الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن الملقن.. الفقيه المحدث

ابن الملقن.. الفقيه المحدث
19 يونيو 2016 18:49
محمد أحمد (القاهرة) ابن الملقن، المحدث الفقيه من كبار علماء الفقه والحديث والتاريخ، أصوله من وادي آش بالأندلس، انتقل أبوه إلى تكرور، ثم قدم إلى القاهرة. هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الهمذاني، أبو بكر، الأندلسي ابن الفقيه، اشتهر بابن المُلَقِّن، ويعرف بابن النحوي لأن أباه كان نحويًّا، اشتهر بذلك في اليمن، ولد بالقاهرة العام 723هـ - 1323م، توفي والده وهو ابن عام، وكفله الشيخ عيسى المغربي أحد أصدقاء والده، وكان رجلًا صالحاً يقرئ الناس القرآن في جامع ابن طولون، فتزوج بأمه وعاش في رعايته حتى صار كأنه ابنه، لذا كان يدعى بابن الملقن، وكان يدعوه بالوالد، فقد أحسن تربيته وتعليمه. قام الشيخ عيسى المغربى بتحفيظه القرآن، وحفظ بعد ذلك «عمدة الأحكام»، وأشار عليه صديق والده أن يقرئه على مذهب الشافعي فدرس «المنهاج». اتجه إلى درس علم الحديث وهو صغير، وسمع الكثير من الشيوخ، وكان دؤوبا في التحصيل. رحل ابن الملقن لطلب العلم والحديث، فذهب إلى دمشق وحماه سنة 770هـ - 1369م فسمع من أصحاب فخر الدين بن البخاري، وإلى الحرمين الشريفين، ورحل إلى بيت المقدس والتقى الحافظ العلائي وسمع منه كتابه «جامع التحصيل». كما التقى كبار العلماء الذين كان لهم أكبر الأثر في رفعة منزلته العلمية، منهم إبراهيم بن إسحاق بن شرف الدين المناوي وأخذ عنه الأصول، وأخذ الفقه عن أحمد بن عمر بن أحمد النشائي الشافعي الخطيب، وعن برهان الدين الرشيدي أخذ القراءات، وعن ابن هشام أخذ العربية، ومن علي بن عبد الكافي الأنصاري نقي الدين أخذ الفقه، ومن أبو حيان الأندلسي «صاحب البحر المحيط» أخذ العربية. ولابن الملقن أكثر من 300 مؤلف منها «شرح المنهاج»، و«شرح التبريزي»، و«أسماء رجال الكتب الستة»، و«المؤتلف والمختلف»، و«طبقات المحدثين»، و«طبقات الفقهاء»، و«نساء الكتب الستة»، و«شرح العمدة»، و«شرح الألفية»، و«شرح صحيح البخاري»، و«شرح الأربعين النووية»، و«الكافي»، و«شرح زوائد الكتب الخمسة على البخاري». وللإمام تلاميذ كثيرون منهم أحمد بن علي المقريزي المؤرخ ووصفه بأنه كان من أعذب الناس ألفاظًا، وأحسنهم خلقاً، وأعظمهم محاضرة، وأحمد بن علي العسقلاني الشهير بابن حجر ووصفه في كتابه «إنباء الغمر بأنباء العمر».. كان حسن الصورة، مديد القامة، يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الأشغال والكتابة، كثير الإنصاف، وإبراهيم الطرابلسي المعروف بسبط ابن العجمي الإمام العلامة قال: حفاظ مصر أربعة، البلقيني وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام، والعراقي وهو أعلمهم بالصنيعة، والهيثمي وهو أحفظهم للأحاديث، وابن الملقن أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث. وتولى عدة مناصب، يقول الإمام السخاوي في «الضوء اللامع»: إنه ولي قضاء الشرقية ثم تخلى عنه لولده علي، وتولى الميعاد بجامع الحاكم سنة 763هـ، وتولى أمر دار الحديث الكاملية خلفا للزين العراقي، ورشح لقضاء القضاة الشافعية. وذكر الإمام السخاوي: أن الملك الظاهر برقوق صمم على تولي ابن الملقن منصب قاضي قضاة الشافعية فعلم بعض الناس من حاسديه، فزور ورقة بتوقيع ابن الملقن بدفع أربعة آلاف دينار إلى أحد الأمراء حتى يتم الأمر، ووصلت إلى برقوق فجمع العلماء وسأل ابن الملقن: هذا خطك؟ فأنكر وكان صادقا في إنكاره، فغضب الملك فسجنه وأهانه، ثم خرج بعد مدة قصيرة بوساطة طائفة من العلماء. في أواخر عمره احترقت مكتبته وبها الكثير من مسوداته ومصنفاته، فحزن عليها، وأصيب بالذهول وتوفي بسبب ذلك العام 804هـ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©