الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل… الحكومة الجديدة ضربة لنتنياهو

16 مارس 2013 23:57
جويل جرينبيرج القدس تم التوقيع يوم الجمعة الماضي على اتفاق تشكيل حكومة ائتلافية بين رئيس الوزراء، نتنياهو وشريكيه الرئيسيين اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك قبل أيام من الزيارة المرتقبة لأوباما. ورغم النزاع الأخير الذي نشب بين أقطاب الحكومة حول بعض القضايا تمكن الشركاء السياسيون من تذليل العقبات وتسوية الخلافات قبل الأجل النهائي الذي حدد في يوم السبت المنصرم، بحيث من المتوقع أن تؤدي الحكومة قسمها يوم الاثنين المقبل بعد نيلها ثقة الكنيست... هذا الاتفاق الذي أفضى إلى حكومة ائتلافية يمنح حقائب وزارية إلى قادة الحزبين الرئيسيين اللذين برزا كنجمين سياسيين في انتخابات شهر يناير الماضي، وهما «يائير لابيد» من حزب الوسط، «يوجد مستقبل»، الذي حصل على ثاني أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، ثم «نافتالي بنيت»، زعيم حزب اليمين «البيت اليهودي» الذي يمثل المستوطنين. والحقيقة أن تحالف الحزبين الثاني والثالث وتشكيل تكتل موحد في المفاوضات مع نتنياهو ضغط على رئيس الوزراء للاستجابة لعدد من طلباتهم وإقصاء الأحزاب الأرثوذكسية، التي شاركت في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة طيلة عقود من الزمن... تلك الأحزاب دأبت على استخدام نفوذها لتمويل المدارس الدينية، وحلقات التوراة، وباقي المؤسسات الدينية، لكن مع خروجها من الحكومة الحالية وتصاعد نفوذ الجهات العلمانية في الحكومة، يتوقع المراقبون انخفاض المخصصات الحكومية للأنشطة المختلفة، التي يقوم بها اليهود المتدينون. وفيما عدا القضايا الداخلية التي من المتوقع أن يملي أجندتها الشركاء الحكوميون من خارج المنظومة الدينية المتشددة، التي لعبت في السابق دوراً مؤثراً في القرارات الحكومية، بعثت التشكيلة الحكومية الجديدة التي يترأسها نتنياهو الذي أضعفت نتائج الانتخابات تأثيره برسائل متضاربة، بشأن دفع عملية السلام مع الفلسطينيين، وهي القضية التي من المتوقع أن تتصدر أجندة أوباما خلال لقائه بالمسؤولين الإسرائيليين في الأسبوع المقبل. فالكتلة التي تترأسها «تسيبي ليفني»، وتضم حزب «هاتونا» الصغير بالإضافة إلى حزب «يوجد مستقبل» تريد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وكسر الجمود الذي يخيم على عملية السلام المتوقفة. لكن في الوقت نفسه مُنحت حقائب وزارية مهمة في إطار التشكيلة الحكومية الحالية لحزب «البيت اليهودي» الذي سيتولى مسؤولوه مواقع تساعدهم على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعرقلة التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفي تفاصيل توزيع الحقائب هناك «لابيد»، الذي جاء إلى السياسة حديثاً وجعل من إصلاح الشأن الداخلي موضوعه الرئيس خلال حملته الانتخابية، حيث سيتولى وزارة المالية، كما سيتولى حزبه أيضاً وزارة التعليم، حيث يستطيع الحزب وقف تمويل المدارس الدينية التي يعارض إغداق الأموال العامة على إدارتها. بالإضافة إلى ذلك، مُنحت حقيبة الاقتصاد والتجارة للشريك الآخر في الائتلاف الحكومي، «بنيت» الذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات. وسيحصل الحزب كذلك على وزارة الإنشاءات والإسكان التي تلعب دوراً مهماً في منح التراخيص للمستوطنين، بل الأهم من ذلك حسب عدد من المراقبين ترؤس حزب «البيت اليهودي» للجنة المالية المهمة في البرلمان، التي تتمتع بتأثير كبير في عملية تخصيص الأموال للمشاريع. ولعله من القضايا المهمة التي تنتظر الحكومة الجديدة التعهد الشعبي الذي عبر عنه حزبا «يوجد مستقبل»، و«البيت اليهودي» أثناء حملتهما الانتخابية بضرورة «تقاسم الأعباء» في إحالة إلى تجنيد اليهود المتدينين في الجيش وأدائهم الخدمة العسكرية، أو المشاركة في الخدمة المدنية، وهي الأعباء التي يعفى منها حالياً اليهود المتدينون بدعوة متابعة الدراسة الدينية وحصولهم على تعويضات حكومية دون القيام بالخدمة العسكرية. ورغم إصرار نتنياهو خلال مفاوضات تشكيل الحكومة على إشراك الأحزاب الدينية باعتبارهم حلفاءه التقليديين ضمن ائتلاف واسع، فإنه اصطدم بمعارضة «لابيد» و«بنيت». وإنْ كان التحالف الحالي الأصغر حجماً الذي يتوافر على 68 مقعداً من أصل 120 مقعداً يتكون منها الكنيست الإسرائيلي يبقى مهدداً بالانهيار في أي لحظة، إذا قرر أحد شركاء نتنياهو الأساسيين مغادرة الائتلاف. ومن الأحزاب الدينية التي أقصيت من التشكيلة الحالية، حزب «شاس» للمتدينين اليهود الشرقيين الذي شارك في حكومات متتالية إلى أن أُقصي آخر مرة في عام 2003 من قبل والد «لابيد»، يوسف، الذي عارض حزبه «شيوني» بشدة انضمام حزب «شاس» إلى حكومة شارون. وعن تشكيلة الحكومة الحالية يقول «إيتان جيلبوا»، المحلل السياسي بجامعة بار إيلان «إن الحكومة الحالية تمثل هزيمة قاسية لنتنياهو، فهو كان يريد تشكيلة مغايرة تماماً، لكنه فشل في كسر تحالف «لابيد» و«بنيت»، لذا حصل على حكومة بقاعدة صغيرة يمكنها الانهيار في أي وقت بانسحاب أحد الشريكين، ومع ذلك استطاع نتنياهو الحفاظ على حقائب وزارية مهمة في أيدي حزب «الليكود» والحزب القومي المتحالف معه «إسرائيل بيتنا»، الذي خاض الانتخابات مع نتنياهو في لائحة مشتركة. كما حصل «موشي يعلون» من حزب «الليكود» الذي شغل في السابق منصب رئيس هيئة الأركان على حقيبة وزير الدفاع. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©