الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خلطة سحرية ناجحة» للتوفيق بين البيت والعمل

«خلطة سحرية ناجحة» للتوفيق بين البيت والعمل
18 مارس 2013 09:29
النجاح لا يأتي دفعة واحدة، لكنه محفز لعطاء الإنسان، لذلك ليس بغريب، حين نجد هناك أشخاصاً يسعون وراء المكان المناسب والمناخ المشجع لإثبات الوجود وتطوير الذات، وهذا ما دفع بالنقيب نورة سفر الزهراني إلى الالتحاق بمجال العمل الشرطي، والتدرج في السلم الوظيفي، حتى أصبحت بفضل مثابرتها مديرة لفرع النساء في مركز رعاية الأحداث، وضابط وحدة الاستراتيجية والتطوير بشرطة أبوظبي في الوقت ذاته، والتي صنعت لنفسها خلطة سحرية للنجاح في التوفيق بين البيت والعمل. باشرت النقيب نورة سفر الزهراني، عملها في السلك الشرطي في مديرية شرطة العين عام 1999، بعد حصولها على بكالوريوس الآداب من جامعة الإمارات مؤكدة أن عشقها للمغامرة ومواجهة الصعاب، من الأسباب التي أدت إلى تفضيلها هذا المجال دون غيره، في وقت كانت تدخله المرأة على استحياء، كنوع من أنواع التحدي وإثبات الوجود. شخصية قيادية وعن أحلامها في مجال العمل، قالت إن شرطة أبوظبي حققت الكثير من أحلامها، التي تعلو فوق السحاب، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال تشجيعها، وتحفيزها ودفعها بقوة إلى الصفوف الأمامية حتى تكون شخصية قيادية متميزة، من خلال إلحاقها في الدورات، وورش العمل التي توفر للموظف جميع امتيازات التفوق والنجاح. كما ألقت الضوء على أحلامها، وطموحاتها التي لم تتحقق بعد، لافتة إلى أنها تسعى في الوقت الحاضر للحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث، ثم شهادة الدكتوراه في المجال ذاته، حتى تواصل تحقيق المزيد من النجاحات في مجال عملها. وعادت بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، لتكشف أن مديرة فرع النساء في مديرية شرطة العين المقدم ليلى غريب الشامسي، التي كانت ولا تزال مثلاً أعلى بالنسبة إليها، لعبت دوراً محورياً في تميزها الوظيفي، لا سيما وأنها كانت في ذلك الوقت في أمس الحاجة إلى من يعرّفها بطبيعة العمل الشرطي عقب تخرجها مباشرة من مدرسة الشرطة والتحاقها بهذا المجال، لافتة إلى أن نجاح المقدم غريب في هذا المجال من الأسباب الرئيسة الداعمة لفكرة انتسابها للقيادة العامة لشرطة أبوظبي. خبرات وفيما يتعلق بالأقسام التي التحقت بها خلال الفترة الماضية، أفادت بأنها تنقلت في أقسام عدة، من بينها الأمن والحراسة في مديرية شرطة العين، ثم قسم الشرطة في مطار مدينة العين، فاكتسبت العديد من الخبرات والمهارات من خلال التعامل المباشر مع المسافرين، الذين ينحدرون من ثقافات مختلفة وحضارات متعددة، ومن ثم انتقلت إلى إدارة أمن المنافذ، كما عملت في معهد أمن المنافذ للتدريب ثلاث سنوات، حيث تم اعتمادها كمحاضرة في المعهد من قبل وزارة الداخلية؛ لتقوم بإلقاء المحاضرات الأمنية الخاصة بالمطارات. وحول تجربتها كمحاضرة في معهد تدريب أمن المنافذ، أوضحت أنها اكتسبت العديد من الخبرات، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية التدريب، وتنظيم ورش العمل، وعقد الدورات، وكيفية التعامل مع المتدربين، لافتة إلى أنها انتقلت أخيراً إلى مركز رعاية الأحداث كمديرة لفرع النساء، حيث وجدت إدارة متميزة، وقيادة فاعلة دفعتها نحو التميز والريادة في العمل الشرطي والأمني. أما بخصوص أهم الإنجازات التي حققتها، بصفتها مديرة لفرع النساء في مركز