السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء على طريق القرآن

أبناء على طريق القرآن
18 يونيو 2016 20:50
أشرف جمعة (أبوظبي) إطلالتهم الوضاءة وإيمانهم العميق بأن السير في طريق القرآن هو المعيار الحقيقي للنجاح في الحياة جعل بعض الناشئة والشبان يدركون المعنى الحقيقي للالتصاق بآيات الذكر الحكيم وتلاوته بإحكام شديد وعذوبة صوت وأمام هذه التجربة التي عاشها بعض هؤلاء من خلال مشاركتهم في مسابقة أفضل مرتل برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الرمضاني 2016 التي ينظمها نادي تراث الإمارات يشعر كل واحد منهم بأنه يعيش حالة وجدانية عالية واللافت أن الوصول إلى حفظ كتاب الله كاملاً أو بعضاً منه لم يكن سهلاً وإنما جاء بالجد والاجتهاد والإصرار بحيث يرسم كل واحد مستقبله مع القرآن على أساس متين ومن ثم تعلم أسرار التلاوة والتجويد ووراء كل هذا المجهود أيضاً آباء وأمهات لديهم أيمان كبير بأن تحفيظ أبنائهم القرآن هو طريق الفلاح والنجاح. رتل وارتقِ لا يزال الشاب الإماراتي راشد علي خلفان النقبي يذكر اللحظات التي بدأ فيها مسيرة حفظ القرآن، حيث كان في الخامسة عشرة من عمره وفي هذه المرحلة تفتق وعيه وواصل الحفظ حتى أتم القرآن كاملاً ويلفت إلى أنه يعيش في خورفكان هذه المنطقة التي أغنت روحه جمالياً، خصوصاً أنه دائماً يرتل في أي مكان يمضي إليه، ويوضح أنه شارك منذ ثلاثة أعوام في مسابقة أفضل مرتل، وحصل على المركز الثامن وفي هذا العام يبلغ به الطموح مداه أملاً في الوصول إلى مركز أفضل، ويلفت إلى أن دولة الإمارات سنت سنة حسنة من خلال هذه المسابقة التي تشجع الأسر والأبناء على حفظ كتاب الله عز وجل، وتلاوته، بإتقانه فلكل مجتهد نصيب ويؤكد أن الذي ساعده على حفظ القرآن كاملاً ، هو التحاقه بمؤسسة تحفيظ قرآن في الشارقة فتكمن من أدواته وامتلك الثقة الكاملة. مزمار داود لاتزال ترن في أذن مولاي الحسين الطاهري 25 عاماً من المملكة المغربية كلمة رئيس لجنة التحكيم الدكتور إبراهيم الجنابي رئيس لجنة تحكيم مسابقة أفضل مرتل «لقد أوتيت مزماراً من مزامير داود»، لافتاً إلى أنه من خلال مشاركته في الجولة الأولى لم يسمع أي تعليق على قراءته إلا بالثناء الصادق والاحتفاء الذي أثلج صدره وجعله في أفضل حالاته المعنوية، ويذكر الطاهري أن أباه الذي يعمل خطيباً في أحد مساجد الإمارات حالياً هو صاحب الفضل عليه بعد الله عز وجل في حفظ القرآن، وإتمامه على هذا النحو فهو الذي يتولى تحفيظه وتعليمه أحكام التلاوة، ويبث في روحه الثقة ويدفعه للمشاركة في المسابقات الكبرى، مشيراً إلى أن الله وهبه جمال الصوت، وهو ما يجعله يطمح إلى أن يكون اسماً معروفاً في عالم تلاوة القرآن ليكون خادمه دائماً. صوت حسن من ضمن النماذج التي حققت بعض طموحاتها مع كتاب الله عز وجل، أحمد صلاح عبدالشافي 14 عاماً الذي يقول: مع بداية حفظي للقرآن أشياء كثيرة تغيرت في حياتي رغم حداثة سني، إذ إنني مطلوب مني بشكل مستمر أن أراجع ما حفظت على معلمي الشيخ في أحد مراكز التحفيظ ومع مرور الوقت عرفت أن القرآن يتفلت من الصدور لذا ثابرت كثيراً وجعلت لي ورداً كل يوم حتى لا أصاب بالإهمال وأنسى، كما أن تشجيع والدي كان له الأثر الكبير في إكمال مسيرة حفظ القرآن، ويشير إلى أنه قرر المشاركة في المسابقة، خصوصاً أنه يشعر بأنه امتلك أدواته وقادر على التلاوة بخشوع وصوت حسن. رعاية كاملة ويقول الطفل