السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سينمائيون يناقشون حضور نجيب محفوظ لدى القراء والمشاهدين

19 مارس 2011 23:25
في سياق البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يختتم فعالياته مساء اليوم مع ختام فعاليات المعرض، أقيمت مساء أمس الأول في مجلس الحوار في مقر المعرض احتفالية خاصة حملت العنوان: “محفوظ والسينما ـ تحية تقدير لأعظم كاتب مصري” تحدث فيها كل من السينمائية الفلسطينية آنا ماري جاسر والناشرة الاسبانية آنا سولير ـ بونت، ومدير معهد جامعة نيويورك في أبوظبي فيليب كينيدي، وقدم لها مدير مهرجان أبوظبي السينمائي بيتر سكارليت. تحدث سكارليت أولا فأشار إلى أن الحديث في الجلسة سوف يتركز على الذكرى المئوية لنجيب محفوظ ليس بوصفه الكاتب العربي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للآداب، بل في سياق العديد من رواياته التي تحولت إلى افلام سينمائية تركت أثرا في السينما المصرية والعربية. ثم توجه سكارليت إلى الجمهور الذي ملأ صالة مجلس الحوار بالسؤال عما إذا كان أحد هناك لم يقرأ شيئا لنجيب محفوظ فاستجاب له شخصان فقط. ثم تحدثت السينمائية الفلسطينية آنا ماري جاسر فأشارت إلى أن الناس هنا لديهم الكثير مما يمكن قوله في سياق موضوع النقاش، ثم شرحت تجربتها في قراءة نجيب محفوظ على المستويين الروائي والسينمائي مشيرة إلى أهمية هذه الأفلام في سياقها السينمائي خلال الستينات، وما قد يسّر لها أن تقدمه من نجوم على مستوى الإخراج وكذلك على مستوى التمثيل. كما أوضحت أثر التجربة المصرية على محفوظ مؤكدة أن سرّ عظمته كروائي تكمن في أنه قدم تفاصيل الحياة المصرية التي جعلت منه كاتبا عالميا، وبوصفها كاتبة سيناريو أيضا أكدت ان من الممكن بسهولة تحويل النص الأدبي لمحفوظ إلى نص بصري مختلف لكنه ملهم بالتأكيد. أما آنا سولير ـ بونت التي تعمل في مجال النشر المستقل وتوزيع الأفلام السينمائية القائمة على أعمال روائية فأوضحت انها تعلمت الأدب العربي في جامعة برشلونة، والتقت نجيب محفوظ في العام 1991، وروت قصة حدثت في بداية عملها اكتشفت خلالها التواضع الإنساني لنجيب محفوظ عندما أشار إليها إلى أن هناك الكثير من الكتّاب المصريين الأكثر جدارة منه بالترجمة. وردا على سؤال من بيتر سكارليت إلى أي مدى تبقى روايات نجيب محفوظ قابلة للتحويل إلى أفلام سينمائية، اوضح فيليب كينيدي أن نجيب محفوظ بدأ الكتابة في الثلاثينات من القرن الماضي واستمر لمدة خمس وسبعين سنة حيث لم يتوقف يوما واحدا عن الكتابة، فأنجز فضلا عن رواياته قرابة ستين سيناريو مكتوبا، وهو في الحقيقة يمتلك عبقرية فعلية وطاقة إبداعية استثنائية، مؤكدا أن من الصحيح انه قدّم رواية كلاسيكية تقليدية لكن لغته كانت تجعل من رواياته قابلة للتحويل إلى السينما، وتحديدا تلك الروايات التي كتبها في الأربعينات والخمسينات ولم يقترب فيها من الأحداث السياسية المباشرة بل تناول خلالها التغيرات الاجتماعية التي أفرزتها هذه الأحداث، فكتب عن القاهرة، والقاهرة الجديدة ونحى نحو الكتابة التجريبية فتناول بجرأة مثلا الفكرة الأوديبية. كما تحدث كينيدي عن روايات أخرى وجرأة نجيب محفوظ في الترميز والتجريبية مثل روايتي “السمان والخريف” و”ثرثرة فوق النيل”. ثم عاد الحديث لآنا سولير ـ بونت فتحدثت عن تجربتها القرائية مع نجيب محفوظ معتبرة أنه صاحب تجربة غرائبية في الكتابة استمرت لقرابة قرن من الزمان، وبعد عرض مقاطع من فيلمي: “اللص والكلاب” و”ثرثرة فوق النيل” علّق كينيدي بالقول: “تتناول الروايتان المهمشين في المجتمع المصري أثناء الستينات وتعتمد الواحدة منهما على تشكيل الصورة ورسمها أكثر من ميلها إلى الحكاية العادية”، مدللا على ذلك لحظة هروب بطل اللص والكلاب (قام بدوره شكري سرحان) فرأى أن فيها رمزية عالية مشبعة بالصور ودلالاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©