الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد المحمود: برنامج «إيمج نيشن» للمواهب يمنحنا فرصة الانفتاح على الفن العالمي

خالد المحمود: برنامج «إيمج نيشن» للمواهب يمنحنا فرصة الانفتاح على الفن العالمي
21 مارس 2011 19:22
المخرج الإماراتي الشاب خالد المحمود عاد من تركيا بعد أن ابتعثته شركة “إيمج نيشن” التابعة لأبوظبي للإعلام متدربا كمساعد مخرج خلال تصوير بعض لقطاته في تركيا ليعود إلى الإمارات ويشارك في فيلم “جن” الذي يصوّر في الإمارات بدعم من الشركة نفسها. يوضح خالد تعامله مع “إيمج نيشن”، أنه حين قدم إلى الإمارات بعد تخرّجه لم تكن هناك هيكلية حاضنة للعمل السينمائي، الأمر الذي تغيّر خلال سنوات مع تأسيس هذه الشركة وشركات أخرى تدعم العمل السينمائي الإماراتي مثل «توفور 54» بالإضافة إلى لجان المهرجانات السينمائية، ما فسح المجال أمام جيل الشباب الإماراتي للمشاركة في المرحلة التي تعدّ تأسيسية لصناعة الأفلام في الإمارات. في البداية، توجّهت “إيمج نيشن” من ضمن بحثها عن الشباب الإماراتيين المتخصصين في مختلف المجالات المتعلقة بصناعة السينما، وكانت لقاءات معهم بشكل غير رسمي، لقاءات تعارف كما يقول خالد، تلاها طرح لمعرفة أفكار هؤلاء الشباب وإذا ما كان لديهم افكار لأفلام طويلة يحبّون العمل عليها وعرضها كأفكار على الشركة، وهذا ما قام به عدد من الشباب. وكان الهدف واضحا وهو دعم الأفلام الإماراتية بشكل خاص وكذلك الأفلام العربية، بالإضافة إلى الجانب التجاري في دعم بعض الأفلام العالمية. ظل البحر ومن هنا، بدأ العمل وكنت مشاركاً في فيلم “ظل البحر” معهم من إخراج نواف الجناحي.. عملت فيه في قسم مساعد مخرج فكان ثاني مساعد مخرج. ويقول خالد “خلال عملي في “ظل البحر”، أطلقت الشركة برنامج “مواهب” التدريبي في أفلام تجارية مهمة جدا على المستوى العالمي. فتشجّعت على التقدّم لهذا البرنامج، واخترت ضمن عدد من المتخصصين في المجال السينمائي”. قاده برنامج “مواهب” إلى تركيا، حيث شاركت متدرباً في يناير هذا العام، في فيلم “غوست رايدر”. وعن تجربته على المستويين الإنساني والمهني، يقول “كان هناك الفريق الأساسي الألماني، وطاقم أساسي روماني بعد التصوير للفيلم في رومانيا، والطاقم الجديد التركي، وهذا وجدت فيه تعرفاً على ثقافات متعددة فأنا كنت الأجنبي بينهم”. وعلى المستوى المهني، يرى أنه استفاد كثيراً من هذه التجربة، من مختلف الكوادر العاملة في الفيلم، وخصوصاً أن مستوى الانتاج لناحية ميزانية الفيلم عالية جداً وهذا يكفي – كما علّمته هذه التجربة- الاختلاف في العمل بين الأفلام الضخمة في انتاجها وتلك المتواضعة. صناعة السينما خالد المحمود خريج جامعة دنفر العام 1999، وعمل مع شباب في المجال في صناعة الأفلام القصيرة، بين العشر دقائق والعشرين دقيقة. وعن الفيلم الذي أنجزه في الجامعة، يقول “في الجامعة، عملت على فيلم قصير كمشروع للتخرج عليّ إنجازه، وكنت اخترت موضوع عائلة تمتلك شركة وأتحدث عن صراع السلطة في الشركة. ويقول “حين عدت إلى الإمارات في ذلك العام لم يكن هناك سينما أو صناعة أفلام في الإمارات، وبالتالي لم يكن لديّ القاعدة للعمل السينمائي. في العام 2000 توجّهت إلى نيويورك وأخذت دورة تدريبية، تمرّست في صناعة الأفلام في الإمارات منذ ذلك الوقت، وقد بدأت في العام 2002 مسابقة أفلام الإمارات فكانت بمثابة الانطلاقة الأولى لتشجيعنا كسينمائيين.. فبدأنا بصناعة الأفلام أنا والشباب بأدوات بسيطة جدا وبما توفّر، وبطبيعة الحال بقينا على الأفلام القصيرة. التمويل في البداية كان من جيبنا الخاص، أما في السنوات الأربع الأخيرة بدأت مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي بدعم أعمالنا ما خفّف كثيراً علينا من همّ الإنتاج والبحث عن الدعم بشكل كبير”. واجه خالد كما سواه من السينمائيين العرب الهوة في المجال السينمائي لناحية التوزيع، ويقول “لا نزال إلى اليوم نعاني من صعوبة في عملية التوزيع خصوصاً في الخليج.. وهي مشكلة يعاني منها العالم العربي، وثمة شركات توزيع إنما لا تزال في المهد في عملها”. وعن عرض أفلامه وأفلام الشباب الإماراتيين من المخرجين، يقول “لا تناسب الأفلام القصيرة القنوات التلفزيونية العربية بشكل عام، فهم يفضّلون الأفلام الطويلة، وإنما بدأوا يمرّرون أفلامنا