السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة الجلود..حرفة محلية تكافح سعياً للبقاء

صناعة الجلود..حرفة محلية تكافح سعياً للبقاء
8 مايو 2010 20:18
صنع أجدادنا منذ مئات السنين مستلزماتهم المنزلية من جلود الحيوانات، وكانت الماشية (الأبقار والماعز والغنم) هي المصدر الرئيسي للجلود، بينما تمثل جلود الغزال مصدراً آخر مهما للجلود، لكن لم يستخدموه كثيراً حيث اعتمدوا -غالباً- على فرو وجلود المواشي، ومارسوا مهنة الدباغة والصباغة وصنعوا من الجلود مستلزمات حياتهم اليومية. اليوم، وسعياً منه لبث الحياة في تلك المهن التقليدية والحرف الشعبية، يرعى «نادي تراث الإمارات» مجموعة كبيرة من المهن التراثية التي مارسها الأجداد والآباء، وأتاح لهم في القرية التراثية بأبوظبي عدة مشاغل وورش ومحال يضمها السوق الشعبي، في مقدمتها صناعة الجلود التي تكافح سعياً للبقاء. يقول أحمد المنصوري- استشاري البيئة المحلية- البرية: «تسمى عملية تحويل جلد الحيوان الحي إلى منتج مفيد «الدباغة» وكانت الجلود المدبوغة تستخدم في صناعة الأحذية وأحزمة اللباس والسلاح والمعاطف والحقائب إضافة إلى منتجات أخرى عديدة كانت تخص الحيوانات كالسروج وأرضيات الهوادج، ورحلات الغوص والفرش المنزلي وما إلى ذلك». يضيف: «كان النوع الرئيس من الجلود مخصص لنعل الحذاء، حيث تصنع من جلود الماشية السميكة والحيوانات الكبيرة الأخرى، وتصنع الطبقة العلوية للحذاء من الجلود الرقيقة للعجول الصغيرة والماعز والحيوانات الصغيرة، وتتميز تلك الجلود بنعومتها ومرونتها ومقاومتها للماء». من جهته يقول أبو محمد- صانع في السوق الشعبي- القرية التراثية: «تمر دباغة الجلود بعدة مراحل، أولها إزالة طبقة اللحم الملتصقة بالفروة ونزع الشعر، ثم معالجة الجلود قبل نقلها إلى المدابغ للحفاظ عليها من التعفن، حيث تعالج بوضع الملح على الجانب اللحمي أو بتجفيفها جزئيا ثم تمليحها. وأحياناً تتم معالجة تلك الجلود بالكروم قبل دباغتها بالزيت». ويضيف موضحاً الخطوات التصنيعية التي تجري بعد دباغة الجلد، يقول: «تشمل الخطوات: فصل الطبقات والصباغة والرص والتشطيب، إذ يتم إخراج الجلود المدبوغة من محاليل الدباغة وتجفف وتشق بعض هذه الجلود باستخدام آلة تقوم بفصلها الجلود إلى طبقتين». فيما يقول يوسف بن عطا- حرفي في مجال دباغة وصباغة الجلود: «بعد عملية الدباغة تصبغ الجلود في أسطوانات مشابهة لتلك المستخدمة في الدباغة (يمكن صباغتها باستخدام صبغات الأنيلين وصبغات الخشب الطبيعية والصبغات الحمضية، أو باستخدام بعض مواد الدباغة). وتتم الصباغة بتقليب الجلد مع مخلوط من الماء الدافئ ومادة الصباغة، ويضاف عادة الزيت لزيادة نعومته. ويكون الجلد بعد خضوعه لعملية الرص جاهزاً لمرحلة التشطيب النهائية، إذ يجري رش مادة التشطيب على الجلد في صورة طبقات، ويستخدم خلال ذلك البروتين الموجود في الحليب ومركبات أخرى تؤخذ من الدم والحليب والشمع والزيوت، وكذلك الكازين». يسترسل بن عطا ويقول: «بعد معالجة الجلد يتم دحرجة أسطوانة فولاذية أو زجاجية فوق الجلد لتنعيمه وجعله براقاً، حينها يسمى الجلد شديد اللمعان «الجلد النموذجي» وينتج بوضع طبقات من الطلاء الزيتي الثقيل «الورنيش» في نهاية عملية التحسين، فيكسب الورنيش الجلد النموذجي لمعة شديدة الثبات تمنحه مظهراً أنيقاً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©