محمد الشحات 7 سنوات: حفظت إلى الآن جزءين من القرآن الكريم والذي يشجعني على المزيد هو رعاية أبي وأمي، حيث يقدمان لي الرعاية الكاملة ويرصدا لي الجوائز حين أنتهي من حفظ بعض الصور، ويضعان لي برنامجاً يومياً للمراجعة والحفظ، فضلاً عن أنني أحفظ على يد معلم يتعهدني بشكل جيد؛ لذا قررت المشاركة في هذه المسابقة أملاً بأن أحقق شيئاً يمنحني طاقة أكبر على مواصلة الحفظ خير كتاب. ويرى مصطفى وائل 12 عاماً أن حفظ القرآن في الصغر يساعد على تفتق عقلية المرء وينمي ذكاءه بصورة كبيرة لذا يشعر بنشاط ذهني عالٍ، خصوصاً بعد أن أتم حفظ 15 جزءاً، ويلفت إلى أنه يتابع حفظ القرآن في أحد المراكز المعنية بالأمر، ويشير إلى أن داعمه الأكبر والدته التي تذلل له كل العقبات وتحفزه دائماً على مواصلة الحفظ وتوفر له الأجواء اللازمة لذلك ويبين أن والده لا يبخل عليه بالمال ينفق كثيراً من أجل أن يحفظ القرآن، وكذلك أخوته، مبيناً أن المشاركة في مسابقة أفضل مرتل تحفز المشارك على مواصلة رحلة حفظ القرآن الذي هو خير كتاب أنزل إلى الناس. المنبع الأول يورد خالد أحمد زكي 25 عاماً من مصر أنه يعيش حالات وجدانية عالية مع تلاوة كتاب الله، خصوصاً أنه ثابر كثيراً حتى وصل المستوى الجيد من الحفظ والتلاوة وإتقان الإحكام، ويشير إلى أن للقرآن بركة، وأن حامله دائماً يعيش في حالة مفرطة من السعادة والرضا، ويؤكد أنه شارك في مسابقة أفضل مرتل من أجل تحقيق نتائج طيبة، وأنه يدين بالفضل للبيئة التي عاش فيها داخل الإمارات، ولمراكز التحفيظ التي لا تدخر جهداً في تدريس أحكام القرآن للجميع، رغم أنه حفظ المصحف في مصر لكنه أعجب كثيراً بهذه الحركة العلمية التي تصب في مصلحة أفراد المجتمع وتنمي لديهم لغة الضاد والتي يجب حفظها من خلال المنبع الأول وهو القرآن الكريم. أجمل هدية تبين مروة السيد صلاح أم لثلاثة أطفال أنها بذلت مجهوداً كبيراً مع أبنائها حتى حفظ بعضاً من كتاب الله عز وجل، لافتة إلى أنها مستمرة في هذه المسيرة حتى تحقق كل طموحاتها، إذ ترى أن أجمل هدية يمكن أعطاؤها إلى الأبناء، هو القرآن لذا تعمل بكل طاقتها من أجل يتم كل واحد منهم حفظه وتؤكد أن المنبع الأساسي لتحقيق مثل هذه الأماني هو البيت ومن ثم تهيئة الأجواء كاملة للأبناء حتى يشبوا على تعلم أحكامه وإتقان تلاوته وتجويده، وتأمل مروة في أن يكون أحد أنبائها من علماء الذين الكبار ومن القراء المشهورين. خطوات المستقبل يقول الدكتور محمد إبراهيم المشهداني واعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: من المهم لفت أنظار الصغار والكبار إلى حفظ القرآن الكريم وتوجيههم نحوه ومن ثم استغلال أوقات الفراغ في تلاوته وتعلم أحكامه فالانشغال به من القربات إلى الله، كما أنه ميزان الأمة الإسلامية والتمسك به تمسك بالهوية الإسلامية والدين الوسطي ودولة الإمارات سباقة في هذا المضمار احتوت الشباب والأطفال والكبار وشجعتهم على حفظ القرآن وهيئت لهم المسابقات الكبرى التي تنضج تجاربهم مع الذكر الحكيم وتجزل لهم العطاء من خلال الجوائز الكبرى، خصوصاً للنابغين وتشجع أيضاً المبتدئين وترسم خطوات المستقبل لهم مع القرآن، خصوصاً أن الكثير من الذين يشاركون في مسابقة أفضل مرتل لديهم معرفة قوية بأحكام التجويد وتطبيقها مثل الغنن والمدود والمشدود والمستعلي، بحيث يأخذ كل حرف حقه في النطق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©