«فولكس فاجن» تدخل «سباق» الشاحنات الثقيلة

تعتزم “فولكس فاجن”، أكبر شركة تصنيع سيارات في أوروبا، إجراء تجديدات إدارية من شأنها الإسراع في تشكيل تحالف لصناعة الشاحنات الثقيلة. ويستعد جوتشم هاينزمان مدير الانتاج في “فولكس فاجن” لتولي دور بارز في “سكانيا”، مجموعة الشاحنات السويدية. وهو بطموحه وثقته الراسخة يعتبر أكثر المرشحين احتمالاً لأن يتولى مسؤولية عمليات الشاحنات في مجلس إدارة “فولكس فاجن”. وتهدف هذه الخطوات إلى إقناع “سكانيا” بعقد شراكة تكنولوجية بينها وبين منافستها الألمانية شركة “مان” التي تمتلكها “فولكس فاجن”. وقال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في “فولكس فاجن” إنه “لابد لنا أن ندفع الشركتين تجاه شراكة مدروسة وسوف نبذل مزيداً من الجهد في هذا الشأن بحيث لا تتعرقل إدارتنا باتفاقية بورش”. يذكر أن إدارة شركة فولكس فاجن خاضت نزاعا مع بورش العام الماضي أسفر عن استحواذ فولكس فاجن على نشاط السيارات الرياضية في بورش، وبذلك تضم فولكس فاجن الآن عشرة أسماء تجارية. وتهدف مجموعة “فولكس فاجن” الألمانية إلى تجاوز “تويوتا” اليابان وتصبح أكبر شركة تصنيع سيارات في العالم بحلول عام 2018. ويصف مسؤولون في الشركة ضم عمليات شاحنات “فولكس فاجن” بأنه الخطوة الاستراتيجية الأخيرة لتحقيق طموحات فولكس فاجن. يذكر أن “مان” تعد شركة أقلية تمتلكها “فولكس فاجن” مالياً، ولكن تعتبر “مان” مصنفة الشاحنات ومحركات الديزل المرشح الثاني في قائمة الأسماء التجارية لمجموعة “فولكس فاجن”. وسبق أن أوضح فرديناند بييش رئيس مجلس إدارة كل من “فولكس فاجن” و”مان” أنه يطمح إلى تشكيل امبراطورية سيارات وشاحنات تنتج كل شيء من الدراجات النارية إلى الشاحنات الثقيلة. وكان حفيد مصمم السيارات فرديناند بورش قد قام بالإطاحة بعدد من مديري “مان” في أواخر العام الماضي بعد أن عرقلوا شراكة مع سكانيا لعدة سنوات. غير أن بيتش يعتزم اتباع أسلوب أكثر حرصاً بعد أن اشترت “فولكس فاجن” حصة أقلية مثيلة في “سوزوكي” شركة تصنيع السيارات الصغيرة اليابانية هذا العام. كما تخطط “فولكس فاجن” لتعيين هاينزمان نائباً لرئيس “سكانيا”. وينظر البعض إلى هذه الخطوة التي أثارت قلقاً وسط صغار مستثمري سكانيا على أنها مقدمة إلى تغييرات مقبلة في إدارة “سكانيا”. ويبدي ليف أوستلينج مدير “سكانيا” الذي ينتهي عقده في مارس 2012 حتى الآن اعتراضه على المشروع مثلما فعل نظراؤه السابقون في شركة “مان” خشية نقل التكنولوجيا وضياع اسم الشركة التجاري. غير أن مسؤولين في الشركة قالوا إن في وسع سكانيا الاستفادة من التعاون مع “مان” نظراً لأنها تفتقر إلى ما لدى شركة تصنيع الشاحنات الألمانية من منتجات متنوعة وانتشار عالمي واسع النطاق. يذكر أن “فولكس فاجن” تمتلك أدنى قليلاً من 50 في المئة من اسهم “سكانيا”، ولكن لديها 71.2 في المئة من حقوق التصويت. كما أن “فولكس فاجن تستعد لتحديد مسؤولية عملياتها المتعلقة بالشاحنات في مجلس إدارة المجموعة الذي ينتظر على الأرجح أن يتولاه هاينزمان. إن اندماجاً لصيقاً بين “سكانيا” و”مان” من شأنه تأسيس ثالث أكبر مجموعة شاحنات في العالم، وفقاً لبحث أجراه “جي بي مورجان”. ويرى رومان ماثيسك المحلل في “اي اتش اس جلوبال انسايت” في وسع شركتي تصنيع الشاحنات أن يوفرا معاً مئات اليورو إذا قامتا بتوحيد مكونات معينة مثل المحركات. ولا يعتقد أنه سيتم في هذه المرحلة عملية ضم كامل لشركة “مان”. ولكن “فولكس فاجن؛ حريصة على دعم التعاون نظراً لأن من المرتقب أن يفرض الاتحاد الأوروبي قوانين انبعاثات أكثر صراحة بحلول عام 2014. عن «فاينانشيال تايمز»