانت تساعد أطفالهن على التفريق بين الحلال والحرام، بين ما يجب فعله وما يلزم تجنبه، تبث القوة والعزيمة رغم بساطتهن وعدم تعلمهن، فإنهن كن خير مدرسة لتقويم السلوك، تمرر الرسائل وتعمل على بناء الأجيال، فهل تغير دور الأم بين الأمس واليوم؟ إلى ذلك قالت علياء إبراهيم خبير تنمية أسرية إن الأم هي التي تُنشء الأمم، فهي صانعة الرجال والنساء، وفي أجيال مضت استطاعت الأمهات اللاتي لم ينلن حظهن من التعليم تربية أجيال من الأدباء والعلماء البارزين في مجالات متعددة، فكيف استطاعت هؤلاء الأمهات ترسيخ قيمة العلم في نفوس أبنائهن بالرغم من كونهن غير متعلمات؟ وتستشهد علياء بما قاله بعض المفكرين العالمين في مجال التربية: قانون جميل ذكره جون ماكسويل في كتابه «لليوم أهميته» والمقصود به في العملية التربوية أن الأم التي تهتم بإكساب أبنائها مهارات التعلم وتصبر عليهم وتعاونهم وتدعمهم فهي لا شك أم واعية بأن من زرع حصد و من يصبر ينل، ولذلك فإن ما نصبر على تعليمه لأبنائنا يجعلنا فيما بعد نرتاح، فمهارات التعلم تكتسب بشكل تدريجي وتراكمي، ومهما تكن مقاومة الأبناء يجب أن نتذكر أن الوصول لتحقيق الهدف وهو نجاح الأبناء، يستحق الصبر والتأني والاستمرارية. التنظيم الذاتي وترى إبراهيم أن المساهمة في تنظيم شؤون البيت يشعر الطفل بأهميته، وهي مهارة مكتسبة إن تم إغفالها تؤثر سلبا جدا على مردود الأطفال، وتضيف: إن من أهم الأمور المكتسبة والتي تغيب في معظم بيوتنا هي التنظيم الذاتي، وأعني به قدرة الأبناء على تنظيم شؤونهم، وترتيب أولوياتهم سواء من ناحية ترتيب البيت، أو من حيث تنظيم التعاطي مع الواجبات المدرسية، وهي قدرة أو مهارة عندما يمارسها الأبناء في التعامل مع دروسهم تنعكس فيما بعد على شؤونهم الخاصة وحياتهم العملية، ولذلك على الأم أن تُعلم الأبناء، حسب مراحلهم العمرية، تدوين واجباتهم ومواعيد الاختبارات والمشروعات، على أن يكون ذلك من بداية دفتر الحضانة الذي تكتب فيه المعلمة الواجبات، ويجب أن تطلع عليه الأم لتظهر اهتمامها به أمام الطفل فيكبر ولديه هذه العادة، وأضافت إبراهيم: إن التنظيم الذاتي والانضباط الذاتي ثنائية لتكوين جيل يعتمد على نفسه بعيداً عن الاتكالية، وكلما كبر الابن كلما نما لديه شعور بالمسؤولية تجاه نفسه وإدراك حقوقه وواجباته، ويمكن أن يشارك الأب والأم في تدوين بعض الأمور المنزلية على لوحة خاصة فيكتسب الأبناء هذه المهارة. الطاقة الإيمانية كما ترى أن الحفاظ على القيم والتزويد بالجرعات الإيمانية وتعميق الحافز الديني أكبر محصن للابن مستقبلا، إذ تؤثر على الإنسان تأثيراً إيجابياً في نواحي حياته المختلفة، لذلك فالأم هي المدرسة الأولى لتعليم الابن هذه القيم، وهي المسؤولة على إعلاء الوازع الديني لديه، وهي رياضة بدنية وشعائر روحانية تمده بالسكينة والاسترخاء، كذلك فعندما يعتاد الابن من خلال أبويه، بل إن ترديد الأم على أبنائها أدعية للبدء في الاستذكار وقبل الاختبار وأهمية وقيمة التوكل على الله وقيمة إتقان العمل والثقة في أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، أمور تساعد على شحن هذه الطاقة التي تؤثر إيجابيا في الطاقات الأخرى للإنسان، لذلك فالأم بحكم قربها من أبنائها فهي الطلعة والواعية ومدركة لأية تغيرات تطرأ على ابنها فإنها تستطيع أن تلحظ مواهب الأبناء ومواطن تميزهم وكذلك أسباب التعثر الدراسي لديهم، فربما يواجه الابن صعوبات تعلم نتيجة أمراض عضوية أو لديه صعوبات تعلم أو صحبة سيئة، كلما أدركت الأم الأسباب مبكراً كان العلاج أسهل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©