الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد سالمين يستحضر التاريخ والقيم الإنسانية

سعيد سالمين يستحضر التاريخ والقيم الإنسانية
17 مارس 2012
يستعد المخرج سعيد سالمين لتنفيذ فيلم روائي طويل عن قصة للكاتب البحريني فريد رمضان، وتدور أحداث الفيلم حول كثير من القضايا الإنسانية ضمن حبكة تتناول عوالم الستينيات من القرن الماضي حتى بدايات السبعينيات. كما ينوي سالمين المشاركة في مهرجان مسقط السينمائي الذي سيبدأ في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بفيلم “ثوب الشمس” الذي دخل المسابقة الرسمية ضمن الأفلام العربية الروائية الطويلة. وفي لقاء مع “الاتحاد” تحدث سعيد سالمين عن طبيعة تناولات فيلمه الجديد الذي يتكون من ثلاث قصص قصيرة تختلف في مضمونها عن بعضها البعض من حيث الأحداث، غير أن شخصياتها هي ذاتها في جميع القصص الثلاث، حيث ترتبط ببعضها بشكل بنائي متماسك. ويقول تقترب قصص الفيلم تاريخياً من بدايات تكوين اتحاد دولة الإمارات في تناول فني، يعتمد على إثارة المتلقي باتجاه مضمون كل قصة، ولا ينتمي الفيلم إلى الوثائقية بل تقترب نصوصه من تلك الفترة التي كانت مهمة في تاريخ الإمارات. الفيلم يلخص سالمين مضمون الفيلم بأنه خطاب إنساني، يغبر عن معاناة أخوين يدرسان خارج الوطن وعندما يتوفى أبوهما يرجعان إلى الوطن وهنا تبدأ القصة في تطورها ونموها باتجاه البحث عما كان يدخره الأب من أموال لم يجداها. وإزاء هذا الحدث تتفرع القصة وتأخذ مساراً إنسانياً ووطنياً، حيث يحار الأخوان فيما فعله الأب الذي قدم نموذجاً أخلاقياً كان إلى حد بعيد منسجما مع نفسه وقيمه، حيث تقدم لديه الحس الإنساني بشكل عالٍ مما أقنع هذا السلوك الأخوين، واعتبرا أباهما شخصية طليعية يقتدى بها كونه نموذجا نادرا في عالمنا الراهن. وتتداخل في النص عوالم مختلفة يعتمد تصويرها وتجسيدها على براعة السيناريو والإخراج السينمائي لكونها ذات حس إنساني ودرامي عاليين. يجد سعيد سالمين صعوبات كبرى - بحسب قوله - في تمثل هذه الاختلافات في عوالم النص القصصي حيث يقول “تواجهني صعوبات كثيرة، وخاصة في اختيار المناطق التي يشتغل عليها النص القصصي، فما بين أبوظبي ودبي والعين والمناطق الشمالية يتنقل الممثلون مجسدين شخصيات النص، هذا ناهيك عن زمن السرد القصصي الذي يحتاج إلى مواقع تجسده بدقة لأن العالم قد اختلف وتغير الآن كثيراً عما شاهدناه في الستينيات وبداية السبعينيات”. وأضاف “من الصعوبات التقنية أيضاً البحث عن الأبنية التي تمثل تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى الإكسسوارات التي تجسد عوالم القصة بمجملها. كادر العمل وعن كادر العمل الفني والتقني قال “لقد تعاملت مع فريق من بوليود سبق وأن اشتغلوا في أعمال تجسد التاريخ في الفيلم السينمائي، وهؤلاء يمتلكون الخبرة التي تتعامل مع الأزمان بمختلف تحولاتها، وسيكون هذا الكادر الفني معيناً لنا في تقديم الأفضل والأدق”. وحول الممثلين الذين سيجسدون العمل السينمائي الجديد قال سعيد سالمين “هم الممثلون الخليجيون والإماراتيون الذين يمتلكون الخبرة العالية في التعامل مع القصة، ولدينا من الكوادر الفنية المتقدمة مثل مرعي الحليان، وأحمد الجسمي من الإمارات، والممثل الشاب محمود بوشهري من الكويت، ومن الممثلات سميرة أحمد، وأتمنى أن يضطلع هؤلاء المبدعون الكبار بالأدوار التي تتضمنها قصة الفيلم”. جديد الفيلم وعن الجديد في هذا الفيلم قال سالمين” إنه أول عمل ينتهج طريقة جديدة ومختلفة في الطرح السينمائي، إذ لا تسيطر فيه قصة واحدة على زمن أحداث الفيلم فهو مجزأ إلى 3 أجزاء ضمن هدف واحد، وتقنياً فإنني لا أستعجل تقديمه الآن، إلا بعد أن انتهى بشكل كامل واقتنع ويقتنع معي الأصدقاء من المهتمين بالسينما والمشتغلين فيها بأن الفيلم قد قدم الشيء المهم والذي يصلح أن يخرج للناس”. وعن اختلاف هذه التجربة الروائية الطويلة عن تجربته في فيلم “ثوب الشمس” قال “فيلم ثوب الشمس عمل محدد بقصة واحدة ومضمون واحد ويعد تجربة مهمة لي لأنها كانت أول تجربة لفيلم روائي طويل بعد تجارب كثيرة من الأفلام القصيرة التي نلت فيها جوائز مهمة في مهرجانات عدة وبخاصة فيلم “بنت مريم”، ولهذا فإن “ثوب الشمس” قاعدة أو أرضية مهمة أتكئ عليها وقد استفدت منها في عملي الروائي الجديد الذي يختلف عن “ثوب الشمس” من حيث الطرح شكلاً ومضموناً”. وأضاف” أريد تقديم شيء تقل فيه الأخطاء، وبالتالي سيرضى عنه الجمهور، إذ إن تجربتي علمتني أن جمهورنا الإماراتي والعربي يمتلك ذكاءً ومعرفة بفن السينما، وقد لاحظت أن ما قدم لي من آراء نقدية عن فيلم “ثوب الشمس” حتى وإن كانت تعارض الفيلم فإنها مخلصة وفيها من الصواب الشيء الكثير”. وأكد سالمين ضرورة التفات المؤسسات الثقافية إلى دعم فيلمه الجديد من الجانبين المعنوي والمادي، لأنه - بحسب قوله - نقلة مضمونية وشكلية في خطوات السينما في الإمارات. وسعيد سالمين أحد المخرجين الإماراتيين الشباب الذين حققوا في ميدان السينما الشيء الكثير، بالرغم من عمره الفني القصير الذي لم يتجاوز السنوات العشر، فقد أخرج “بنت مريم” و”عرس الدم” و”الغبنة” و”عرج الطين” وهي من الأفلام القصيرة و”ثوب الشمس” أول عمل روائي طويل له وفيلمه الجديد الذي يخفي لحد الآن اسمه، كي يكون مفاجئاً لجمهوره والمتتبعين لما يقدمه هذا المخرج المهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©