السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء الضيوف يدعون إلى التوحد والاصطفاف ضد ما يهدد الأوطان

العلماء الضيوف يدعون إلى التوحد والاصطفاف ضد ما يهدد الأوطان
18 يونيو 2016 14:53
إبراهيم سليم (أبوظبي) شدد العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»خلال محاضراتهم بالمجالس الرمضانية والمساجد على ضرورة مواجهة المخاطر التي تتهدد الأمة، كل في موقعه، والوقوف ضد محاولات إثارات الفتن وإثارة القلاقل من جانب بعض الذين يتبنون أفكاراً بعيدة عن سماحة الإسلام، ولاتمت إليه بصله، وتجنب الأفكار التي ترتدي عباءة الدين، لتحقيق أطماع ومصالح جماعات وأحزاب وفئات ضالة مضلة. وشدد العلماء على وجوب طاعة ولي الأمر، مشيرين إلى الأحاديث النبوية الواردة في طاعة ولي الأمر وتعظيم أمره كثيرة، وأن المسلمين مأمورون عقائدياً بطاعة ولي الأمر، بنص الكتاب والسنة، داعين إلى التوحد والتآزر والوقوف صفاً واحداً ضد كل ما يتهدد الأوطان، من أخطار، أو تبني أفكار بعيدة عن الشريعة الغراء وتعاليمها، قد تزعزع الاستقرار، وضرورة الالتزام بالجماعة وعدم الخروج عليها مؤكدين على وجوب طاعة ولي الأمر امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى، في كتابه العزيز ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وأكد العلماء أن هذه الطاعة تأتي أيضاً امتثالا لأمر رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث قال:«من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني»، وعن عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: « دعانا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبايعنا، وكان فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في مكرهنا ومنشطنا، وعسرنا ويسرنا، وألا ننازع الأمرَ أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً، عندكم فيه من الله بُرْهان» وقال: «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات مِيْتَة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عميّة، يغضب لعصبية، أو يدعو لعصبية، أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب بَرها وفاجرها ولا يتحاشى عن مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه». وفي هذا السياق ألقى الدكتور محمود حسن عبد الحق الأستاذ بجامعة الأزهر محاضرة حول «طاعة ولي الأمر بين الكتاب والسنة والإجماع» بمدرسة الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية بمدينة الشارقة، وساق فيها من الأدلة الدامغة بالكتاب والسنة والإجماع، على وجوب الطاعة، وعدم مفارقة الجماعة، لما في ذلك من خطر على وحدة الأمة، وقد يؤدي إلى هلاكها، وأشار إلى ماذكره سهل بن عبد الله»: لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم ». ونقل بدر الدين ابن جماعة عن الطرطوشي في قوله تعالى: «وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ » قال معناه : لولا أن الله تعالى أقام السلطان في الأرض، يدفع القوي عن الضعيف ، وينصف المظلوم من ظالمه ؛ لتواثب الناس بعضهم على بعض ؛ فلا ينتظم لهم حال، ولا يستقر لهم قرار، فتفسد الأرض ومن عليها، ثم امتن الله على عباده بإقامة السلطان لهم بقوله: { وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } . وأشار الى قول الفقيه أبو عبد الله القلعي الشافعي في كتابه التهذيب « لو خلا عصر من إمام ، لتعطلت فيه الأحكام ، وضاعت الأيتام ، ولم يحج البيت الحرام، لولا الأئمة والقضاة والسلاطين والولاة ، لما نكحت الأيامى ولا كفلت اليتامى، لولا السلطان ؛ لكان الناس فوضى ولأكل بعضهم بعضا «. لافتاً الى قول الحافظ ابن حجر : «أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء». فضل طاعة أولي الأمر وعدد الدكتور عبدالحق ، فضل وثمار طاعة أولي الأمر»، وأن لطاعة أولي الأمر، ووجوب امتثال أمرهم، آثارها على الفرد والمجتمع، مؤكداً هذا الامتثال لأوامر اللَّه من أعظم الأدلة على عبودية الإِنسان لله، وخضوعه له وإِيمانه به، وفي هذه الطاعة ترويضاً للرعية، وتربية لها على الطاعة والانقياد لمن شرع اللَّه طاعته عموماً، كما تتلاحم الأمة وتتماسك، وتقوى الصلة بينهم جميعاً، سواء بين الراعي ورعيته، أم بين الرعية (بعضهم ببعض)، وبهذا تتحقق وحدة الأمة بل قوتها، وكذلك انتظام أمور الدولة وأحوالها، وأن تطبيق الشريعة بأصولها وفروعها لا يتحقق إِلا بطاعة الراعي، بل لا تتحقق مصالح العباد العاجلة والآجلة إِلا بها. ولفت إلى أن من ثمار طاعة ولي الأمر، إِشاعة الأمن والاستقرار في ربوع ديار الإِسلام، والتغلب على الهوى والنفس اللذين يجران إِلى الجريمة والتمرد والعصيان، وهذا كفيل في تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في النفس والمجتمع والبلاد، وظهور الأمة المسلمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء، فإِذا كانت هذه الأمة تأتمر بأوامر قيادتها العليا في غير معصية اللَّه، فإِن هذا سيكون له أثره على الأعداء بلا شك، لما فيه من معاني الاتحاد والائتلاف والتماسك بين أفراد الأمة، كما أنها سبب للنصر على العدو، إِذ بها تجتمع الكلمة وتلتحم الصفوف وتتحد القوى. حقوق ولي الأمر حذر الدكتور محمود حسن عبد الحق الأستاذ بجامعة الأزهر من عصيان ولي الأمر والتمرد عليه، والخروج عليه بلا مبرر شرعي، أو طاعته في معصية من معاصي الله سبحانه، حتى لا يؤدي ذلك إِلى مفاسد كبيرة، فالخروج على الحاكم والعصيان، هو عصيان لله ورسوله، ويجرئ الرعية على التمرد والمخالفة لأوهى الأسباب، ويفرق شمل الأمة، ووسيلة للفوضى، وسبب للخوف والذل، وعنوان ضعف الأمة وذهاب ريحها، وسبب الهزيمة أيضًا. وأكد أن لولي الأمر على رعيته حقوقاً، منها الطاعة له ظاهراً وباطناً، في كل ما يأمر به أو ينهى عنه، إلا أن يكون معصية، وبذل النصيحة، بلباقة ودون تشهير، مشيراً الى أن عياض بن غنم ، روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبدها علانية وليأخذ بيده وليخل به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى ما عليه.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©