الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العبادة والهوايات تدعم الأفكار الإيجابية في عقل الإنسان

العبادة والهوايات تدعم الأفكار الإيجابية في عقل الإنسان
16 مارس 2013 22:38
تؤكد دراسات أن العقل البشري تمر عليه 60 ألف فكرة في اليوم 80 % منها سلبية أو غير إيجابية، وتظل نسبة 20 % هي الإيجابية فقط، ما يجعل الفرد يتخبط في هذه الأفكار السلبية التي يصعب عادة التخلص منها، ما ينعكس على صحته النفسية والبدنية، وينتج عن ذلك عدة أمراض كالاكتئاب والقلق، وصاحب التفكير السلبي يعيش في تعاسة وشقاء دائمين، غير أنه بالإمكان تقليص التفكير السلبي ومواجهته عن طريق اتباع آليات تحد من سيطرته على العقل من بينها الرياضة والتأمل والعبادة إلى جانب ممارسة الهوايات كتربية الحيوانات الأليفة وزراعة الحديقة المنزلية. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - نظرا لسيطرة التفكير السلبي على البعض فإن خبراء وباحثين باتوا يبحثون عن الحل للتخلص من هذه الأفكار وتغييرها بأخرى إيجابية من خلال تدريبات وتمارين ونصائح، إلى ذلك يقول الباحث في مجال التنمية البشرية المهندس عبدالله المزروعي إن «الله تعالى ميز الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل، وهي النعمة التي تجعله يعيش حياة مليئة بالإبداع والسعادة والإنجاز، وسخر له كل شيء على هذه الأرض لضمان ذلك». ويضيف أن العقل هو الجوهرة التي يحملها الإنسان، موضحا أن العقل مهمته طرح بدائل وحل المشكلات، وإيجاد إجابات لأسئلة تشغله. مثلث مترابط يلفت المزروعي إلى أن التفكير من مهام العقل الأساسية، موضحا أن أغلب الأفكار التي تمر على العقل سلبية أو غير إيجابية، ويستحضر في هذا الخصوص مقولة الملياردير الأميركي دونالد ترمب «ما دمت ستفكر لا محالة، فلماذا لا تفكر بشيء عظيم؟» ويضيف «الإيجابية شيء عظيم أما التفكير السلبي فهو جزء من حياتنا وهو شيء نتعلمه جيلا بعد جيل، فالتفكير غير الإيجابي يحقق للبعض الأمن والسلامة لضمان عدم الوقوع في الأخطاء والمشاكل، فنحن حينما نتوقع الأسوأ، نحتاط أكثر، ونتخذ تدابير أفضل، ونحسب نتائج أفعالنا حتى لا تصبح مأساوية، فلا يكون هناك ضرر، بل فوائد عظيمة، ولكن على المدى البعيد تنعكس هذه النظرية لتكون دمارا على صاحبها». ويقول المزروعي إن علم الذكاء الوجداني يعتبر أن العواطف والمشاعر عاملاً مهما في حياة الإنسان التي تؤدي للنجاح والسعادة، حيث يوجد ما يسمى بمثلث المشاعر والأفكار والسلوكات التي ترتبط ببعضها بعضا ارتباطا وثيقا، موضحا «عندما يفكر الإنسان بشيء سلبي فإن المشاعر تتبعها، فنحصل على مشاعر سلبية، وحينما نتوقف عن التفكير بذلك تنطفئ المشاعر، وكذلك الأفعال والسلوكات، فحينما تكون سالبة، تكون المشاعر مثلها، ما يؤثر سلبا على أفكارنا». ويؤكد أن «الأفكار السلبية لوحدها ليست هي المشكلة، بل المعضلة هي المشاعر المصاحبة لها، أو ما أسماه التفاعل معها، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، ومن مظاهره ما يشعر به البعض