سعى مهندسو شركة النفط البريطانية «بريتيش بتروليم» أمس إلى إيجاد حل لمشكلة بقعة النفط المتسربة من بئر في خليج المكسيك قبالة الولايات المتحدة بعد انتكاس محاولتهم احتواءها من خلال تركيب قبة معدنية ضخمة لتغطية البئر. وكانت تلك المهمة تمثل الفرصة المثلى على المدى القصير لإزالة أخطر بقعة نفطية أميركية.
واضطر المهندسون إلى نقل الهيكل المعدني بعيداً عن موقع التسرب النفطي في قاع الخليج بعدما أدى تراكم بلورات الغاز إلى عرقلة جهود تغطية البئر. وتوقع كبير مسؤولي العمليات في الشركة دوج ساتلز توقف جهود إزالة التلوث النفطي ليومين قبل الإقدام على الخطوة التالية. وقال خلال تصريح صحفي في مدينة نيو أورليانز الأميركية “لا يمكنني القول إن المحاولة قد باءت بالفشل ولكن ما حاولنا إنجازه لم يتم بسبب هذه التراكمات البللورية”. وأضاف “ما نعكف على إنجازه، وأظن انه ربما يستغرق يومين أو نحو ذلك، هو البحث عن سبيل لتذليل تلك المشكلة” وتتلخص المشكلة في تراكم مادة الهيدرات البللورية الكثيفة الناجمة عن اختلاط غاز الميثان بالماء، مما يمنع إتمام تركيب أنبوب بالهيكل المعدني الضخم لتمرير نحو 85% من النفط المتسرب إلى ناقلة نفط.
وقد استمر تدفق النفط من البئر دونما انقطاع في خليج المكسيك منذ يوم 20 أبريل الماضي، مهدداً بكارثة بيئية واقتصادية محققة على المنتجعات السياحية ومواطن الحياة البحرية والثروة السمكية في ولايات لويزيانا ومسيسبي وألاباما وفلوريدا الأميركية.
وتواجه الشركة خسائر مالية فادحة جراء الكارثة البيئية. كما تتعرض لضغوط من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتقليل الاخطار الناجمة عن التسرب النفطي وأكدت أنها ستتحمل التكاليف التي تبلغ مليارات الدولارات الأميركية.
وكان مهندسو الشركة يتوقعون مشكلة الهيدرات ولكن ليس بالحجم الذي حدث اثناء انزال الهيكل المعدني البالغ وزنه 98 طناً نحو قاع الخليج اعلى فوهة البئر وعلى عمق 1.6 كيلومتر تقريباً وهي عملية استلزمت دقة متناهية وسط الظلام وضغط المياه العالي. وقال مسؤولون إنه لا توجد أي ضمانة تكفل نجاح أي تقنيات في حل المشكلة تحت ذلك العمق. وذكر ساتلز أن من بين الحلول المقترحة تسخين المنطقة التي تتراكم فيها الهيدرات أو سكب كحول الايثانول عليها لإذابتها. وتقوم الشركة ايضا بحفر بئر تنفيس بغية وقف التسرب.
عدد اليوم
