الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيادة التوني: المحاماة مهنة شوهتها الدراما

سيادة التوني: المحاماة مهنة شوهتها الدراما
20 مارس 2011 19:45
تعتبر مهنة المحاماة ضيفة زاوية مهنتي لهذا اليوم من المهن المرتبطة ارتباطا وثيقا بالقانون فهي تسعى إلى تأكيد سيادته أثناء الدفاع عن حقوق الناس ورد المظالم، مما يسهم بتوعيتهم قانونيا بواجباتهم وحقوقهم. ولتسليط الضوء على حياة المحامين والمحاميات المهنية وما يحكم هذه المهنة من أخلاقيات وما طرأ عليها من تغيرات التقينا المحامية الإماراتية القديرة سيادة التوني والتي تعتبر أنموذجا يقتدى به بعد أن بنت سمعتها الطيبة في عالم القضاء الإماراتي منذ ما يزيد على 35 سنة. تقول التوني عن سبب اختيارها لدراسة القانون والعمل في المحاماة: “درست القانون لأنني وجدت في شخصيتي وميولي ما يدفعني نحوها فمنذ صغري وأنا أتمتع بشخصية قوية جدا وجريئة ولها وجودها، وعندما توفت والدتي رحمها الله وأنا لا أزال على مقاعد الثانوية قمت بإدارة البيت ورعيت إخوتي وتحملت مسؤوليتهم بجدارة نتيجة لما أمتلكه من شخصية حنونة وحازمة في آن واحد، وكانت ولا زالت تستهويني قراءة صفحة الحوادث وتشدني كثيرا قبل أن أتصفح أي صفحة أخرى في الصحف وكذلك المسلسلات أو الأفلام البوليسية والتي فيها الجرائم وطريقة الوصول إلى المجرم حتى وجدت نفسي أقع في غرام المحاماة وأختارها كطريق أسلكه في سنوات حياتي، حيث التحقت بجامعة القاهرة وحصلت على ليسانس حقوق منها بالإضافة إلى دبلوم في القانون العام والذي يعادل سنة أولى ماجستير وتوقفت لانشغالي بتربية الأولاد والعمل. أول امرأة تستذكر التوني بداياتها في العمل في المحاماة والتي كانت في إمارة الفجيرة حيث لم يسبقها أحد في هذا المجال سواء من النساء أو الرجال: “بعد أن تخرجت منحني صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة أول ترخيص لمزاولة مهنة المحاماة في الفجيرة وذلك في عام 1975 إذ لم يكن يوجد أي محام أو محامية حينها في هذه الإمارة، ولم يكن الناس يعرفون معنى كلمة محام وما المهام التي يقوم فيها مما جعل الأمر صعبا وجميلا في ذات الوقت، وصعوبته تكمن أن علي أن أشرح وأبين للناس ما دوري وما تعنيه مهنتي بعكس الآن فالناس يعرفون ذلك فقد قمت في تلك المرحلة بنشر ثقافة القانون وأخذ الحق بينهم ولأنني كنت الوحيدة فكان الناس يتوافدون علي بشكل كبير فتعرضت لضغط العمل لكنني كنت فرحة جدا بطيبتهم وبساطتهم وأخلاقهم العالية التي لمستها منهم عبر تعاملي معهم لدرجة أنني لا زلت أحتفظ بعلاقتي بهم حتى يومنا هذا منذ 35 سنة، ولا شك أن بعض الناس استهجنوا الأمر فكيف يوكلون امرأة للدفاع عن قضاياهم وهم رجال فهذا عيب كبير في حقهم حيث كان وجودي يثير غرابتهم ولم يعتادوا على رؤية المرأة وهي تخرج للعمل وتزاحم الرجال !! “ بقيت التوني لمدة 4 سنوات في الفجيرة تمارس المحاماة وحدها حتى بدأ أمر وجودها عاديا ومقبولا وغير مستهجن، ومنذ 12 سنة تقريبا انتقلت لتفتح مكتبها في مدينة العين لأن أولادها وبناتها كبروا وصاروا يرغبون في الدراسة في جامعة الإمارات ولا يرغبون الالتحاق بالسكن الداخلي فقررت أن تأتي معهم ليسكنوا في مدينة العين وتبقى قريبة منهم وتؤدي واجبها كأم تجاههم. تبين التوني أن مهنة المحاماة تطورت عما كانت عليه في الماضي فوجود محاكم عدة في الإمارات يعكس اهتمام الدولة بالقضاء كما صار يوجد نقابة للمحامين ولجان قيد المحامين تقرر منح المحامين الوافدين التراخيص التي تسمح لهم بمزاولة المهنة في الدولة، كما دخلت التكنولوجيا بأجهزة الكمبيوتر مهنة المحامين وسهلت عليهم الكثير من الإجراءات المتعلقة بالحصول على الأوراق الثبوتية التي يحتاجونها في قضاياهم بالإضافة إلى كتابة المذكرات والمراسلات عبر الإيميلات وما شابه ذلك. المحامي الناجح تصف التوني المحامي الناجح بأنه ذاك المحامي الذي يتعامل بضمير وأمانة وإخلاص مع قضاياه ويصدق مع موكليه ولا يجزم لهم بأنه قادر على كسب القضية فهو ليس من يحكم فيها بل يجب أن يقول لهم سأبذل قصارى جهدي ويبذل قصارى جهده بالفعل ولا يهمل قضية على حساب أخرى فأكثر ما يؤلمني عندما يأتي أحد زملائي المحامين ويطلب مني نتيجة انشغاله أو إهماله أن أقدم له إنابة ومذكرة بحجز الدعوى للحكم وبينما أقدمها للقاضي أشعر بغصة في قلبي فلم يقف المحامي للدفاع أمام المحكمة وتقديم دفوعه واكتفى بالمذكرة المكتوبة مما قد لا يكفي للدفاع عن المتهم أو إنقاذه من المشكلة فأتألم كثيرا على هذا المتهم ولا أملك أن أرفض طلب زميلي الذي أوقعني في الحرج. صورة المحامي في الدراما وهذا لا يمنع بحسب التوني وجود محامين قمة في العطاء سمعتهم طيبة ويعملون لموكليهم بذمة وضمير ولا يقلبون الحق باطلا وللأسف أن بعض الناس ووسائل الاعلام بالأخص المسلسلات والأفلام ترسم صورة المحامي بشكل مغلوط لا يليق به فمهنته مهنة الشرف والأمانة بل مهنة إنسانية بحتة وهم يرسمون صورته بأنه إنسان كذاب ومخادع وكسبه حرام وهم في ذلك يتعرضون للنماذج السيئة ويتركون النماذج الإيجابية المشرفة الكثيرة في كل مكان.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©