من الضيق وعدم الرضا، أو أي شعور غير إيجابي، وهناك الانفعالات، كشعور الكراهية والغضب، ما يؤدي أخيرا للإصابة بالاكتئاب». ويضيف المزروعي «يصنف خبراء التنمية البشرية وتطوير الذات العقل لثلاثة أقسام، الواعي واللاواعي والعالي الروحاني، فالواعي هو ما يعمل خلال استفاقتك، وينطفئ خلال نومك، بينما اللاواعي يعمل منذ ولادتك، وبدون انقطاع لضمان بقائك حيا، فالتفكير في بعض المسائل أو الأحداث يبدأ في العقل الواعي، ثم يتحول بعد تكرار بسيط للعقل اللاوعي، ودليل ذلك وجود المشاعر المصاحبة، فهي تنبع من العقل الباطن، وهذا دليل بسيط على أنه يبحث لك عن حل، فهو يساعدك للحصول على نتيجة بشكل فكرة من حيث لا تدري أو حلم جميل». حدة التفكير لفهم أسباب حدة التفكير السلبي لا بد من فهم الطريقة التي تسبب الحدة، إلى ذلك، يقول المزروعي «يبدأ الإنسان التفكير بشيء تذكره، أو شيء رآه أو سمعه، ثم تبدأ المشاعر المصاحبة بالظهور، وطبعا الإنسان لا يريد ما هو سلبي، فيرفض هذه المشاعر والأفكار ما يدفعه لمقاومة التفكير فيما لا يريد فينتصر على الفكرة، ولكن هذه الفكرة لديها معلومة تريد إيصالها فتعود في وقت لاحق، وهذه المرة تكون أقوى، فتزداد مقاومة الإنسان لها، وينتصر عليها مرة ثانية، وتعود في كل مرة بقوة أكبر، حتى تنتصر الفكرة في النهاية، مسببة أضرارا نفسية وجسدية جسيمة مثل الأرق والصداع والقلق». ويقدم المزروعي بعض الحلول للمشكلة، قائلا «علينا أن نفكر في حلول أكثر لتساعدنا على الخروج من هذه المشكلة، وهناك سؤال أعلمه لكل من أحب، فحينما تقع في مشكلة وتريد الخروج منها أو من مشاعرها غير المرغوب فيها، إليك هذه الأسئلة الذكية: ما الذي أستطيع فعله لحل هذه المشكلة؟ وكيف أحل هذه المسألة؟ أو أي سؤال آخر تفضله، ونبدأ بأبسطها، وأصعبها في الوقت نفسه، وهو «توجيه الأفكار» فلقد عرفنا بأن الأفكار بنوعيها الإيجابي، وغير الإيجابي تنبع من عقلك، وتعلمت من المقاومة بأنك أنت المسيطر على عقلك وأفكارك، على الأقل بنسبة شبه كاملة، فأنت تستطيع التفكير والتركيز على فكرة معينة لفترة بسيطة، وتغير بها مشاعرك». ويضيف «حينما تأتيك فكرة سلبية، ويبدأ عقلك بشكل آلي، افعل ما يفعله لتصل لنتائجك غير المرغوب فيها عليك بكسر هذه الإستراتيجية، أي حينما تبدأ الفكرة السلبية بالظهور لا تقاومها، بل تفهم النية الإيجابية من ورائها، أي أن تدعها تعبر متفهما لذلك، ثم تبدأ بتوجيه عقلك للتفكير بشيء إيجابي آخر، ما يكسبك مشاعر إيجابية، كالسعادة أو الراحة، فحينما تأتيك فكرة الفشل مثلا، لا تقاومها وتفهم النية الإيجابية من الدوافع للدراسة والاستعداد الجيد، لكن استبدلها بالتفكير في النجاح، وما سيتبعه من أحداث ومشاعر إيجابية، فهي أيضا ستكسبك طاقة للمذاكرة والحفظ»، مشيرا إلى أن أفضل الطرق لتوجيه الأفكار، هو أن يكون لك أهداف حياتية، متوسطة أو طويلة المدى، وإذا لم تجد ضع لك قائمة أهداف مكتوبة مكونة من أمانيك وطموحاتك وأحلامك، اكتبها في دفتر جميل، أو على جهاز حاسوبك، أو ما تفضله على قائمة