الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يطلق مبادرة لعلاج الأطفال المعوزين

حمدان بن زايد يطلق مبادرة لعلاج الأطفال المعوزين
10 مايو 2010 00:29
أطلق سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، أمس المبادرة العالمية “الحق في الحياة...للتخفيف من معاناة الأطفال المعوزين” والتي تهدف إلى توفير العلاجات والرعاية الصحية للأطفال في مختلف المناطق الفقيرة والنائية على مستوى العالم. جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الملتقى العربي الثالث للعطاء ومؤتمر أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية الذي يعقد في فندق قصر الإمارات ويستمر ثلاثة أيام، بحضور الملكة رانيا العبدالله قرينة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والأمير الوليد بن طلال آل سعود، بالإضافة إلى لفيف من كبار رجال الأعمال وعدد من سفراء الدول العربية. ويهدف هذا الحدث المشترك الذي تم تنظيمه تحت شعار “التلاحم الاجتماعي.. مسؤولية وطنية” إلى تشجيع ثقافة العطاء وتعزيز ممارسات، واستراتيجيات وفوائد المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بين الأفراد والشركات. كما شهد حفل افتتاح الملتقى العربي للعطاء تكريم المغفور له الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان وعرض فيلم وثائقي يجسد إنجازاته ومجهوداته في مجال العمل الإنساني. وقام سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، خلال حفل الافتتاح، بتكريم فرسان العطاء وهم :المغفور له الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان وتسلمها سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان والملكة رانيا العبدالله والأمير الوليد بن طلال. وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في كلمته التي ألقاها نيابة عنه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان “إن الملتقى الثالث يوفر مجالا مهما للحوار وتبادل الرأي بين كافة المهتمين والمختصين في الحكومات وقطاع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني حول سُبل تعميق المسؤولية الاجتماعية للشركات وقطاع الأعمال في منطقتنا العربية وأهمية تطوير مسيرة المجتمع العربي وتحقيق التنمية المستدامة فيه”. وتابع سموه “في هذا الإطار، فإنني أنتهز مناسبة هذا الملتقى كي أعلن إطلاق مبادرة إنسانية مهمة للعطاء والإسهام المجتمعي تحت شعار “الحق في الحياة .. للتخفيف من معاناة الأطفال المعوزين” وهي حملة، نهدف من خلالها إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية والطبية للأطفال في المناطق الفقيرة والنائية على مستوى العالم”. وأضاف “آمل أن تكون هذه المبادرة مجالاً لشراكة حقيقية وتعاون فعال بين المؤسسات الحكومية والخاصة وتلك التي لا تهدف لتحقيق الربح كما أدعو رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع وأفراده إلى المشاركة الفاعلة في دعم هذه الحملة الإنسانية”. وأشار سموه إلى أن المسؤولية الاجتماعية للشركات لا تقتصر فقط على الإسهام في التبرع بالمال، بل تتعدى ذلك لتشمل العمل الهادف والجاد لإحداث تأثيرات إيجابية في حياة المجتمع من خلال نشر الأفكار النافعة والأخذ بالممارسات المفيدة والمنتجة. ولفت سموه إلى أن الشركة الناجحة في هذا العصر هي تلك التي تتفهم ظروف مجتمعها وتتحمل بكل جدية مسؤولياتها في سبيل رفعته وتنميته من خلال الحفاظ على البيئة مشدداً سموه على ضرورة أن تأخذ الشركات بمبادئ التنمية المستدامة وتراعي مصالح الوطن وأن تشارك بإيجابية مع كافة مؤسساته وفعالياته في مواجهة المشكلات والتحديات التي تواجهه، وفي دعم أوجه الخير والتقدم فيه. وأكد سموه أن المسؤولية الاجتماعية للشركات بل والعطاء المجتمعي والإنساني بمعناه الواسع، تمثل مبادئ أساسية في مسيرة دولة الإمارات، التي أرسى دعائمها المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما أن هذه المبادئ أيضاً، تعد امتداداً أميناً وتلبية صادقة لكل ما يدعو إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في ضرورة أن تتفهم كافة مؤسسات المجتمع أدوارها في مسيرته وأن تكون جميع هذه المؤسسات ـ العامة والخاصة