الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نساء يبحثن عن هويتهن بقرع الطبول!

نساء يبحثن عن هويتهن بقرع الطبول!
10 ابريل 2018 23:21
نوف الموسى (أبوظبي) عندما طالبت أوديل جاكير كيتسه، مديرة المركز الثقافي النسوي، بأن يتم الاعتراف بدور المرأة في بلدها رواندا، مبينة مدى الغربة التي تعيشها في بلدها، بعد ميراث من المجازر الجماعية، جاء فن قرع القبول، الذي تستمد به المرأة في رواندا، طريقاً لاكتشاف هويتها. وهو ما كان محوراً استثنائياً لأثر الفنون في الفعل المجتمعي الإنساني، في جلسة «القوة التحويلية للثقافة»، برعاية صندوق الأمير كلاوس، ضمن فعاليات القمة الثقافية، والتي أدارها ديفيد روثكوبف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «روثكوبف»، طارحاً أسئلة عما يمكن إحداثه من متغيرات مفصلية لحياة النساء حول العالم. وقد شاركه النقاش كل من: جمانة الزين خوري مدير صندوق الأمير كلاوس للثقافة والتنمية، ومصممة الأزياء كارلا فرنانديز، التي أثارت أهمية تغيير أنظمة الموضة، المقتصرة لدى البعض في كونها محوراً اقتصادياً استهلاكياً بحتاً، وأن ما اكتشفته أثناء عملها في عمق مجتمعها بالمكسيك، فالملابس تحمل في تصاميمها قصص وحكايا لافتة، وإمكانية طرحها على الناس، قادر على التأثير في نمطية لغة الموضة العالمية. في مجال دعم الفنون والثقافة، أوضحت جمانة خوري، أن مهمتهم الفعلية هو الإلهام، وكيف بمقدور القوى الناعمة من تغير المجتمعات، والبحث في مسائل التعايش والتصالح بين الشعوب، وأفضل طريقة لذلك، تكمن من خلال توفير منصات، للشركاء، خاصة أن الحالة الوجودية للبشر، تتشارك في الكثير من المفاهيم، كالألم والمتعة، والعمل عليها يجب أن يأتي بناءً على الإيمان أن الثقافة مهمة، كحاجتنا للغذاء والهواء، ومنه تتجلى أيضاً فكرة أن المكسيك ليست المخدرات فقط، وأن في عمق رواندا، هناك امرأة تملك قصتها، ولديها الاستعداد الإبداعي للتعبير عنها من خلال الموسيقى، التي فتحت حواراً بين النساء، من قُتل رجالهم في المجازر، وأتاحت الفنون إمكانية لأن تتجاوز النساء الأمر نحو التسامح، والجميع بطبيعة الحال يحتاج إلى هذه الفرصة. «قرع الطبول»، كما أشارت أوديل جاكير كيتسه، أعطى المرأة في رواندا هوية للتغير، مبينة أنهم أخذوا سنوات طويلة وهم يمارسون الفن في الخفاء، أما الآن فهناك مهرجان موسيقي، وهو ما يثير الفرح والسرور، فأنت تخلق عازفات طبل، أمام ضريبة باهظة وضخمة، تتم محاولة إيقافها عبر المقاومة المستمرة، النابعة من تاريخ طويل شهد فاجعة الموت الجماعي، لافته أوديل جاكير، أنها لا تملك ما تفخر به، وما أتوده فعلاً هو بناء دولة أجمل وأقوى تتخطى عبرها كل الحواجز. واعتبرت أوديل جاكير، أن المرأة في بلدها لا تمتلك صلاحية الاعتراف بها، مازلن يعتبرن أنفسهن أغراباً، وإحداث التغير يجب أن يمر عبر الأجيال، لذلك سعين لتحريك دفة الفنون نحو الميراث، وجعله جزءاً من الثقافة في رواندا. تتعامل كارلا فرناندي مع شركات أزياء، في مجالها، حيث يبنون شراكات قائمة على فعل سرد التفاصيل الدقيقة لكل زي يقدمونه، باعتباره نموذجاً ثقافياً ومعرفياً، موضحة كارلا فرناندي أنهم رأوا أهمية أن يوثقوا ما يفعلونه عبر التصوير والتسجيل، لبيان صعوبة ما ينجزونه مع الملابس والمنسوجات المستخدمة في أعمالهم، خاصة أن هدفهم المقدرة على قراءة الملابس وفهمها، لأنها تعكس هوية مرتديها، هناك منسوجات تصل أعمارها إلى أكثر من 3000 سنة، ويجب إعادة اكتشافها من خلال دمجها بالحياة الثقافية، كأنظمة تفاعلية ومتحركة. ذهبت تساؤلات جمهور الجلسة إلى الآلية المتبعة لدى المنضمات والمؤسسات المعنية بقضايا الدعم، في مسألة تقييم مستوى الأثر الذي يقدمونه في المجتمعات، ومدى الاستفادة الحقيقية من الدعم المالي والمعرفي والثقافي المقدم لهم، لتأكد جمان خوري، أن الموضوع بشكل أساسي، يقوم على المجتمع المحلي، ويعتمد على أسئلة عديدة من بينها، من يعتمد على من؟! فنحن بكل تأكيد نتعلم من المجتمع المحلي، وبشكل فعلي فهم يستقبلون الكثير من العروض والأموال، ولكن الأهم من ذلك هو «الاحترام»، وقدرة إدارة كل من الموروث والثقافة والفنون، وبالنسبة لتقييم المشاريع، فإن الفعل الأساسي يكمن بفعل «المراقبة»، الذي يمارسونه، والاطلاع على الأثر الإيجابي في المجتمعات، وما يسعون فعلياً إلى تحقيقه هو الوصول إلى قصة استثنائية، وإظهارها للعالم، لما يمكن أن تحققه تلك القصة من تأثير وتحول، فالإشارة الرجعية لمستوى البيانات قد تكون حاضرة، ويمكن الاستفادة منها، ولكن القصة الإنسانية كفيلة تغير المجتمعات عبر محاولة تحريك النسيج التفاعلي للتنامي والتطوير. وهي نقطة التحول المفصلية في مسيرة أي دعم ثقافي وفني في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©