الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وطن السعادة

وطن السعادة
6 مايو 2017 22:55
التقارير الدولية المعنية بقياس مؤشرات الرضا والسعادة تؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبوأ مكانة متقدمة عربياً ودولياً، وأن مبادراتها في هذا الشأن أصبحت تحظى بالإشادة والتقدير، لأنها تنطلق من الاستثمار في الإنسان والارتقاء بقدراته في الإبداع والابتكار. فالإمارات تشغل الآن المرتبة الأولى عربياً والـ28 عالمياً على مستوى العالم كأسعد الشعوب، بحسب تقرير السعادة العالمي، وهو ما يدفع الجهات المعنية لبذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذه المكانة، بل والارتقاء إلى قائمة أفضل 5 دول على مستوى العالم. ولعل إحدى أهم المبادرات التي تحسب لدولة الإمارات، هي قرارها الخاص بإنشاء وزارة للسعادة، تكون معنية ليس فقط بإسعاد أفراد المجتمع، وإنما أيضاً بجعل السعادة منهج حياة وثقافة عامة، وقيمة لا غنى عنها، وليس أدل على ذلك من تدشين الحكومة برنامجاً وطنياً للسعادة والإيجابية، يستهدف تضمين السعادة في سياسات وبرامج وخدمات الدوائر والمؤسسات الحكومية كافة، وترسيخ قيم الإيجابية والسعادة كأسلوب حياة في الإمارات، وذلك من خلال اختيار 60 رئيساً تنفيذياً للسعادة والإيجابية في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وتأهيلهم، ليشكلوا بذلك الجيل الأول من الرؤساء التنفيذيين للسعادة والإيجابية في حكومة الإمارات، لتكون الإمارات بذلك هي أولى دول العالم التي تستحدث دور الرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية. ومن هنا نستذكر فكر وفلسفة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومقولته الخالدة التي يؤكد فيها أن «لا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب». وفي مقدمة كتابه القيم «تأملات في السعادة والإيجابية»، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «نعم يمكن أن يكون دورنا أعمق وأكثر تأثيراً وإلهاماً عندما نسعى لإسعاد الناس، دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم، وخلق البيئة وليس التحكم فيها.. نعم وظيفة الحكومات تمكين الناس وليس التمكن منهم، نعم وظيفة الحكومات تحقيق السعادة». السعادة الحقيقية في الإيمان الحق والعقيدة الصحيحة، لأن هذا الأصل الذي تبنى عليه جميع الطاعات من العبادات والأخلاق والمعاملات.. يقول الله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» وذلك منتهى السعادة لأن المؤمن لا يسعد إلا بالقرب من الله تعالى ومناجاته ليلاً ونهاراً وليست العبادة فقط في هذه الأمور وإنما العبادة في كل ما يقرب إلى الله تعالى من الأعمال. وإذا تخلق المؤمن بأخلاق الإسلام، فإن فيها السعادة التامة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ومن هنا كانت الإشادة الأممية بالبرامج المتميزة التي أنجزتها الإمارات وأسهمت في نشر السعادة والتسامح والإيجابية في المجتمع، وإدخالها برامج متعددة لنشر مفهوم السعادة، من خلال برامجها الثقافية والتعليمية وعمل مؤسساتها في القطاعات كافة. د. محمد سليمان فرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©