الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبناء يأكلون الفاست فوود والأمهات يشعرن بالذنب

الأبناء يأكلون الفاست فوود والأمهات يشعرن بالذنب
22 يونيو 2008 01:31
الفاست فوود، الجانغ فود، الوجبات السريعة، كلها أسماء لشيء واحد، كأننا نقول تعددت الأسباب والموت واحد، إذ لا أحد تقريباً يجهل أضرار هذا النوع من الطعام الذي يدمن عليه البعض ويأخذه نمطاً غذائياً، ويضطر إليه آخرون، بينما يصر البعض على تجنبه· ترى سلوى محمد أن استيعاب ظاهرة انتشار الوجبات السريعة بين الأطفال والمراهقين غريبة وغير مفهومة: ''فأنا لا أستطيع فهم سر تعلق هذه الفئات بهذه المأكولات غير الصحّية''· وإذ تبدي حيرة حول''ما الذي يجذب الأطفال والمراهقين إليها، أهو الطعم أم أسلوب التقديم، أم الإعلانات الترويجية؟''، تسأل عما إذا كان هناك حقاً ''اهتمام جدي بحقيقة تزايد نسبة سمنة الأطفال وانتشارها؟ وهل هناك توعية إعلامية للأسر بأضرار الوجبات السريعة وخطرها على القلب ووظائف الجسم الأخرى؟ هل هناك خطوات عملية لإجبار المطاعم التي تبيعها على الالتزام بالشروط الصحية؟''، وتختم: ''لا أعرف!''· لا تخفي أم فهد، مدرسة التربية الفنية وأم لثلاثة أبناء، أنها حاولت تقليد الوجبات السريعة في البيت إنما بلحوم طازجة، ولكن لا فائدة· فابني، وهو في سن المراهقة، لا يستطعم في أي وجبة منزلية كما يستلذ بساندويتش ''البرجر'' والبطاطا في المطاعم، إنه يعشق تلك السندويشات السريعة ويفضلها على كل شيء''· وتكشف بألم: ''الآن، هو يعاني من وزن زائد ولا يتمتع بأي لياقة، لأنه ببساطة مدمن (جانغ فود)''· أحب مذاقه تلتزم الطالبة ريم عبدالله (16 عاماً) ما يشبه النظام الغذائي المقدس تجاه ''الفاست فوود''· فهي، بحسب كلامها، تأكل ''من طعام البيت في فترة الغداء، وتقول لكني أرفض تناول أي عشاء غير وجبة ''الفاست فوود''، فأنا أحب مذاقها وأفضله على كل شيء، وأنا لست صغيرة وأعرف مضار هذه الوجبات، ولكني لا أستطيع الامتناع عنها، لا أعرف لماذا؟ علماً أن التسمم الغذائي أصابني أكثر من مرة، ومع ذلك أعاود أكل هذه الوجبات ولا أستطيع أن أفسر أو أبرر لماذا''· تعتقد أم إبراهيم، موظفة، ''أننا كأمهات نتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، خصوصاً أن ظاهرة الفاست فوود والبدانة باتت معاناة معظم الأسر''· وتحاول أم إبراهيم تفسير الأمر: ''لعل السبب هو كثرة أشغالنا أو نظام الحياة السريع واستسهال الأمور، وربما هو قلة وعينا الصّحي''· وتلفت الانتباه إلى الوجه الآخر للمسألة: ''نحن فعلاً نعاني من مشكلة حقيقية· فأنا مثلاً لدي أربعة أبناء، ويومياً أدفع نحو 80 درهماً ثمناً للوجبات السريعة، والمصيبة أن الأطفال يحفظون عن ظهر قلب أرقام هواتف تلك المطاعم ويطلبون لأنفسهم (الدليفيري)، وهذا السيناريو يتكرر كل يوم تقريباً، مما يستنزف نصف ميزانية الأسرة، إضافة إلى المضار الصحية بالطبع''· يرمي سالم المزروعي الكرة في ملعب الآباء والأمهات ''الذين يسمحون لأبنائهم بشراء المرض''، وبعدما يفاخر بكونه ممن ''تربوا على أكل الأمهات المطبوخ في المنازل ولم نسمع بهذه الموضة إلا في السنوات القليلة الماضية''، يجاهر بتألمه من ''تقليدنا الغرب في السلبيات ليس إلا، على اعتبار أن ظاهرة الفاست فوود انتقلت إلينا من المجتمعات الغربية''· ويسأل: ''هل هناك رقابة وفحص على الزيت المحروق والمعاد استخدامه مئات المرات في ''القلي'' لهذه الأطعمة؟ هل هناك إرشادات صّحية لكل وجبة توضح نسبة الدهون والسكريات والأملاح؟ وهل هناك رقابة دورية على هذه المطاعم وفحص جودة اللحوم المجمدة وأسلوب التجميد؟''· حقيقة مرّة تنطلق الاختصاصية في أصول التغذية والمكملات الغذائية سمر بدوي من ''حقيقة مرّة''، كما تقول، ألا وهي ''أن الكثير من الأطفال والمراهقين اعتادوا على تناول تلك الوجبات، علماً أنهم في طور النمو الذهني والبدني وبحاجة إلى غذاء صحي متوازن وطازج لبناء الخلايا''· تتابع بدوي: كل وجبة كاملة من الهمبرجر والبطاطا والمشروب الغازي تحتوي على نسبة 44 جراماً من الدهون و34 جراماً من البروتين و189 كربوهيدرات ونحوالي 1300 سعر حراري، ما يعادل تناول 39 ملعقة صغيرة من السكر!''· وتنبه إلى ''أن الزيوت التي تستخدم للقليّ لا تخضع للشروط الصحية، وهي زيوت غنية بالأحماض المشبعة، مثل زيت النخيل، جوز الهند ، الكاكاو، الشحوم الحيوانية، والنتيجة هي رفع نسبة الكولسترول في الدم والتسبب بالبدانة وأمراض القلب وانسداد الشرايين وارتفاع السكر والضغط ··الخ''· وتشدد على المخاطر الناجمة عن ''إعادة استخدام الزيت لمرات عدة في القليّ وتعريضه لدرجة حرارة عالية، فهذا ينتج موادَ مسرطنة''· البديل وتنصح الاختصاصية الأمهات بالنقاط التالية: 1- الامتناع عن شراء تلك الأطعمة وتناولها أمام الأطفال· 2- يجب عدم تناول البرجر لأكثر من مرة واحدة كل عشرة أيام، على أن تتضمن الوجبة كمية جيدة من السلطة الخضراء الطازجة مع ملعقة خل· 3- حاولي تحضير هذه الوجبات بطريقة صحية في البيت· 4- لتخفيف نسبة الكربوهيدرات من الخبز يفضل تفريغ كمية من لب الخبز المدور وتحميصها بالفرن· 5- اختيار المايونيز و الكاتشب العضوي الخالي من المواد الحافظة والملونة· 6- أضيفي كمية جيدة من أوراق الخس الخضراء وقطع البندورة الطازجة وحلقات البصل والفليفلة الخضراء الحلوة لغناها بالكلوروفيل الداعم لأوكسجين الخلايا·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©