ضمن برامجهم.. واقتصر الأمر إلى اليوم على نيل حق العرض. أما المهرجانات السينمائية فقد فسحت المجال لعرض الأفلام القصيرة، وبطبيعة الحال ثمة صحافيون وإعلاميون تابعوا هذه الأعمال وكتبوا عنها وإنما من باب تغطية الحدث. أما النقد السينمائي المحترف فلا نزال نفتقد إليه كثيراً، في هذه المنطقة بشكل خاص وفي العالم العربي أيضاً، إنما ربما تجدين في لبنان ومصر مثالاً نقاد سينمائيين لتجربتهم السابقة لنا في عالم السينما”. وعن النقد في العالم العربي، يرى “لا تزال الأمور الشخصية تؤثر عليه للأسف، بمعنى أن النقاد إذا أعجبهم مهرجان مدحوا في الأفلام وإذا لم يعجبهم قلّلوا من قيمة هذه الأفلام، وأنا لا أعمّم وإنما هذا هو الغالب في مجال العمل السينمائي. «الحلاق» وهذا لا يعني مثلاً أن ما يكتب ليس بصحيح، وانطلاقا من تجربتي الشخصية مع فيلم “الحلاق”، نقل إليّ من الإعلام ومن العرض نفسه أنه لم يعجب الجمهور، وربما طريقة طرحي للفكرة لم تكن ناجحة، وهذه التجربة علّمتني، فكنت حينها أجرّب في كيفية طرح القصة. تقبّلت الآراء وفهمت أن هناك مشكلة وبحثت عنها في الفيلم.. وهذا لا علاقة له بمسألة الأذواق فبعض الأفلام تعجب ناساً ولا يتقبّلها آخرون لاختلاف في الأذواق وليس لخطأ معين في الفيلم”. وعن اضطرار المخرج أحياناً للقيام بمهمات متعددة كون صناعة الأفلام لا تزال حديثة في الإمارات، يقول خالد المحمود “كان ذلك صحيحاً في البدايات، فالفيلم الأول الذي أنجزته قمت بمعظم الأدوار من تمثيل وإخراج ومونتاج وتصوير.. ولكن في عملي الأخير “سبيل” الذي عرض في الكثير من المهرجانات المحلية والعالمية لم يكن الوضع مشابهاً للبدايات ولاقى الفيلم استحسانا من جمهور المشاهدين، وعملت كمخرج فقط في الفيلم ولكل فرد من الفريق دوره وتخصصه، ولعبت فقط دوراً كمنتج إلى جانب المنتج الموجود معنا في الفريق، ولكني أتمنى بالطبع أن لا أهتم بتفاصيل الإنتاج وإنما للضرورة أحكام”. ويضيف “لقد جرّبت مثلاً التمثيل، ولكنني توصلت إلى قناعة أنني أنا فعلياً لست ممثلاً محترفاً. من الممكن أن أمثل ولكن ليس بوسعي القول إنني ممثّل وأنا مخرج”. يفضل خالد العمل في صناعة الأفلام على العمل في إخراج مسلسلات درامية، ولا يعتقد أن هذا النوع مجاله الذي سينجح فيها، ويتطلّع إلى إخراج فيلم طويل. ولا يزال خالد يبحث عن النص والسيناريو المناسب لتطلعاته لخوض تصوير فيلم طويل، ويشير إلى أن كتاب السيناريو في الإمارات عددهم قليل، ويرى أن فكرة الفيلم ربما تنطلق من لوحة أو قصيدة أو رواية تحوّل إلى فيلم ويكتب لها سيناريو خاصا. ويقول “كتاب السيناريو أقل من عدد أصابع اليد في الإمارات، وتعاملت مع كاتب سيناريو معروف محمد حسن أحمد، والموهوب جداً أحمد سالمين. محمد كشخص حرفي مشغول جداً وكتب لي فيلم “سبيل”. أما أحمد سالمين فيجد صعوبة في التوفيق بين كتابة السيناريو ومهنته. وثمة كتاب سيناريو آخرون”. سينما إماراتية عن وضع المجال السينمائي بين المرحلة التي تخرج فيها واليوم، يقول خالد المحمود: “لقد تطوّر الوضع وتحسّن كثيرا وساهم في ذلك إنشاء شركات متخصصة في هذا المجال ذات أهداف واضحة، وبالتالي الخريجون اليوم تتوافر لهم الأرضية المناسبة للشروع بالعمل وبصناعة سينما إماراتية”. ويضيف “على المستوى الاجتماعي، تغيّرت النظرة إلينا كمتخصصين في المجال السينمائي، فقد كان ينظر إلينا أننا لن نقوم بشيء كما أن العمل في السينما كان شبه مرفوض كما النظرة إلى الموسيقى، ولكن تغيّر هذا اليوم وفي فترة زمنية قياسية جداً”. وحالياً، يشارك خالد في فيلم “جن” مع “إيمج نيشن” والفيلم سيتولى إخراجه توبي هوبر، مخرج أفلام الرعب الشهيرة ومن بينها “ذا تكساس شين سو ماسكار” The Texas Chain Saw Massacre و”بولتيرجيست” Poltergeist من إنتاج ستيفن سبيلبيرغ والحائز ثلاثة ترشيحات لجوائز الأوسكار. ويكشف “جن”، وهو فيلم رعب من تأليف الكاتب الأميركي ديفيد تالي، عن رؤية فريدة من نوعها في مجال قصص البيوت المسكونة، حيث يستكشف الفيلم المس الشيطاني ويكشف الظلمة وحقيقة الكوابيس التي تقف وراء روايات الجن الكلاسيكية. ويروي “جن” قصة زوجين إماراتيين يعودان بعد تخرجهما ليكتشفا أن منزلهما الجديد في المبنى الفاخر الذي تم بناؤه مكان قرية صيد مهجورة يسكنه الجن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©