السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائح «نيوز كورب» في بريطانيا تهدد مشروعها التعليمي بالفشل في أميركا

فضائح «نيوز كورب» في بريطانيا تهدد مشروعها التعليمي بالفشل في أميركا
18 مارس 2013 00:25
أصبح لمجموعة «نيوز كورب» الإعلامية لصاحبها روبرت مردوخ لوحة رقمية خاصة موجهة لطلبة المدارس (إمبليفاي)، تندرج ضمن مساعي شركات عملاق الإعلام لبناء مجد جديد ميدانه التربية والتعليم، في سوق يتوقع له أن يحصد مليارات الدولارات، ولكن مزيداً من الانتقادات والمخاوف سرعان ما حام مجدداً حول مردوخ ومشروعه الجديد على خلفية ما حدث له في المملكة المتحدة قبل أكثر من عام وفي أكثر من اتجاه. تتوجه لوحة «إمبليفاي» الرقمية بشكل خاص لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقد تم الكشف عنها في مؤتمر للتكنولوجيا انعقد في أوستن بتكساس مؤخرا، و«أمبليفاي» هذا هو الذراع الجديد لمجموعة «نيوز كورب»، وقد وعدت بأن لوحتها ستسهل مهمة الأساتذة، وتمكن التلامذة الخجولين من التفاعل أكثر، وتسمح لهم باستكمال الدورات الدراسية بوتيرتها من خلال الاستفادة من مصادر مختارة من البحث على الإنترنت. غير أن ميدان التعليم لا يكفي كما يبدو لتسهيل انطلاقة مشروعه للتعليم الرقمي نتيجة السيرة الإعلامية والسلوكية للمجموعة الأم وما شابها في السنتين الماضيتين من فضائح وانتقادات، إضافة إلى رؤية مردوخ والشبهات حول علاقاته مع السياسيين وما يحمل ذلك من غايات مالية وراء دخوله الميدان الجديد وفق ما جاء في تقريرين نشرا تباعا في «نيويورك تايمز» و«أيديا ستريم». لعنة التنصت والرشاوى برز في المشروع اسم جويل كلاين وهو مستشار سابق في مدارس «نيويورك تايمز»، الذي انتقل بعد ثماني سنوات في قطاع التعليم العام ليصبح مسؤولا عن وحدة التعليم في «نيوز كورب» في يناير 2011، وبعد أن كانت الشركة دفعت في 2010 نحو 360 مليون دولار للاستحواذ على 90% من من شركة «وايرلس جينيريشن» (جيل لاسلكي)، التي تتخذ من حي بروكلين في نيويورك مقرا لها، وهي متخصصة في البيانات وفي أدوات تقييم المدرسين. كانت هذه الشركة مقاولا لمشروعين ضخمين في مدارس نيويورك، وقد تم استخدام هذه الشركة كقاعدة لما أسماه مردوخ لاحقاً «أمبليفاي» التي بدأت فعلا تجني بعض العقود مباشرة. وقبل أن يتمكن مردوخ وكلاين من الذهاب بعيدا ضج العالم بأنباء تورط صحف مردوخ في لندن بفضائح الرشوة والتنصت على الهواتف الخاصة، ما أدى ببلدية نيويورك إلى فسخ عقد بقيمة 27 مليون دولار بشأن قاعدة بيانات التعليم مع الذراع «أمبليفاي»، مبررة ذلك بمخاوف على سلامة الشركة الأم. وعندها ابتعد كلاين عن وظيفته لأجل مساعدة مردوخ في التصدي للدعاوى القانونية، وقام بجهد للتعاون مع السلطات القضائية في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة من أجل تجنب فروع الشركة الأم في الولايات المتحدة أي تداعيات أو محاكمات للفضائح، ويبدو أنه أسهم في النجاح بذلك حيث يعرب عن سروره لأن «المشكلة لم تصبح عالمية» على فروع الشركة وأذرعها في العالم. وعندها عاد إلى أمبليفاي. وتلفت «نيويورك تايمز» إلى أن مشروع أمبليفاي «يواجه عوائق حقيقية، ليست تكنولوجية ولا تتعلق بأهميته التعليمية بل لارتباطه بشركة نيوز كورب التي لم يمض كثيرا من الوقت على التوقف المخزي لصحيفتها التابلويد «نيوز أوف ذي وورلد» (التي توقفت عن الصدور) في المملكة المتحدة، بعد فضيحة التنصت الهاتفي على بعض الضحايا المدنيين لغايات المعلومات». وتضيف أن «المشروع يواجه تحديات كونه جزءاً من كتلة مرودوخ الإعلامية. وهذه الشركة لا زالت تواجه ملاحقات قضائية مدنية متصلة بفضيحة التنصت». ولا يخفف من وقع هذه النظرة إلى «نيوز كورب» محاولة كلاين الدفاع عنها في شأن فضائح لندن حين يقول إن «الشركة تعاملت مع مسألة التنصت الهاتفي بكثير من الثناء من