الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اليوم المفتوح».. باب رزق ووجهة تنزه لمصريات الطبقة المتوسطة

«اليوم المفتوح».. باب رزق ووجهة تنزه لمصريات الطبقة المتوسطة
17 مارس 2013 20:05
ظاهرة جديدة في ميدان الأعمال باتت تنتشر بين نساء مصر في الفترة الأخيرة لاسيما بين سيدات الطبقتين المتوسطة والأرستقراطية تعرف باسم «الأوبن داي» أو (اليوم المفتوح) المخصص لبيع وشراء الاحتياجات بعيدا عن المحال والمراكز التجارية، حيث صار بمقدور أي سيدة أن تلجأ إليه من داخل منزلها فتشتري ما ترغب من سلع وتبيع ما تتقنه من منتجات يدوية، أو ما تستغني عنه من مستلزماتها الشخصية في جو من الأمان والبساطة بعيدا عن صخب الأسواق والمراكز التجارية وزحامها. محمد عبدالحميد (القاهرة) - يعتمد “الأوبن داي” (اليوم المفتوح) في إقامته على تكنولوجيا الاتصال والتواصل من إنترنت وهاتف محمول ورسائل نصية تتنقل بين مجموعة من السيدات للالتقاء في مكان ما أو داخل منزل إحداهن في موعد شهري منتظم، وعرض ما لديهن من بضائع وسلع بعضها جديد ومستورد، والآخر مستعمل وذلك في أجواء من الصداقة والتعارف ما يجعل من عملية التسويق بمثابة يوم للترفيه إلى جانب توفير الوقت والجهد والمال الذي تنفقه المرأة عادة خلال ترددها على أماكن التسوق التقليدية. ازدهار الظاهرة إلى ذلك، تقول سيدة أعمال ومتخصصة في التسويق وإقامة الأيام المفتوحة سارة عبد الفتاح إن “الأوبن داي فكرة عصرية تسهم في حل مشاكل كثيرة كانت تواجه سيدات الأسر الراقية ممن يجدن صعوبات في التسوق في الأماكن المزدحمة أو الانتقال إلى المولات الكبرى والأسواق للتسوق. ما يوقعهن في مشاكل لا حصر لها بفعل المعاكسات أو التعرض للغش وشراء منتجات سيئة بثمن باهظ، وكذلك بالنسبة للسيدات ممن يجدن لديهن ملابس واكسسوارات فائضة عن الحاجة اشترينها من خارج مصر وعندما عدن وجدن أنهن لا يحتجن إليها. ومن الصعب توزيعها كهدايا على الأهل والأصدقاء”. وتشير عبد الفتاح إلى أنه في أوقات يكون “الاوبن داي” في حديقة أحد القصور أو الفيلات ما يعني أن هناك مساحة كبيرة من المعروضات، ولذا تقوم بطباعة بطاقات دعوة توضح من خلالها نوعية المعروضات وأماكنها في الحديقة كي تسهل التنقل بسهولة وشراء الاحتياجات بلا إرهاق، وأحيانا تصل الدعوات إلى 3 آلاف دعوة حيث يتم توزيع 100 دعوة على كل عارض لتوزيعها على الأصدقاء والمعارف. وتوضح سارة أن هناك فتيات وربات بيوت ينتمين للطبقة الوسطى وجدن في هذه الفكرة بابا جيدا وكريما لتوسيع مصدر الرزق، وأيضا التعويض عن عدم الحصول على الوظيفة المناسبة ما أدى إلى ازدهار ظاهرة “الأوبن داي”. ظهور الفكرة حول ظهور الفكرة، تقول سيدة أعمال وخبيرة في تنظيم “الأوبن داي” هايدي سعيد “الأيام المفتوحة بدأت كفكرة ظهرت أولا في أوروبا وأميركا قبل أن تتلقفها النساء في مصر ممن سنحت لهن فرصة حضور “الأوبن داى” خلال العمل أو الزيارة للخارج وبعد العودة إلى مصر تم تطويرها لتتناسب مع العادات والتقاليد الشرقية فأصبحت في فترة وجيزة بمثابة عالم جديد للأعمال له مفرداته وأسراره، لاسيما أن المهتمين به سيدات من الطبقة الأرستقراطية ومشاهير المجتمع اتفقن على أنه الوسيلة الأنسب لهن في التسوق بعيدا عن صخب لأسواق وزحامها لأنه يوفر الاحتياجات ويقصر التعاملات على فئة قليلة من الناس، وهو ما يجنبهن الوقوع في مصيدة شراء بضائع مغشوشة أو التعرض لأي منغصات أو حرج في أثناء عملية الشراء أو البيع وغالبية رواد “الأوبن داي” من النساء، وإن كان الرجال حاضرين أيضا ولكنهم قلة”. وحول منغصات هذا الأسلوب، تقول “الاوبن داي” مثله مثل أي عمل فيه بعض المنغصات والعقبات التي تتعلق بالضرائب حيث أحيانا ما نضطر لدفع رسوم جمركية باهظة على سلع تفوق الوزن المسموح به للمسافرين، وهو ما يؤدي إلى رفع ثمن تلك المنتجات