الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعكس سلامة النمو الانفعالي والحركي

تعكس سلامة النمو الانفعالي والحركي
22 يونيو 2008 01:39
تقف كثير من الأمهات موقف الحيرة أمام بعض الحركات اللاإرادية التي تصدر عن أطفالهن أحياناً، ولا يجدن لها تفسيراً مقنعاً، خاصة في السنة الأولى من عمر الطفل، حيث يتعذر عليه التعبير عما في دواخله عن طريق الكلام· وقد يؤدي هذا بالأم إلى القلق على النمو الانفعالي أو الحركي لطفلها· وكثيراً ما تثور تساؤلات حائرة حول هذا الموضوع حملناها إلى الأستاذة الدكتورة موزة المالكي، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة الدوحة، لتطمئن الأمهات وتبين لهنَّ كيفية فهم الحركات اللاإرادية لأطفالهنّ· استجابات تلقائية تقول الدكتورة المالكي: ''كل مولود يولد متمتعاً بعدد من القدرات الفطرية الأساسية التي تربطه بالعالم الخارجي، في مقدمتها ما يسمى بـ''الانعكاسات العصبية الذاتية'' التي لا دخل لنا فيها· وهي عبارة عن استجابات لاإرادية يقوم بها الطفل تلقائياً، وهي في الوقت نفسه دليل على سلامة جهازه العصبي المركزي''· والمطلوب من الأمهات، حسب المالكي، ''إدراك أن هذه الاستجابات تتغير وتتطور حسب مراحل نمو الطفل في ستة جوانب أساسية هي: النمو الجسمي، النمو الحركي، النمو الحسي، النمو العقلي، والنمو اللغوي· ومنذ اللحظة الأولى التي يرى فيها الطفل الحياة يقوم بعدد من الاستجابات أو ''ردود الأفعال'' مثل إغلاق العين أو ''بربشة'' الجفون وتحريكها بشكل سريع عندما يتعرض لضوء قوي أو عند تغيير الإضاءة بشكل مفاجئ أو عند حدوث ضجة أو سماع صوت عال قريباً منه''· وتضيف الدكتورة المالكي: ''قبل أن يكمل الطفل أسبوعه الثالث، إذا لمست الأم وجهه من جانب فتحة الفم ستجده يدير رأسه تجاه جهة اللمس بطريقة لا إرادية أيضاً، وهذا الانعكاس يساعده في البحث عن حلمة الأم عند الرضاعة الطبيعية، فضلاً عن استجابة الفم وحركة المص والبلع التي يمارسها خلال عملية الرضاعة بشكل غريزي· وإذا بلغ الطفل أسبوعه الخامس أو السادس، فإن الأم بإمكانها التعرف إلى قدرته في التحكم بحركة الرأس عندما تحاول رفعه من وضع الاستلقاء على الظهر إلى وضع الجلوس· وهنا يستطيع الطفل التحكم في وضعية الرأس بجعله مستقيماً، أما إذا فشل في ذلك فهذا مؤشر على أنه يعاني من اضطراب دماغي أو حالة خمول عصبي ويحتاج إلى فحص لدى طبيب متخصص لزيادة الاطمئنان''· انعكاس بابنسكي وتتابع المالكي: ''خلال الأشهر الثلاثة الأولى، تلاحظ الأم أيضاً قدرة الطفل على انكماش اليد؛ فعندما تعطيه اصبعها تجده قادراً على إغلاق يده حوله والإمساك به بشكل غريزي· وفي بعض الأحوال يفشل الطفل في فتح يده مما يستدعي مساعدته على فتحها في البداية· وعندما يكون الطفل نائماً على ظهره وتعطي الأم اصبعيها ''السبابة'' اليمنى في يده اليسرى، و''السبابة اليسرى'' في يده اليمنى يطبق عليهما· وإذا شدت كليهما فيمكن للطفل أن يرفع نفسه تجاه حركة الأم، ويستجيب لعملية الرفع بالاعتماد على الشد من اليدين، ومن ثم يكون بإمكانه فتح كفيه بالاعتماد على نفسه· وبعد الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل، يمكن للأم اختبار تلك الاستجابة بنفسها عن طريق لمس أو ''حك'' أسفل قدم الطفل ''باطن القدم''، وعندها ستلاحظ أن أصابع كفيه تنفتح ومن ثم تعود إلى الانكماش، بينما تندفع القدم إلى الداخل باتجاه القدم الأخرى، ويعرف هذا السلوك علمياً بـ''انعكاس بابنسكي'' الذي يزول تدريجياً بعد اكتمال الشهر الثامن تقريباً''· افحصي طفلك بنفسك ولكي تشعر الأم بمزيد من الاطمئنان على صغيرها، يمكنها كما تقول الدكتورة المالكي، ''أن تجري بنفسها هذا الاختبار على وليدها: ضعي طفلك مستلقياً على ظهره، وأمسكيه من يديه الاثنتين من عند الكفين أو منطقة المعصم· ثم ارفعيه قليلاً عن السرير واتركيه يقع على ظهره ويعود إلى حالته الأولى فجأة· وهناك طريقة ثانية تتمثل في أن تقوم الأم، أثناء وجود الطفل في سريره، بإحداث ارتجاج خفيف بالقرب منه ولو بهز السرير بشكل مفاجئ وبلطف· وفي الحالتين ستلاحظ الأم أن الطفل سيبسط ساعديه في كلا الجانبين بشكل متساوٍ لمدة ثانية واحدة تقريباً، ثم يقوم بثنيهما إلى أعلى وإلى الأمام، ويفتح أصابع يديه بشكل تلقائي''· لكن هذه النتيجة مشروطة بأن ''يكون عمر الطفل ستة أشهر، أما إذا استمر في إحداث هذه الاستجابة وهو في شهرة الثامن، مثلاً، فننصح الأم هنا أن تستشير طبيباً متخصصاً لاسيما إذا عادت هذه الاستجابات مرة أخرى بعد اختفائها لفترة زمنية معينة· وعلى الأم وبمساعدة الطبيب أن تلاحظ أي الساعدين لم يتحرك بالشكل المناسب''· مع بلوغ الطفل عمر الشهرين، يمكن للأم أن تضع يديها تحت إبطي الطفل وتترك قدميه يلامسان الأرض، عندها، ينبغي أن تكون الاستجابة الطبيعية أن يبدأ في تحريك قدميه إلى الأمام وكأنه يستعد للسير بشكل لاإرادي· وإذا كان قد بلغ الشهر السادس فإنه يكون قادراً على الاتكاء على قدميه، عندما نحمله في وضعية عمودية فوق الأرض· أما إذا أخذت ساقاه في التشابك فإن ذلك يعني وجود تشنج ما· ولمزيد من الاطمئنان على الأم أن تستشير طبيباً متخصصاً في هذا المجال في حال شعرت بالقلق من استجابات طفلها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©