أولمرت: التهدئة آخر فرصة لـ حماس

أوقفت اسرائيل وحركة ''حماس'' القتال في قطاع غزة امس، لكن مع ضآلة احتمالات السلام عبر كل من الجانبين، عن تشككه في ان تصمد التهدئة التي توسطت فيها مصر، وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حركة ''حماس'' من ان التهدئة تمثل ''آخر فرصة'' لها قبل شن هجوم على قطاع غزة، بينما اعلن مكتبه انه سيزور القاهرة الثلاثاء المقبل· وقبيل بدء سريان التهدئة بساعة واحدة، استشهد مقاوم من ''كتائب القسام'' التابعة لـ''حماس'' يدعى رامي ابو سويرح واصيب اثنان آخران بجروح في قصف اسرائيلي، استهدف مجموعة من المقاومين في منطقة جحر الديك شرق البريج شرقي قطاع غزة· ويتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى مصر الثلاثاء المقبل لاجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، حسبما اعلن مكتبه امس· واضاف ان الزعيمين ''اتفقا قبل اسبوعين على اللقاء لمناقشة عدد من المسائل الاقليمية والعلاقات الثنائية''· وجاء الاعلان بينما اعلن مسؤول اسرائيلي ان مبعوثاً عن اولمرت سيتوجه الى مصر الثلاثاء لبحث مسألة تبادل الاسرى مع الفلسطينيين· وتسعى اسرائيل الى ضمان الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط (21 عاماً) الذي اسره نشطاء فلسطينيون في غزة قبل عامين· وتابع المسؤول ان ''اسرائيل تعلم ان عليها ان تدفع ثمناً غالياً للافراج عن شاليط وتفرج عن العديد من الارهابيين الفلسطينيين''· وصرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاسرائيلية امس، بأن اسرائيل وحركة ''حماس'' ستجددان في القاهرة الاسبوع المقبل، محادثات غير مباشرة، حول تبادل الاسرى بمن فيهم الجندي الاسرائيلي الاسير· وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان عوفر ديكيل مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخاص سيتوجه الى القاهرة الثلاثاء المقبل لاجراء محادثات ترتبط بالتهدئة في غزة التي بدأ سريانها امس· وقالت مصادر فلسطينية مطلعة امس: إن مفاوضات حثيثة ومستمرة ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة، بين وفد من''حماس'' وآخر من الحكومة الإسرائيلية بوساطة مصرية، في مسعى للتوصل إلى اتفاق سريع حول تبادل الجندي الأسير بأسرى في السجون الإسرائيلية· وقد بدأت التهدئة الساعة السابعة صباح امس بتوقيت الامارات، بعد يوم آخر من العنف عبر الحدود، سقطت خلاله عشرات الصواريخ الفلسطينية يدوية الصنع وقصيرة المدى وقذائف المورتر على مستوطنات جنوب اسرائيل لكنها لم تسبب أضراراً خطيرة· وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ''حماس'' من ان التهدئة التي تم التوصل اليها بوساطة مصرية هي الفرصة الاخيرة للحركة لتجنب هجوم عسكري اسرائيلي آخر على قطاع غزة· وقال اولمرت في مقابلة مع صحيفة ''سيدني مورنينج هيرالد'' الاسترالية: ان مؤيدي ''حماس'' وشعب غزة ''طفح بهم الكيل من حماس'' بعد سنوات من العنف· وقال اولمرت للصحيفة: أعتقد ان استراتيجية ''حماس'' التي لا تريد ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود في المقام الاول، والتطرف والتعصب والتعسف الديني، هم عدو السلام· واضاف: ''لقد بلغنا نهاية تسامحنا فيما يتعلق بالارهاب في غزة''· وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في حديث مع صحيفة ''لوموند'' الفرنسية بأنه لا يستطيع ان يتكهن بما اذا كانت الهدنة ستستمر ''يومين او شهرين''· وقال باراك: تاريخياً نحن على طريق مواجهة مع ''حماس''· لكن رغم ذلك من المنطقي انتهاز هذه الفرصة· مستوطنون يحرقون