على السواء ـ شريكة في تنمية الوطن. وقال سموه “إن مبادئ العطاء الإنساني والتكافل الاجتماعي جزء مهم من تراثنا العربي والإسلامي الذي يحث على تأسيس مجتمع ثابت الأركان تتحقق فيه المشاركة المثمرة للجميع ويؤدي كل فرد وكل مؤسسة فيه المهام والواجبات المنوطة به ـ إنه مجتمع يؤكد على تشجيع أبنائه على العطاء والتكافل والتفاعل النشط مع العالم المحيط”. وأضاف سموه “من هذا المنطلق، فإننا في منطقتنا العربية، نسعى بكل قوة، إلى أن تترسخ مبادئ المسؤولية الاجتماعية للشركات، وأن تتأكد مبادئ العطاء والتكافل لدى الجميع”. العطاء مسؤولية من جانبها، قالت الملكة رنيا العبدالله في كلمتها الافتتاحية إن العطاء مسؤولية كل منا، وحسب مقدرته، ورؤيته، وهمته، ووجهت الشكر لمبادرة زايد العطاء على تكريم القائمين على العمل التطوعي والإنساني. وأضافت أن هذه المبادرة تحمل اسم رمز من رموز العطاء العربي والعالمي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأشادت جلالتها بجهود دولة الإمارات لتوفير نوعية حياة أفضل لمواطنيها علاوة على النهوض الذي حققته خلال العقود المنصرمة. وتابعت “أعتبر أن عملي من أجل الارتقاء بالتعليم في مجتمعي الأردني والعربي والعالمي هو مسؤوليتي الفردية، قبل أن يكون مسؤولية ملكة الأردن”. وأشارت إلى أن هناك ستة ملايين طفل عربي تقريباً خارج الصفوف المدرسية، مؤكدة على أن الوطن العربي يشترك في الهوية والمصير، حيث إن هناك أطفالا يجوبون الشوارع بحثاً عن نافذة مفتوحة ويحلمون بالمدرسة، ويفيقون من حلمهم على يوم جديد ليس فيه لهم سوى الجوع والحرمان والجهل مردفة “عندما يفقد المرء أمنه الإنساني يفقد التعليم أولويته”. وحذرت الملكة رانيا من عواقب التسرب من التعليم، قائلة “عندما يجند الأطفال لا يتعلمون، وعندما ينزح ضحايا الحروب والاضطرابات تتحول المدارس الى ملاجئ، وعندما تهدم المدارس وتتناثر ركاماً في الحروب لن يتعلم الأطفال”. هويتنا والقدس ولفتت الملكة رانيا إلى أن الأطفال في القدس يرفعون أيديهم بالصلاة لأجل تعليم يقيهم قهر الاحتلال، لأنه سلاحهم ودرعهم وفرصتهم الكبرى لحياة كريمة. وقالت “أمام الاحتلال، التعليم أولوية”. وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جاهداً طمس هوية القدس العربية الإسلامية من خلال شن حملات مستمرة لتجهيل أجيالها القادمة وتهويد هويتها. مشيرة إلى وجود عشرة آلاف طفل في القدس غير ملتحقين بالمدرسة. وأشارت إلى أن الشهر الماضي شهد إطلاق مشروع عربي لإصلاح وتأهيل وتمكين المدارس في القدس الشرقية، مؤكدة أن القدس مسؤوليتنا وعروبتنا، وحمل لن نتخاذل عن رفعه. إشادة بجهود الإمارات وأشادت الملكة رانيا بجهود دولة الإمارات في منع التسرب من التعليم حيث كان هناك نحو 55 ألف طفل إماراتي خارج الصفوف المدرسية قبل عشر سنوات، تم خلال السنوات العشر الماضية إلحاق 50 ألفاً منهم بمقاعد الدراسة، ووضعهم على طريق معبد لعيش كريم، ومستقبل أكثر ازدهاراً لبلدهم. وقالت “لطالما كانت الإمارات رائدة في النهضة بأشكالها، لذا نعول على حسها العالي بالمسؤولية ومواقفها المعهودة تجاه أشقائها لتسهم بخبراتها المتميزة نحو الأطفال العرب”. وأضافت “إن اغتنام فرصة النهوض بشعوبنا اليوم واجب ستحاسبنا عليه الأجيال القادمة، كما سيحاسبنا عليه التاريخ. وبصمتنا على هذه الحياة نطبعها نحن، أين وكيفما شئنا، فإما أن تأتي ضعيفة تمحى مع مرور الأيام، أو تبقى برهاناً على أننا لم نمر في هذه الحياة عابرين”. ويبحث الملتقى موضوعات مختلفة ويناقش حالات دراسية متنوعة حول تنفيذ استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وانعكاساتها الإيجابية على أداء الشركات والمؤسسات. ويركز على برامج التنمية الاجتماعية المستدامة والأعمال الإنسانية التي أُطلقت في مختلف البلاد العربية في كافة المجالات الثقافية، والتعليمية والبيئية. ويستعرض الحدث تجارب بعض الشركات العربية الكبرى في تطبيق قواعد وبرامج المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، والمبادرات التي تم إطلاقها لدعم تطبيق ودمج مبادرات المسؤولية الاجتماعية ضمن استراتيجيات الشركات، وتحديداًَ في الشركات العاملة في القطاع الخاص. “دو” تؤكد مسؤوليتها