الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بنغازي تصد كتائب القذافي والمعارك توقع 26 قتيلاً

بنغازي تصد كتائب القذافي والمعارك توقع 26 قتيلاً
20 مارس 2011 00:00
شهدت بنغازي معقل المعارضة الليبية مع ساعات الفجر الأولى أمس قصفاً عنيفاً من قبل القوات الموالية للنظام ودارت في شوارعها معارك بالدبابات والقذائف الصاروخية، وذلك قبل إعلان المعارضة المسلحة على لسان نصر كيكيلي المحامي الذي يعمل في المركز الإعلامي، عن تمكن الثوار من إخراج قوات الزعيم الليبي من المدينة الساحلية مبيناً بقوله “سيطرنا على 4 دبابات داخل بنغازي.. قوات المعارضة دفعت قوات القذافي للتقهقر خارج المدينة وبدأت تمشط منطقة البوابة الغربية بحثاً عن قوات القذافي”. وقبيل صد القوات الموالية للنظام الحاكم، شوهدت مئات السيارات المكتظة بالمدنيين تغادر بنغازي أمس متوجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون شرق البلاد، فيما نقلت تقارير إخبارية عن مستشفى الجلاء بالمدينة أن 26 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب 40 آخرون بالقصف على المدينة. لكن وكالة الأنباء الليبية نقلت عن المسؤولين الليبيين نفيهم قصف بنغازي أو دخولها من قبل القوات الحكومية، مؤكدين التزام النظام بما أعلنه من وقف لإطلاق النار أمس الأول، وقالوا إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تتعرض لهجوم من المعارضة المسلحة قرب بنغازي. وفي مصراته، قال سكان المدينة التي يسيطر عليها المعارضون إن قناصة تابعين للحكومة يطلقون النار على الناس من فوق أسطح المنازل أمس وإن المستشفى لا يستطيع إجراء عمليات جراحية للمصابين لعدم توافر المخدر، بينما أكد مقيم أن القناصة أنفسهم قتلوا شخصين. وبالتوازي، أكد متحدث باسم المجلس الوطني الليبي المعارض أنه وقع قصف لبلدة الزنتان غرب ليبيا أمس، على أيدي قوات موالية للزعيم الليبي مشيراً إلى أن 5 قذائف سقطت على أطراف البلدة، قائلاً “هناك دبابات تتجه نحو المدخل الجنوبي للزنتان حوالي 20 إلى 30 دبابة تقصف المدينة والمناطق السكنية في الجنوب”. مع ساعات الفجر الأولى أمس، وصلت المعارك إلى بنغازي، فتعرضت المدينة لقصف عنيف ودارت في شوارعها معارك بالدبابات والقذائف الصاروخية. وبعد سماع سلسلة انفجارات على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، سمع هدير طائرة دون أن يتمكن أحد من رؤيتها. وبدأت القذائف تتساقط على بعد نحو كيلومترات عدة من وسط المدينة، وانتشرت سحب دخان سوداء فوق المدينة وتعرضت أحياء سكنية للقصف. واقترب قصف الدبابات من وسط المدينة، وسجل فرار عشرات السيارات من المدخل الجنوبي لبنغازي. وأفاد مصوران فرنسيان بأن ما لا يقل عن 15 دبابة تابعة لقوات القذافي باتت في قلب بنغازي. وكان الثوار ارسلوا ليل أمس الأول مئات الشبان للدفاع عن مدينة المقرون الواقعة على بعد 80 كلم جنوب بنغازي لمنع تقدم قوات القذافي. وليس هناك أي معلومات حول تطورات المعارك في هذه المدينة. وفي الأحياء الشمالية لبنغازي، تجمع شبان بالمئات في الشوارع وهم يطلقون صيحات التكبير ويحضون السكان على البقاء وعدم الفرار. إلا أن عشرات السيارات والشاحنات والباصات المحملة بالركاب مع أغراضهم، كانت تغادر المدينة هرباً من المعارك. وشوهدت طوابير طويلة أمام محطات الوقود والمخابز. وكلما ازدادت المسافة بعداً عن بنغازي باتجاه طبرق ازدادت حركة المغادرين الذين كان سكان المنازل المتوزعة على الطريق يستوقفونهم للاستفسار عن مجريات الأحداث في بنغازي. وقال أحد السكان الفارين “لا بد من سلوك الطريق الساحلي لأن الطريق الصحراوية إلى طبرق بأيدي قوات القذافي”. وحمل شاب على الطريق خارج بنغازي لافتة كتب عليها “أهلاً وسهلاً بكم عند أشقائكم في توكره” وهي مدينة تبعد نحو 50 كلم شمال شرق بنغازي. وفي قرية أخرى على الطريق نفسها، قام عدد من السكان بتوزيع أكياس تحتوي على مواد غذائية وزجاجات ماء لركاب السيارات الذين غادروا منازلهم على عجل في بنغازي. وقالت أم مهند التي غادرت بنغازي “غادرت عائلتنا المؤلفة من 16 شخصاً مع سقوط أولى القذائف على المدينة ونحن مستعدون للذهاب إلى أي مكان”. وذكر شاهد في اتصال هاتفي من بنغازي أن كتائب القذافي “تقصف أحياء سكنية بالسلاح الثقيل. لقد تلقوا أوامر بالقصف العشوائي. ما يحصل مجزرة”. وقال إن الأحياء غرب بنغازي “قصفتها قوات القذافي” لكن أي دبابة لم تدخل وسط المدينة. وأوضح الشاهد أن “دبابات المتمردين وحدها لا تزال وسط بنغازي، ولكن يمكن مشاهدة الميليشيات (قوات الزعيم الليبي) في أحياء عدة”. وأفادت مصادر المتمردين أن المدفعية والدبابات قصفت أحياء غرب المدينة وأصابت بعض القذائف وسط المدينة وخصوصاً شارع جمال عبد الناصر الرئيسي. ووقعت مواجهات عنيفة أيضا في الفويحات على بعد 5 كلم من وسط بنغازي بين المتمردين وكتائب القذافي “التي كانت تطلق النار من آليات وتلقي قنابل يدوية” وفق مصادر المتمردين. ناشدت المعارضة الليبية الغرب شن هجمات لوقف تقدم القوات في معقلها الشرقي. وقال معارضون إن قوات القذافي قصفت بنغازي بالدبابات والمدفعية والطائرات بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وقف إطلاق النار عقب قرار مجلس الأمن 1973 الذي سمح بالتدخل العسكري الغربي. ونفت الحكومة الليبية مهاجمة بنغازي وقالت إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار واتهمت مسلحين من “القاعدة” بمهاجمة القرى والبلدات في محاولة لاستثارة تدخل عسكري من الخارج. وقال خالد السايح المتحدث العسكري باسم المعارضين “لقد دخلوا بنغازي من جهة الغرب.أين القوى الغربية؟ قالوا إنهم سيهاجمون خلال ساعات”. ورأى شاهد من رويترز انفجاراً بالقرب من مبنى المجلس الوطني المعارض الذي كان محصناً بكتل خرسانية. وتحركت 6 شاحنات صغيرة عليها مدافع رشاشة إلى ساحل بنغازي. ولكن الأسلحة الخفيفة نسبياً في أيدي قوات المعارضة لم تصمد أمام نيران الأسلحة الثقيلة للقوات الموالية للقذافي. وفي أماكن أخرى بالمدينة ذكر المعارضون وقوع مناوشات وهجمات من جانب قوات القذافي الليلة قبل الماضية. وقال محمد دو وهو عامل في المستشفى ومساند للمعارضة “قصفت الطائرات المقاتلة الطريق إلى المطار وشنت غارة جوية على حي أبو هادي على أطراف المدينة”. وكان يتحدث من مكان يبدو أنه شهد اشتباكاً بين المعارضين ومن يزعمون أنهم اثنان من المرتزقة تسللا للمدينة كانا يقودان سيارة ذكروا أنه عثر بها على صندوق مليء بالقنابل اليدوية. وأطلق الرصاص على الاثنين وكانا يرتديان ملابس مدنية وقتلا وقدمت المعارضة بطاقتي هوية مضرجتين بالدماء قالوا إنها تثبت أنهما نيجيريان. وقال المعارض ميري درسي “كنا نجلس وأطلق علينا الرصاص من هذه السيارة ثم أطلقنا النار وبعد ذلك حدث تصادم”. وقال جمال بن نور وهو عضو في لجنة شعبية بأحد الأحياء لرويترز إنه تلقى اتصالاً يفيد بإنزال قوات حكومية من قوارب ولكن من المتعذر التحقق من هذه المعلومات. وفي وقت لاحق أمس، قال متحدث باسم المعارضة يدعى نصر كيكيلي وهو محام يعمل في المركز الإعلامي التابع للمعارضة في بنغازي إن الثوار قد أخرجوا تلك الموالية للزعيم الليبي من المدينة بنغازي. وأضاف كيكيلي “نحن الثوار سيطرنا على 4 دبابات داخل بنغازي. قوات المعارضة دفعت قوات القذافي للتقهقر خارج بنغازي ونمشط منطقة البوابة الغربية بحثاً عن قوات القذافي”. وقبل ذلك بقليل، احتفلت حشود في بنغازي بإنجاز قوات المعارضة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصادر في وزارة الدفاع قولها إن “عصابات القاعدة” هاجمت قوات العقيد القذافي المتمركزة غرب بنغازي مستخدمة طيارة مروحية وطائرة مقاتلة، معتبرة أن ذلك ينطوي على خرق لقرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي على ليبيا. وفي شمال مدينة الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس)، أطلقت قوات القذافي صباح أمس، صواريخ جراد فأصابت منزلين موقعة 6 جرحى، بحسب شاهد. وقد أطلق صاروخ جراد أيضا على المدينة الليلة قبل الماضية. وفي مصراتة، أكد مقيم أن القوات الموالية للقذافي أطلقت قذائف مدفعية على المدينة في ساعة مبكرة أمس، وقطعت إمدادات المياه عن المدينة. وأضاف أن قوات القذافي “قصفت البلدة بأربع قذائف..الوضع هادئ نسبياً الآن. لكنهم ما زالوا على أطراف البلدة.. وإمدادات المياه قطعت عن مصراتة”. ويقول السكان الذين يعيشون في مصراته إن القوات الحكومية لا تزال تحاول استعادة المدينة رغم قرار وقف إطلاق النار. وقال ساكن من مصراتة يدعى سعدون لرويترز عبر الهاتف “أقول لكم إننا خائفون ونحن بمفردنا”. وأضاف “لدينا قتيلان هذا الصباح..لأن هناك قناصة فوق بعض المنازل يطلقون النار على الناس.. يطلقون النار على كل من يرونه”. ويعيش سكان مصراتة في أزمة إنسانية حيث لا توجد مياه منذ أكثر من 3 أيام ولا كهرباء”. ولم يتسن على الفور التأكد من مصدر مستقل من تلك الأنباء الواردة من مصراتة لأن السلطات في طرابلس منعت الصحفيين من الوصول للمدينة.
المصدر: بنغازي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©