رعاية الأحداث، ذكرت أنها قدمت خلال هذه الفترة الوجيزة الكثير من المقترحات، وقامت بالعديد من النشاطات التي تصب في خدمة أهداف المركز بصورة عامة وفرع القاصرات بصورة خاصة، ومن أهمها التواصل مع الجهات المعنية بمراكز الأحداث لتقديم المحاضرات وتنظيم الورش، وبرامج التوعية والإرشادية لطلاب المدارس في الدولة، بما يعزز وقاية الأحداث من المخاطر، إضافة إلى ذلك قامت بتنظيم ندوات ومحاضرات توعية للعاملين في مركز رعاية الأحداث. الوازع الديني وفي شأن الأمهات النزيلات، أشارت إلى أن الفرع يهتم بتقديم الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية والتربوية، الآنية واللاحقة، لجميع الأمهات النزيلات بلا استثناء، إضافة إلى غرس الوازع الديني بعقد المحاضرات وتنظيم الدورات، وتطوير المهارات اليدوية والصحية والرياضية حتى يعدن إلى أسرهن وهن أكثر ثقة بأنفسهن، وأقدر معرفة بمحيطهن، لا سيما وأن القيادة العامة لشرطة أبوظبي تؤكد أن السجن إصلاح وتهذيب، انطلاقاً من القواعد والمبادئ التي أرستها استراتيجية وزارة الداخلية. وفي سياق متصل أوضحت النقيب نورة أن أطفال النزيلات يلقون جميع أنواع الرعاية الصحية اللازمة، والترفيه المناسب، إلى جانب توفير الاحتياجات الضرورية كافة في جو صحي وملائم للطفل والأم في هذه المرحلة من العمر حتى لا يشعر الأطفال بأنهم معزولون عن عالمهم ومجتمعهم، ولكي تقوم الأم برعاية ابنها في جو تسوده روح المحبة والألفة. وخلال حديثها عن دور الفرع في رعاية وتأهيل القاصرات أشارت النقيب نورة إلى أن رؤية الفرع تتمحور في جعل مركز رعاية القاصرات الأكثر فاعلية، والأشمل تنظيماً، والأحسن تحقيقاً لنتائج إيجابية، راقية لخدمة المجتمع، كما تدعو رسالته إلى تحقيق مجتمع سوي يسوده التماسك الأسري، والترابط العائلي والاجتماعي، للحد من الانحراف، وحفاظاً على الفتيات القاصرات من تداعيات العصر، وآثار العولمة التي ألقت بظلالها على المجتمع. وبسؤالها عن الخلطة السرية للنجاح التي لعبت دوراً مهماً في التوفيق بين البيت والعمل، أشارت النقيب نورة، وهي أم لعدد من الأبناء، إلى أنها عملت منذ البداية على تنشئة أبنائها تنشئة دينية واجتماعية، وفقاً للعادات والتقاليد العربية الإسلامية، كما وفرت لهم الجو المناسب للاعتماد على النفس، والقدرة على صنع القرار، كما أكدت أنها تتعامل مع أبنائها بصفة الأم الحنون، والصديق المقرب حتى تكسب ثقتهم، وتنال رضاهم، لا سيما أنها نشأت يتيمة الأبوين، وتعرف جيدا معنى الحرمان من حنان وحب الأم. وأضافت: أحاول بكل ما أملك أن أمنح أبنائي خلال وجودي معهم كل وقتي وتفكيري، لا سيما وأن ظروف عملي تسهم في تغيبي عن البيت لساعات طويلة، حيث يسكن أولادي في مدينة العين، بينما أعمل في مدينة أبوظبي، ولهذا السبب عودتهم على تحمل المسؤولية في وقت مبكر وقد نجحت في هذا الجانب. رسالة إلى بنات الإمارات لم يفت على النقيب نورة خلال حديثها توجيه رسالة إلى بنات الإمارات الراغبات في الالتحاق بالسلك الشرطي، مفادها أن هذا المجال هو الأنسب للمرأة الطموح، والشخصية القيادية التي تملك القدرة والإرادة على السيطرة، وإدارة الأزمات، ومواجهة التحديات. إضافة إلى ذلك فالعمل في مجال الشرطة يساعد على التحمل والصبر والانضباط، والقدرة على صناعة القرار المناسب، في الوقت المناسب، فضلاً عن التحلي بالشجاعة والكياسة لمواجهة المشاكل الاجتماعية بسهولة ويسر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©