أعلن البيت الأبيض أمس أن مسؤولين عسكريين أميركيين أكدوا للرئيس باراك أوباما أن استراتيجيته في أفغانستان التي قضت بزيادة عديد الجنود في هذا البلد تسجل تقدما "بطيئا ولكن ثابتا". وفي هذه الأثناء، قال منظمون إن أفغانستان ستعقد جمعية وطنية (لويا جيرجا) تبدأ في 29 مايو لمناقشة كيفية إشراك متمردي طالبان في محادثات سلام. وترأس أوباما مجلس حرب في البيت الأبيض لمدة 75 دقيقة شارك فيه كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين وأخصائيين في الاستخبارات، طرح خلاله الوضع في أفغانستان والاعتداء الفاشل الذي وقع السبت في نيويورك ، حسبما أعلن المتحدث باسم الرئاسة روبرت جيبس.
وقال جيبس إن قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال قال في الاجتماع إن ثمة تقدما "بطيئا ولكن ثابتا" مضيفا أن هذا التقييم سيبقى على الأرجح قائما "للفترة المتبقية من العام". وأضاف المتحدث أن أوباما أعرب عن ارتياحه حيال التقدم المحرز، مؤكدا أنه لم يتوقع تغييرا جذريا في الوضع بين ليلة وضحاها بعدما قرر العام الفائت إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.
وسيزداد عدد القوات الدولية في أفغانستان المؤلفة حاليا من 130 ألف جندي الى 150 ألفا قبل نهاية الصيف وعلى أن يكون اكثر ثلثهم أميركيون. وقدم الجنرال ماكريستال أيضا للرئيس أوباما معلومات حول العمليات الهادفة إلى "تهيئة" الأرض في ضواحي قندهار قبل الهجوم الكبير الذي سيشن قريبا على حركة طالبان.
وكان اجتماع الخميس الأخير من هذا النوع قبل زيارة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الى البيت البيت التي تأتي بعد توتر بين واشنطن وكابول بسبب التصريحات التي ادلى بها كرزاي واتهم الغربيين بانهم كانوا وراء التزوير الذي شاب الانتخابات الرئاسية في العام 2009. وأوضح جيبس أن محادثات ستجري في 12 مايو وكما هو مقرر. واضاف "سوف نهنئه على الإجراءات المتخذة" لتطبيق بعض الإصلاحات. وقال أيضا "سوف نعمل مع (الافغان) كي يحققوا تقدما في المسائل المعقدة".
من جهة أخرى، قال منظمون إن أفغانستان ستعقد جمعية وطنية تبدأ في 29 مايو لمناقشة كيفية إشراك متمردي طالبان في محادثات سلام بعد أسابيع فقط من عودة كرزاي من زيارته المقررة إلى واشنطن.
وطالبت حركة طالبان التي أطيح بحكمها على أيدي قوات أفغانية تدعمها قوات أميركية أواخر عام 2001 مرارا بانسحاب القوات الدولية من أفغانستان قبل بدء أي محادثات سلام. وكان من المخطط أن يعقد هذا المؤتمر الوطني "جيرغا" في وقت سابق من هذا الشهر لكنه ألغي حيث تعارض موعده مع موعد زيارة كرزاي للولايات المتحدة بين 10 و14 مايو .
وقال وزير التعليم الأفغاني فاروق وارداك المنظم الرئيسي للمؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام إن التأجيل سيسمح لكرزاي بإبلاغ المؤتمر بالسياسة الأميركية تجاه المبادرات الأفغانية الخاصة بالتفاوض مع المتمردين.
ويعتبر كرزاي هذا المؤتمر أحد أكبر المبادرات في خططه للتواصل مع المتمردين هذا العام على الرغم من أن واشنطن تقول إن الوقت لا يزال مبكرا على توقع تقدم في المحادثات مع طالبان. وسوف يتجمع ما يزيد على ألف شخص من بينهم زعماء قبائل وقادة أقاليم ومناطق ومشرعون وأعضاء في المجتمع المدني في كابول لمناقشة سبل إقناع طالبان بالمشاركة في اتفاق سلام. والمتمردون أنفسهم ليسوا مدعوين للمؤتمر على الرغم من أن منظمي المؤتمر قالوا إن هناك احتمالا بوجود متعاطفين مع طالبان بين شيوخ القبائل والمسؤولين المحليين المتوقع حضورهم.
عدد اليوم