لورد ليفرسون»؛ في إشارة إلى التحقيق في تقاليد وأخلاق الصحافة البريطانية التي قادها اللورد بريان ليفرسون. إصلاح التعليم إضافة إلى فضائح «نيوز كورب» في لندن، ثمة انتقادات أخرى تشمل منابرها في الولايات المتحدة نفسها ولو من زاوية موقف مؤسساتها الصحفية من قضايا الإصلاح التعليمي؛ فمردوخ كان يدفع في الولايات المتحدة الأميركية باتجاه مزيد من الاعتماد على المدارس المستأجرة، وانتقد نقابات المعلمين، ومنح المال لمساعدة السياسيين مختارين على التشارك في أجندته. على سبيل المثال، تظهر السجلات أن صحيفة «أخبار أميركا» التي تصدر في جنوب داكوتا، وهي ذراع تابع لنيوز كورب، أعطت نحو 250 ألف دولار لمجموعة تساعد على الإعداد الفكري للمرشحين للمجلس الأعلى للتعليم في لوس أنجلوس. والمؤسسات الإخبارية الأميركية الأولى التابعة لمردوخ، وهي «فوكس نيوز»، وصحيفتا «وول ستريت جورنال» و»نيويورك بوست». كما كان لهذه المنابر انتقادات محافظة عالية المستوى ومتشككة لدرجة العدائية لتجمعات المدرسين. ولا يمكن الفصل فيه بين الإعلام والأنشطة الأخرى برأي الناقدين. فصحيح أن اللوحة الرقمية قد تكون جزءاً من اندفاع مردوخ لتحديث النظام التعليمي، «ولكن له كذلك هدف آخر في ذهنه»، وفق موقع «ايديا ستريم»، «فعملاق الإعلام يعتمد على مواد المستقبل القادمة من فرعه التعليمي لمساعدة ودعم تمويل أنشطته في الصحافة والنشر، ولهذا فإن مشروع «نيوز كورب» يثير كل هذا الاهتمام والجدل». وإضافة إلى ذلك وصف مردوخ في السنوات القليلة الماضية التعليم «كسوق يساوي» مئات مليارات الدولارات، وفي مايو 2011 وخلال إحدى المناسبات في باريس أشار مردوخ إلى أن حقول الطب والمال والإعلام سرعت كلها من تبني التكنولوجيا الجديدة، ولكن «المدارس فشلت بالتشارك». وأضاف أن «صفوف الدراسة اليوم تبدو تقريبا كما لو كانت في العصر الفيكتوري حيث يقف مدرس في مقدمة غرفة مليئة بالأطفال مع كتب نصية فقط، ولوح أسود وقطعة طبشور». ماهية المشكلة عدا عن الانتقادات التي توجه لكل اللوحات الكمبيوترية التي تستهدف المدارس، بما فيها لوحات شركة آبل، ورغم أن ستيفن سميث أحد رؤساء الأقسام في «أمبليفاي»، الذي أنشأ المنصات الرقمية التي ستتوافر عبرها مواد البرامج، يحاجج بأن لوحة شركته مختلفة عن آبل» لأنها مصممة للسماح للطلاب بالتفاعل مع مدرسيهم بشكل آني خلافا للوحات الأخرى، رغم ذلك يتساءل بعض النقاد عن ماهية المشاكل الحقيقية التي تم حلها بواسطة مثل هذه اللوحات. بل إن بعض المدرسين من الاتحادات الرسمية للمدرسين يتهمون جهود «أمبليفاي» بأنها تربك المدرسة، وبأن التكنولوجيا سيقلل عدد المدرسين في المناطق التعليمية». تقول المديرة التنفيذية لجمعية غير ربحية تهتم بمعدل سعة الصفوف المدرسية ليوني هايمسون إن «كلاين ومردوخ «يؤمنان بأن أطفال المدرسة الحكومية يجب أن يكونوا في صفوف أوسع، وأن عليهم الحصول على تعليم مناسب ومخصص لهم عبر الكمبيوتر بدلا من أن يكون ذلك عبر المدرسين». وتضيف هاميسون أن اللوحة قد تعمل بشكل مثالي كلوحة رقمية تعليمية، ولكن هدف «أمبليفاي» يكمن أساسا في تحقيق أرباح أكثر، مشيرة إلى أن ذلك مماثل لرؤية خصخصة التعليم، و»لقد رأينا مسبقا كيف تكون الشهية لنهب الأموال العامة لأجل غايات خاصة». وتذكر «نيويورك تايمز» أن خصوم كلاين يبدون كثر، وبعضهم من يتهمه بأنه يهتم بكيفية الاستغناء عن المدرّسين من الصفوف لصالح صفوف يكون فيها التلميذ بمواجهة شاشة كمبيوتر»، مثلما قال رئيس الاتحاد الفيدرالي للمدرسين مايكل مولجرو. وتذهب مخاوف رئيس الاتحاد الفيدرالي مولجرو إلى القلق الكبير بقيام من هم وراء «اللوحة الجديدة «بتتبع الأطفال أو أن يستخدموا بياناتهم لأنهم أثبتوا أنهم ليسوا جديرين جدا بالثقة في هذه الأمور»، وذلك على خلفية فضائح لندن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©