سعيد ياسين (القاهرة)
شيع ظهر أمس الاثنين من مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير بوسط القاهرة، جثمان الإذاعية آمال فهمي التي توفيت ظهر أمس الأول «الأحد» في مستشفى المعادي العسكري عن 92 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، ودفنت في مقابر سيدي عبد الله بمنطقة الخليفة. ونعاها العديد من زملائها وتلاميذها والنقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الناقد طارق الشناوي على صفحته على موقع «فيس بوك»: «رحلت سيدة الميكروفون الأولى آمال فهمي، فقدنا أهم صوت إذاعي عربي». فيما كتب الكاتب أحمد الطراح: «البقاء لله في فقيدة الإعلام المصري والعربي، أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط، والوحيدة في مبنى الإذاعة والتليفزيون الحائزة على جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، ولها بصمتها في الإذاعة المصرية في برنامج «على الناصية» رحمها الله رحمة واسعة». كما كتبت الصحافية محاسن السنوسي: «في آخر مكالمة قالت لي: اسألي علىّ وزوريني، أنت تعرفين أنني موجودة بمفردي في مستشفى القوات المسلحة، وزير الدفاع هو من أمر بعلاجي على نفقة الدولة، واليوم اتصل بي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدولة كرمتني لأنني قدمت رسالة إعلامية وتاريخا مهنيا، كنت أحب هذه السيدة، وأنا صغيرة كنت أحلم بمقابلتها في برنامجها «على الناصية»، ولم أعرف أنني سألتقي من البرامج الحوارية الراسخة في وجدان المواطن المصري والعربي عبر ميكروفون الإذاعة المصرية».
وكانت أمال فهمي ولدت في 1 يناير 1926، وحصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة، وعينت بالإذاعة العام 1951، وقدمت أول برنامج لها بعنوان «حول العالم»، وعرضت فيه تسجيلات نادرة، منها حلقة عن ألمانيا بها تسجيل نادر لهتلر، وحلقة عن الهند مع تسجيل نادر للزعيم نهرو، وكانت أول من أدخل الفوازير إلى الإذاعة العربية مع الشاعر بيرم التونسي ثم صلاح جاهين، ومن أشهر برامجها «على الناصية» الذي خلفه لها الإذاعي أحمد طاهر، وهو أقدم برنامج إذاعي حتى الآن. وكانت آمال تزوجت من الممثل والمخرج الإذاعي محمد علوان، ثم انفصلا، وكانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط العام 1964، ثم عينت وكيلاً لوزارة الإعلام، فمستشاراً للوزير، وتولت منصب مستشار الإذاعة خلال الثمانينيات من القرن الماضي، ورغم هذه المناصب ومسؤولياتها العديدة، لم تتخل عن تقديم برنامج «على الناصية» الذي عرضت فيه مختلف القضايا، ومنها قيامها بالتسجيل في الجزائر - أثناء الاحتلال الفرنسي- مع أحد الجنود في وسط ميدان الحرب، والتقت مع رائد الفضاء الروسي جاجارين، وقامت من خلال البرنامج بالنزول في أحد الاحتفالات بعيد البحرية في غواصة من القوات البحرية إلى عمق 800 قدم تحت سطح الماء، والتقت عمال المناجم بالحمراوين على عمق 200 متر تحت سطح الأرض، وحاورت العديد من الشخصيات المهمة في مختلف المجالات، ومنهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفاتن حمامة ويوسف وهبي ومحمد عبد المطلب ومحمود شكوكو وأحمد رمزي، إلى جانب الملك حسين وأحمد بن بِلة وهواري بومدين والمشير عبد الحكيم عامر، وحولت تحقيقاتها الصحفية إلى تحقيقات إذاعية، فنالت جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، وحصلت على لقب «ملكة الكلام» للوطن العربي، وكانت من أهم من ساهم في دعم الأعمال الخيرية على مستوى مصر، حيث نسقت مع حالات متعددة ليعالجها جراح القلب المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب، وجعلت من البرنامج مساحة لجمع التبرعات لمستشفيات القلب والأورام.
عدد اليوم
