عواقب التمرد

كم تود الفتاة منذ صغرها أن تلاقي توأم روحها يوما ويخلصها من المنغصات اليومية في وقتنا الراهن، وتصرفات الناس الخالية من التهذيب الإسلامي، وتعيش حياة زوجية مستقرة بعيدا عن أعين الحساد، ولكن تتصعب الأوضاع يوما بعد يوم، واصبح البعض يخشى أن أحدا سيسرق سعادته اليوم قبل غد· كل فتاة لم تتزوج ترى عالم الأزواج مليئا بالمشاجرات وسوء التفاهم والنكد وقلة التفاهم بين الزوجين، فتعيش في قلق وخوف من مستقبلها، فتكره الزواج التقليدي وتبحث عن حب من خلال وسائل أخرى أملا بأنها ستحصل على الحب الحقيقي وتضمنه طيلة الحياة· ومن الوسائل التي تعتمد عليها بعض الفتيات هو ''الماسنجر'' أو ما يسمى ''الشات'' وتضع في رأسها مفتاح التحدث مع الرجل: ''إنما الأعمال بالنيات'' وبهذا هي منعت نفسها من تأنيب ضميرها ودخلت في عالم العواطف والمشاعر وتتعرف على رجل من جنسيتها أو من غير جنسيتها· فهل النية تكفي لنجاح العلاقة بهذه الوسيلة؟ هل تكفي نية الفتاة الطيبة لتكمل الحياة مع شخص مجهول؟ وهل إذا وثقت به سيثق بها ولن يتهمها في شرفها في المستقبل كما نسمع آلاف القصص في مشارق الأرض ومغاربها؟ في الحقيقة هذا الذي يحدث، ورغم صدق نية الفتاة، لا يحدث ما تتمناه وتحلم به، فتثق كامل الثقة بالرجل الغريب بأنه سيحبها من غير أن يراها ويعرف شخصيتها وسيتقدم لها ويحارب الجميع لأجلها، بل إن الشاب وكل شاب عربي يدرك جيدا بأن من سمحت لنفسها أن تتحدث معه دون علم أهلها وأولياء أمورها بأنها خائنة ورخيصة، ومثلما تحدث معه ستتحدث مع غيره· فهل أنت مستعدة بأن يقال عنك هذا الكلام؟ هل يرضيك بعدما رباك أهلك على أفضل الخصال، أن يأتي رجل من هذه النوعية ويقول عنك يا رخيصة!! أنا أنثى مثلك وأقدر هذه المشاعر الإنسانية النبيلة التي لا يفهمها كثير من الجهلة والمتحجرين عقليا، لكن لأني أعزك وأخاف عليك من شرور الدنيا، أقول لك من صدق القلب ومن غيرتي عليك إنه لن يحترمك، فلا تصدقيه، لكن لو تشعرين إلى الآن إني لم أتفهم عمق عواطفك وأن هذا الشاب ليس كأي شاب في الدنيا فسأقول لك نصيحة وأنا أراعي الله فيك أولا في الآخرة قبل الدنيا: ابعثي أحدا من أهلك أو معارفك ممن هم أهل للثقة بأن يتعرف على هذا الشاب دون أن يعلم أنه من طرفك، فيصادقه ويعاشره فترة كافية من الزمن، وبهذا سيكون قد عرف حقائق لم تكوني تعرفينها عن طريق الماسنجر· مخاوية العبادلة جامعة الإمارات