خيام الشعر وسعف النخيل جزء من المشهد الحضاري ورمز الارتباط بالماضي

لا يزال حبّ الخيمة سواء أكانت من الشعر أو من سعف النخيل والحطب، يتربع على قلوب مواطني دول الخليج عامة وبين مواطني الدولة بصفة خاصة البسطاء منهم أو الأثرياء، ليمتد عشقها إلى العرب وحتى الأوروبيين والآسيويين، فكل يستطع اختيار سعر خيمته الذي يصل إلى 100 ألف درهم· وبالتأكيد، يتأثر السعر بسبب المواد المستخدمة، أو المساحة التي تقام عليها الخيمة أو المظلة أو العريش· ويتراوح سعر إنشاء الخيام المصنوعة من الشعر مابين 15 ألفاً إلى 100 ألف درهم، ويبلغ سعر المتر المربع مابين 500 - 700 درهم حسب المواد والمساحة، أما أسعار الخيام المصنوعة من الحطب ومنتجات النخلة من سعف وحبال ليفية، فتتراوح مابين 400 إلى 3000 درهم· سالم بن معدن الكتبي -الشاعر والراوي المعروف- يتجمع الجيران والأصحاب كل يوم في منزله سواء على الغداء أو العشاء، وسواء أكان سالم في المنزل أو لم يكن، فإن الجميع يعلمون أن بيته منزل كرم· لذا قام سالم بإنشاء خيمة كبيرة تستقبل يومياً أصحابه وأصحاب أبنائه؛ لأن سالم لا يرغب في أن يعتاد الأبناء على الوجود في الشوارع ومراكز التسوق، وكي يعتاد الأبناء آداب الاستقبال والضيافة والإنابة بدل والدهم عندما لا يكون موجوداً في المدينة، بحسب ما يقول· ويعبر سالم عن إيمانه بأن مثل هذه الخيام ترسخ قيم وأساليب الضيافة وآداب الحديث وحسن استقبال الضيف والجار، كما قام أيضاً بإعداد ''حضيرة برزة'' من سعف توقد فيها جمرات النار في الشتاء كي يتم إعداد القهوة على الطريقة التقليدية، كما أنشأ ملعباً لكرة القدم، إلى جانب ليالٍ للقصيد والشلة والردحات الشعرية في داخل خيمة الشعر· أما عبدالله سعيد صالح من الفجيرة، فإن خيمة الشعر الخاصة به مصنوعة من الصوف الملون، وهي منتجة بطريقة السدو، وقال: ''إن لها نظاماً عازلاً لحرارة الصيف وأيضاً للبرد في الشتاء''، وهي تراثية الديكور والتنسيق، وتستخدم طوال أيام السنة ويمكن أن يستقبل فيها الضيوف من النساء، عندما يأتي عدد كبير من الزوار· وطوال أيام شهر رمضان يستقبل صالح في خيمته، الأصحاب والجيران عند الإفطار وبعد صلاة العشاء لـ''الغبقة'' (الوجبة الدسمة) التي تؤكل بعد صلاة العشاء ولا يتم تناول طعام بعدها حتى السحور· سليمان الشامسي، صاحب أحد أشهر مصانع إنتاج الخيام والمظلات المنتجة من مكونات النخلة، يقول: إن منتجات النخلة نادرة، لذلك فإن سعر المظلات والخيام يبدأ من 400 درهم إلى 3000 درهم للمتر المربع؛ لأن بعض المظلات قد تحتاج فقط إلى أعمدة وسقف والبعض يحتاج إلى سقف وأرضية وجوانب، وتضاف للمشروع أخشاب المرنتي· ويقول سليمان: إن هناك الكثير من الأفكار والمبتكرات التي يمكن أن تنفذ لتعطي إضافات خلابة ومبهجة للمنزل، وتعكس شخصية صاحب المنزل، أو تبرز ارتباط الشخصية بالبيئة المحيطه به، حتى أن الأوروبيين يبدون تأييدهم للطبيعة، والعودة لكل ما هو طبيعي بإقامة بعض الأثاث من البيئة المحلية أو الطابع التراثي الإمـــاراتي، دلالة على حبهم للطابع المحـلي· ويتم تنفيذ الفكرة بعد أن يقوم الراغب في شيء من التراث المحلي ببحث الفكرة مع سليمان، على أن البعض يرغبون في تنفيذ أفكارهم كما يتخيلونها هم، ويرفضون أي اقتراح لتبديل أو حذف أو إضافة أي تفصيل جديد، والبعض الآخـــر يقــول فكـــرتــــه ويتقبل المقترحات والإضافات والتغيير الذي ربما يدخل عليها، بحسب سليمان· ويود الكثيرون أن يكون لديهم شيء مميز عما شاهدوه من التصاميم التي تم رسمها أو تلك التي تم تنفيذها، وفق ســــالم الـــذي أشــــار إلى إقامتـــه ديكوراً لأكثر من 500 ألف بيت ومزرعة· أحد أشهر مصانع إنتاج خيام الشعر ومظلات البامبو والقصب والسعف، وضع نماذج لإنتاجه على الطريق في واحــــــة الــــذيــــــد، ولا يمكـــن لأي عـــــابــر لهذا الطـــريـــق إلا أن يتوقف أو يخفف ســـرعــتـــه، لمشاهدة المظلات والجلسات التي يمكن أن تجمع الأســـرة في مكـــان واحــــد في حديقة المنزل أو المزرعــة· وقال عبدالله مدير المصنع: إن بيوت السعف تبدأ أسعارها بـ300 درهم للمتر المربع الواحد، ويزداد السعر حسب الإضافات التي يطلبها الزبون ليبلغ 500 أو 600 درهم، بينما يتراوح سعر المتر المربع الواحد من خيام الشعر من 1000 درهم ليصل إلى 3000 درهم·