على الزبائن”. تقول فريدة مراد “أحيانا أشارك في “الاوبن داي” لشراء احتياجات أسرتي ونجعل منه يوم ترفيه وتسوق حيث أذهب أنا وزوجي والأطفال ونشاهد المعروضات ونختار ما يتناسب معنا وأحيانا نوصى العارضين بتصميم أو توفير منتجات بعينها لنا في موعد محدد”. وتضيف “يعتمد “الاوبن داي” على الدعاية الجيدة بين النساء في الحي نفسه وتتراوح أساليب الدعاية بين الاتصال المباشر بين الصديقات في أماكن العمل أو الأندية الرياضية وبالرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية وعبر البريد الإلكتروني، حيث تقوم إحداهن بدعوتهن إلى زيارة منزلها في يوم محدد، وعلى من ترغب في الحضور أن تحدد أولا السلع أو المنتجات التي ترغب في شرائها أو ترغب في بيعها أو عرضها لجمهور “الاوبن داي”، لاسيما من تمتلك منهن موهبة تصنيع مشغولات يدوية، وتقوم صاحبة “الاوبن داي” بتنظيم المكان بحيث تعطي كل من ترغب في عرض منتجاتها مساحة عرض متساوية داخل المكان تسمى ترابيزة عرض وتبدأ السيدة منظمة “الاوبن داي” الإعلان بين قريباتها وصديقاتها وجيرانها ومعارفها عن توافر منتجات وسلع ما سواء كانت محلية أو مستوردة، وتعلن المدة التي تنوي خلالها استقبال الزبائن في منزلها لعرض هذه البضائع. وغالبا ما تكون بين الساعة 10 صباحا والعاشرة مساء. أسلوب ترويج تقول المشاركة في أحد تلك الأيام المفتوحة شيماء علاء الدين “رغم عملي في مجال الجرافيك وبرامج الكمبيوتر فإنني أشغل وقت فراغي في تصميم منتجات الحلي من الفضة والأحجار الكريمة وبمرور الوقت وجدت أن لدي منتجات كثيرة فائضة عن احتياجاتي، ولم أكن اعلم ماذا افعل بها إلى أن شجعتني إحدى صديقاتي على عرض منتجاتي في “الاوبن داي”، الذي تقيمه في حديقة منزلها بمدينة الشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر. وراقت لي الفكرة بعد أن علمت أن الحاضرات صديقات. وعرضت المنتجات على طاولات خاصة ووجدت متعة كبيرة في أن أحول هوايتي إلى عمل منتج، وأيضا أضمن الاستمرار في ممارسة هواية أحبها”، مشيرة إلى أنها فتحت صفحة على “الفيسبوك”، وتضع صورا للمنتجات ما يسهل على صديقاتها اختيار ما يناسبهن. وتوضح أنها أحيانا تصميم بطاقات الدعوة لحضور “الأوبن داى”، الذي تقيمه صديقاتها وأساليب الترويج تكون بكلمات بسيطة، مضيفة “أرفض أن أفتح محلا خاصا بي لبيع منتجاتي، فأنا أمارسها كهواية وقت ما أحب. ولست مضطرة لأن أمارسها بانتظام. وفكرة افتتاح محل ستكون مكلفة ماديا ومرهقة أيضا. وتشغلني عن بيتي وأسرتي وهو ما ارفضه ولذا فانا مستمرة في المشاركة حين لأخر في “الاوبن داي” سواء كعارضة أم للتسوق وشراء ما احتاج إليه من منتجات بأسعار مناسبة. وتشير إلى أنها تقوم بحجز منضدة وفقا لكمية المنتجات التي ستعرضها وأسعار تأجير المساحات في “الاوبن داي”، وتحصل صاحبة المنزل أو التي تنظم “الأوبن داي” حال وجوده في ناد رياضي أو مكان اجتماعي عام على هذا المال، وبدورها تدفع الرسوم اللازمة لإقامة “الأوبن داى” من إضاءة إضافية إلى استئجار طاولات من متعهد. البداية من «فيسبوك» تقول ميادة حسن، طالبة بجامعه القاهرة “علاقتي بالأوبن داي بدأت من خلال جروب على “الفيسبوك” أقامته شقيقة إحدى صديقاتي، ووجدت على الجروب دعوة من سيدة أعمال لزيارة منزلها لمشاهدة منتجات “الاوبن داي”، التي تعرضها 50 سيدة فذهبت، وهناك أعجبت بحقائب اليد واشتريت واحدة كان ثمنها 50 جنيها، ووجدت أنها فرصة لا تعوض فالماركة نفسها تباع في المولات بـ80 جنيها”. وتوضح أنها أقامت صداقات مع كثير من المشاركات في عرض منتجات وسلع في “الاوبن داي”، وأنها بموجب هذه الصداقة أصبحت تستطيع شراء احتياجاتها من الماركات العالمية، خاصة أدوات الماكياج والملابس بالتقسيط بما يتناسب مع مصروف الجيب الشهري الذي تحصل عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©