الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفيدة الأسلمية أعطاها النبي حصة مقاتل في غزواته

27 مارس 2014 20:41
صحابية جليلة، ومجاهدة فذة، شاركت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وتُعرف في التاريخ بأنها أوَّل ممرضة في الإسلام، حيث استهوتها حِرْفة التمريض والمداواة، وتفوّقت في ذلك المجال، وكان يُطلق عليها «الفدائية» لأنها كانت تدخل أرض المعركة تحمل الجرحى وتُسعف المصابين وتُشجِّع المجاهدين. هي كعيبة بنت سعد الأسلمية المعروفة باسم رفيدة الأسلمية، واسم رفيدة مشتق من الرفادة وتعني الإعانة والعطاء، وهي من قبيلة بني أسلم إحدى قبائل الخزرج في المدينة المنورة، ولذا يطلق عليها رفيدة بنت سعد الأسلمية الخزرجية الأنصارية، وقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، واشتهرت رضي الله عنها في تضميد الجروح، لذا كانت تصحب جيوش المسلمين المقاتلين ضد المشركين لكي تعالج الجرحى، وقد أقيمت لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كمستشفى لعلاج المرضى والمصابين، وتعتبر خيمتها أوَّل مستشفى في الإسلام، وقد اختارها الرسول لعلاج سعد بن معاذ عندما أصيب برمية قوية في معركة الخندق. روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم أطلقه أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم‏، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم رفيدة بأن تقيم خيمة في المسجد ليعوده من قريب. وقد ورد في الإصابة أن ابن إسحاق ذكر رفيدة الأنصارية أو الأسلمية في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب. وفي سير أعلام النبلاء ورد أنه: لَمَّا أُصِيْبَ أَكْحَلُ سَعْدٍ، فَثَقُلَ، حَوَّلُوْهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ، تُدَاوِي الجَرْحَى. فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُوْلُ: «كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟ وَكَيْفَ أَصْبَحْتَ؟». فَيُخْبِرُهُ، حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي نَقَلَهُ قَوْمُهُ فِيْهَا، وَثَقُلَ، فَاحْتَمَلُوْهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، إِلَى مَنَازِلِهِم. تضميد الجراح وكان أول ظهور لرفيدة عندما عاد المسلمون من بدر منتصرين، وكان بينهم بعض الجرحى، فمنهم من عالجه أهله، ومنهم من لم يكن له مال ولا سكن ولا أهل، وفي تلك الأثناء تطوعت رفيدة رضى الله عنها لخدمة هؤلاء بإسعافهم وتضميد جروحهم ومداواتهم وتقديم الغذاء لهم، فنصبت في المسجد خيمة تجمعهم، وحملت معها أدواتها وعقاقيرها وعكفت على علاجهم أياماً حتى برئوا واندملت جراحهم. وظهرت خيمة رفيدة على مسرح الأحداث بشكل واسع ابتداء من يوم أُحُد، عندما كانت تستضيف الجرحى، تضمِّد جروحهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم. وكانت رضي الله عنها تخرج في الغزوات، وتنقل معها خيمتها بكل متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها فوق ظهور الجِمال، وكوّنت فريقاً من الممرضات وقسمتهن إلى مجموعات لرعاية المرضى ليلاً ونهاراً، وكانت غزوتا الخندق وخَيْبر أشهر الغزوات التي شاركت فيها. نظام المستشفيات ولم يكن عمل رفيدة رضي الله عنها مقتصراً على الحروب فقط، بل عَمِلت أيضاً في وقت السِّلم تُعاون وتُواسي كل محتاج، وكانت أول سيدة تعمل في نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات في وقتنا. وكانت رضي الله عنها تنفق على عملها هذا من حُرِّ مالها، وخالص ثروتها، متطوعة بالجهد والمال في سبيل الله، وكانت رضي الله عنها قارئة، كاتبة، وصاحبة ثروة واسعة، وتقديراً من النبي صلى الله عليه وسلم لدورها العظيم، كان يُعطيها حصة مقاتل. فقد روي عن الواقدي أنها شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لها سهم رجل. فنون الإسعاف وفي غزوة خيبر، وبينما الرسول يتأهب للزحف جاءت رفيدة إلى رسول الله على رأس فريق كبير من نساء الصحابة، وقامت رفيدة بتدريبهن على فنون الإسعاف والتمريض، فاستأذنّ الرسول قائلات: «يا رسول الله أردنا أن نخرج معك.. فنداوي الجرحى ونعين المسلمين ما استطعنا».. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهن: «على بركة الله». وفي هذه الغزوة أبلين بلاء حسنا وقمن بجهد عظيم مما جعل رسول الله يقسم لرفيدة من الغنائم بسهم «حصة» رجل شأنها في ذلك شأن الجندي المقاتل، كما أعطى المتفوقات منهن قلادة شرف وكانت الواحدة منهن تعتز بهذه القلادة وتقول والله لا تفارقني أبداً في نوم ولا يقظة حتى أموت، ثم توصي إذا ماتت بأن تدفن معها. القاهرة (الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©