العشرات من أشجار الزيتون في الضفة نابلس (ا ف ب) - أحرق مستوطنون امس، العشرات من أشجار الزيتون في قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بعد صدامات مع الشرطة الاسرائيلية، على ما أفاد سكان· وقال الشهود ان المستوطنين الذين قدموا من مستوطنة ''يتسحار'' احرقوا اشجار الزيتون وحقول قمح في قرية بورين قرب نابلس بشمال الضفة الغربية· وجرت اعمال التخريب هذه ليل الاربعاء- الخميس وقبيل ظهر امس· واكد سكان من المستوطنة لوكالة ''فرانس برس'' انهم احرقوا حقولا احتجاجا على تدمير الشرطة الاسرائيلية الخميس منزلا في ''يتسحار'' بعدما دمرت منزلا في اليوم السابق في مستوطنة مجاورة، بحجة بنائهما بشكل مخالف للقوانين· وكانت قد وقعت صدامات بين قوات الأمن والمستوطنين لدى تدمير المنزل في ''يتسحار''· وقال المتحدث باسم الشرطة داني بيليغ لوكالة ''فرانس برس'': ''هاجم سكان رجال الشرطة بالحجارة ما ادى الى اصابة عشرة من أفراد الشرطة نقل اربعة منهم الى المستشفى''· وقال المتحدث ان الشرطة كانت أجرت في وقت سابق، عملية دهم في المدرسة التلمودية في ''يتسحار'' بحثا عن أسلحة غير مرخصة من دون ان تعثر على شيء· زعيم المعارضة الإسرائيلية ينتقد اتفاق التهدئة تل أبيب (د ب أ) - انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس حزب ''الليكود'' بنيامين نتنياهو امس، اتفاق التهدئة المتبادلة بين إسرائيل وحركة ''حماس'' في قطاع غزة· وقال نتنياهو في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية: ''إن الأوضاع الأمنية في التجمعات السكنية في النقب (المحاذية لقطاع غزة) هي بمثابة خزي وعار لإسرائيل''· وأضاف ''أنه من المخجل أن تسمح إسرائيل لحركة ''حماس'' بأن تتسلح من دون أي عائق استعداداً للمواجهة القادمة''· واعتبر أن صانعي القرار (الحكومة الإسرائيلية) لم يطالبوا بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط الذي يحتجزه مقاومون فلسطينيون في غزة· وقال نتنياهو: ''إن الهدنة خطأ فادح''· وأضاف: ''إنه اتفاق مع إسرائيل يسمح لـ(حماس) بتعزيز صفوفها وبالتسلح''· وقلل أفيجدور ليبرمان زعيم حزب ''إسرائيل بيتنا'' المتطرف أمس، من فرص صمود اتفاق التهدئة المتبادلة، وقال في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية: ''إن المفاوضات مع (حماس) تشبه البالون الذي سينفجر عما قريب''· وأضاف: ''ان التهدئة الحالية ستنتهي مع بدء مناقشة ملف (الجندي الأسير في قطاع غزة منذ عامين) جلعاد شاليط أو فتح المعابر الحدودية بين القطاع وإسرائيل أو بين القطاع ومصر''· الجهاد: التهدئة لم تلبِ مطالب الشعب غزة (د ب أ)- قال القيادي في حركة ''الجهاد الإسلامي'' نافذ عزام، إن التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لم تلب مطالب ورغبات وطموحات الشعب الفلسطيني· وأضاف في تصريح إذاعي أمس، إن من الصعب توقع أن تصمد التهدئة مع إسرائيل· وأكد عزام أن التهدئة ناقصة ولم يقتنع الفلسطينيون بأنها قدمت لهم شيئاً، مشيراً إلى أن ''الجهاد'' قالت منذ البداية، إنها تتحفظ على بنود وردت في ورقة التهدئة أهمها، هو الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة من حيث سريان التهدئة، كذلك عدم الوضوح فيما يتعلق بفتح وآلية تشغيل معبر رفح· وقال:''إن التزامنا بالتهدئة الآن هو من أجل الصالح العام، ومن واقع مسؤوليتنا تجاه الشعب والقضية الفلسطينية· وكان نائب الأمين العام لحركة ''الجهاد الإسلامي'' زياد النخالة قد وجه نقداً الى اتفاق التهدئة واعتبره اتفاقاً أمنياً تحت عنوان ''التهدئة مقابل تهدئة''·