الاجتماعية بتقديم خدمات عالية الجودة أكد عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة “دو” للاتصالات على استمرار دور الشركة في الاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تقديم خدمات اتصال عالية الجودة، علاوة على التفاعل مع المجتمع والمساعدة في التطور والنمو. وأكد في تصريح لـ “الاتحاد” علي هامش الملتقى، على ضرورة أن تأخذ الشركات في الحسبان المسؤولية الاجتماعية باعتبارها عاملا مهماً للتفاعل مع جميع أفراد المجتمع، وأن تحاول فهم التحديات التي تواجههم وتساهم في العمل على حلها. ولفت إلى أن المسؤولية الاجتماعية تعد من أهم الواجبات على عاتق الشركة وينبغي عليها القيام بها، مشددا على ضرورة العمل بكل عزم لنشر هذا الفكر البناء الذي من شأنه بناء المجتمعات والمساهمة في تطويرها وتنميتها. “التنمية الأسرية” تستعد لتنظيم فعاليات شبابية أكدت موزة سعيد العتيبة عضو مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية أن الفترة المقبلة ستشهد مبادرات جديدة تركز على فئة الشباب والفتيات، بغية تلبية حاجات الشباب والعمل على تطوير قدراتهم. وقالت إن التعليم من أهم القضايا التي ينبغي التركيز عليها حيث أن الغالبية العظمى من المواطنين هم من فئة الشباب، علاوة على التركيز على المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة. استعراض إسهامات «المناطق الاقتصادية» شاركت المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في فعاليات ملتقى العطاء العربي ومؤتمر أبوظبي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات حيث أكد محمد حسن القمزي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة أهمية مشاركتها كراعٍ رسمي لفعاليات الملتقى والمؤتمر اللذين وفرا فرصة مواتية لبحث مواضيع ذات إنعكاسات هامة على المجتمع وعالم الأعمال بشكل عام. وقال إن الملتقى شكل منصة فاعلة لمناقشة أهمية واستراتيجيات وإدارة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بين شركات القطاعين العام والخاص، إضافة إلى الدور الذي تلعبة المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في تعزيز مبادرات التنمية الاجتماعية المستدامة في كلا القطاعين. وأوضح القمزي أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات أصبح واحداً من أهم الاستراتيجيات التي تبنتها الشركات حيث زاد التركيز عليها والاهتمام بها خلال السنوات الماضية في دولة الإمارات، وذلك بسبب الدور الذي تلعبه في إنجاح أعمال المؤسسات والشركات. وأضاف أن العديد من الشركات الكبرى استشعرت أهمية الدور الذي تلعبه سياسات وممارسات ومبادرات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في تعزيز الخطط الاستراتيجية للشركات التي ساهم تطبيقها لهذه البرامج في تعزيز أدائها واستمرارها. فيلم حول عطاء أحمد بن زايد تضمن الفيلم الذي تم عرضه خلال افتتاح فعاليات الملتقى حول عطاء المغفور له الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان الإنساني العديد من الكلمات الحزينة بعد رحيل الشيخ أحمد بن زايد، ومنها “يا أحمد بن زايد آل نهيان، كيف نحكي سيرتك اليوم، وأنت الذي لم تترك خلفك شاهدَ إعلامْ، يروي حكايات النبل، عبر اللون وعبر الصوت وعبر كتابات الأقلام. ضننا خطأ أن العظامْ، لا يعرفهم كُثْرٌ من الأنام ، إن احتجبوا عن الإعلام. لن يبكيهمْ غيرُ ذوي القربى والأرحام، لكن عند وقوعِ القدرِ، نعاك قسٌ وإمام، وبكاكَ ألوفُ الثكلا والايتام”. وشمل الفيلم أيضا “هذا شيخٌ، سُرّتْ بعطاياه الدنيا، وازدهرت مدائن، وصدحت في الآفاق كنائسُ ومآذن، وابصرت عيونْ، شيخٌ غيبَهُ المنونْ ، لكنه يبقى حاضرا فينا، في القلوب وفي مآقينا، إنه فقيد الوطن والإنسانية ، الشيخ أحمد من ترأس يوما مؤسسة زايد للأعمال الخيرية”. يا مبادرةَ زايد للعطاءْ، شكرا على ما إخترت اليوم من عظماءْ، فسواءٌ تحضرُ اجسادٌ او اطيافٌ او أسماءْ، تبقى العبرةُ واحدةٌ، “أن الانسانَ الاسمى، لا يُنسى في وسط الغبراءْ”. تغمد الله من كان للإنسانية والعطاء، ينبوعَ خير ورمزَ اقتداء. بواسع الرحمة وفسيح الجنات، مع الصديقين والشهداء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©