الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وسائل التواصل الاجتماعي.. ساحة للخصام والمعارك الوهمية

وسائل التواصل الاجتماعي.. ساحة للخصام والمعارك الوهمية
27 مارس 2014 20:39
أشرف جمعة (أبوظبي) على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي بأشكالها المختلفة أحدثت حراكاًِ اجتماعياً في العالم بأسره إلا أن هذه المواقع أصبحت تتشكل بحسب طبيعة روادها ومستخدميها ومن الظواهر التي لها انتشار في الوقت الحاضر هي تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلىِ ساحة للتلاسن الصريح أو عبر الرمز والإشارة وتكاد تختفي تلك الحوارات الهادئة في مناقشة العديد من القضايا التي تطرأ فجأة على الساحة، مما خلق عداوات كثيرة بين المستخدمين بسبب تمسك كل طرف برأيه، حتى ولو كان يخلو من الصواب، فضلاً عن أن هذه المواقع أبرزت جانباً مهماً من علاقة الأصدقاء المتخاصمين فتجد طرفاً يوجه للآخر انتقاداً بالرمز أو بالإشارة الصريحة. منظومة سلوكية حول التلاسن بين مستخدمي بعض مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي يقول رئيس شعبة الطب النفسي بمستشفى مدينة خليفة الطبية الدكتور أحمد الألمعي: مواقع التواصل الاجتماعي لها ضرورة حتمية في الحياة الاجتماعية وهي على غزارتها تؤشر لعلاقات جديدة بين الأفراد وبعضهم بعضاً مما خلق منظومة سلوكية جديدة وطرح بشكل واضح طرقاً مستحدثة لتواصل الناس بشكل سريع وفي أي وقت لكن التعبير بشكل حضاري عن المشاعر والأفكار يجب أن يتسق مع جملة العادات والتقاليد والأخلاقيات والأعرف المجتمعية وما من شك في أن طبيعة كل إنسان تدل على شخصيته وطريق تربيته ومدى وصوله إلى مرحلة من النضج النفسي والاجتماعي، فهناك أفراد تسهل استثارتهم لكونهم ليس لديهم القدرة على التحكم في مشاعرهم، فضلاً عن افتقادهم قراءة المواقف بشكل سليم وهو ما يجعلهم يبادرون بخلق عداوات مع الآخرين، لكن العجيب أن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح فرصة لبعض المستخدمين في أن يبدوا آراء ما من خلال إنشاء حسابات بأسماء وهمية وهو ما يهيئ لهم الفرصة إلى التعبير بأساليب تتعارض مع إبداء الرأي بموضوعية ورقي ورغم وجود هؤلاء أيضاً ، إلا أن أصحاب الوجود الحقيقي في العالم الافتراضي يعبر بعضهم بصورة مجافية للذوق وهو ما يجعلنا أمام ظاهرة تستحق الدراسة عبر إحصاء دقيق لمثل هذه الحالات ومن ثم تقييمها بشيء من الموضوعية. ويبين أنه ليس من المفيد أن تصبح بعض مواقع التواصل الاجتماعي نواة للتوتر بين المستخدمين، إذ إن دورها الحقيقي يتمثل في إثراء الحوار بأسلوب متحضر فضلاً عن تكوين علاقات إنسانية تسهم في تبادل الثقافات والأفكار حتى عرض الفكرة نفسها يجب أن يتوافق مع منظومة الأعراف الاجتماعية لنصل إلى الجوهر الحقيقي من استخدام مثل هذه المواقع. صداقات وعداوات من بين الذين يحبون إبداء بعض الآراء عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ناصر سلطان الذي يعترف بأنه نشط جداً ويكتب في اليوم الواحد ما لا يقل عن خمس تغريدات وهو ما جعله يكون صداقات وعداوات في الوقت نفسه ويلفت إلى أنه لم يفكر مطلقاً حين يود التغريد أن يضايق أحداً بقدر ما يحاول أن يكون صادقاً مع نفسه ومع فكرته ويلفت إلى أن تغريداته دائماً عن المرأة لذا تهاجمه العديد من السيدات بصورة دائمة وفي الوقت نفسه يجد في صفه من العديد من بنات حواء اللواتي يساندنه ويشير إلى أن التغريد عبر تويتر أصبح من ضرورات حياته ورغم ذلك فهو لا يرد الإساءة إلى الآخرين بما يجرح لكنه يحاول أن يكون موضوعياً سواء في طرحه أو في رده. عبارات جارحة ولا يخفي أحمد آل علي أنه حاول كثيراً أن يصلح بين عدد من أصدقائه الذين كانوا في أعلى درجات التواصل الاجتماعي خارج نطاق العالم الرقمي، لكنهم أصبحوا أعداء بسبب اختلاف أفكارهم على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويذكر أن الأمور وصلت بينهم إلى حد توجيه عبارات جارحة عبر الفيس بوك، وهو ما وسع الفجوة بينهم وجعلهم في حالة من التنافر الشديد. ويرى آل علي أن الاختلاف بينهم على أشياء بسيطة لا تستحق أن يحاول كل طرف استثارة الآخر، ومن ثم وضع أبيات من الشعر التي لها مدلولات معينة مثل التي كان يوجهها جرير للفرزدق أو تلك التي كان يطلقها المتنبي في وجه خصومه بصورة رمزية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى أن يستخدم أيضاً مأثور القول والأمثال الشعبية حتى خرج الأمر نطاقه إلى حد الانتقاد الصريح. وجهات نظر لا تنكر غادة إبراهيم أنها جنت من تفاعلها مع الآخرين عبر مواقـــع التوصل الاجتماعي ما سبب لها العديد من المواقف المحرجة، إذ إنها كانت تضيف بعض الأشخاص وتتفاعل مع آرائهم لكنهم فجأة ينقلبون عليها لمجرد إبدائها وجهة نظر مخالفة لها وتتمنى غادة أن تخف هذه اللهجة بين المستخدمين حتى لا تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ملتقيات للخصام وتبادل الشتائم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©