الأهداف في هاتفك النقال، بحيث تستطيع أن تقرأها بين فترة وأخرى، فهي أفضل شيء تستخدمه لتوجيه أفكارك لتحقيق إنجازات في حياتك، وتغيير أفكارك ومشاعرك السلبية». علاجات المدى الطويل يشير المزروعي أن لكل مشكلة حل مهما استعصت، موضحا أن تخصيص وقت كبير للتفكير في الحل يقلل حدة التفكير السلبي، لأن التفكير في الحل يدفع صاحب المشكلة إلى التفكير المنطقي الإيجابي، ما يضمن نتيجة جيدة. وينصح المزروعي برياضة المشي التي اعتبرها من الحلول السحرية للتخلص من الأفكار السلبية، مضيفا أن المشي بما يعادل ساعتين في الأسبوع، يعمل على استهلاك هرمون الأدرينالين، ما يقلل الكثير من أعراض زيادته، ويعيد للجسد توازنه، ويعمل على تهدئة مشاعره، لأن وجوده في الدم لفترات طويلة، يسبب القلق والتوتر والمخاوف غير المبررة، ما يسبب الخلل للجسد، بحيث يظر الإجهاد والأرق والصداع، وبعض الأعراض المرضية، فالمشي وبعض المجهودات الجسدية مثل الأعمال المنزلية وممارسة الهوايات تسهم بشكل كبير في استهلاك هذا الهرمون، فيكسب الجسد طاقات إيجابية هو في حاجة لها». ويتابع المزروعي «من العلاجات على المدى الطويل، الحفاظ على نمط حياة صحي، كالنوم ساعات كافية، والغذاء الصحي المتنوع، فهي تضمن وصول الفيتامينات والمعادن والأملاح التي يحتجاها الجسم، ما يساعد في تقوية مناعته الطبيعية، والوقاية من الأمراض، حيث إن القلق والتوتر والمخاوف الناتجة عن التفكير السلبي، تقوم بزيادة استهلاك الجسد لهذه المصادر الأساسية والضرورية، ما يدفع البعض لأخذ حبوب من الصيدليات لمواجهة هذا النقص». وحول البيئة والتأثير الإيجابي، يرى المزروعي أن البيئة التي يوجد فيها كل إنسان تلعب دورا كبيرا في التأثير على مشاعره بالسلب أو الإيجاب، وينصح بممارسة بعض الهوايات كتربية الحيوانات الأليفة، أو العمل بزراعة الحدائق الخارجية إن توافرت أو الاعتناء بالزراعة الداخلية، لإدخال طاقة النباتات الخارجية للمكان. كما يربط المزروعي بين تغيير أثاث البيت وتزيينه بباقة زهور أو نافورة مياه صغيرة، والسماح للنور والهواء بالنفاذ للبيت وبين التفكير الإيجابي. ويضيف أن الضحك والابتسام يكسبان الإنسان قلوب الآخرين، ويجعل أفكار المحبة غالبة على الفرد، كما أن المحافظة على العبادات التي تعتبر وقود العقل العالي، وهو ما يطلق عليه الروحاني، يسهم في زيادة التفكير الإيجابي، لأن التفكر في هذا الكون العظيم يسمو بالعقل ويعمل على تصفية الأفكار من كل الأشياء المتعبة ويجلب السعادة، كما أن تمرين التسامح له مردود رائع». تمرين الأفكار الإيجابية ينصح المزروعي بطريقة أخرى للتخلص من الأفكار السلبية، ويقول «الجلوس في مكان طبيعي مفتوح، والتركيز على شيء جميل حولك، والقيام بجلسة تأمل تساعد في تهدئة الأفكار، كما أنصح بالتنفس البطيء، وإبطاء التفكير، بالتركيز على عملية الشهيق والزفير». ويضيف «إن لم يتوفر لك ذلك، فأنصح بالتنفس الصحي العميق في أي مكان، بإغماض العينين، والشهيق العميق، والكتمان، والزفير الطويل، وخلال ذلك عليك التركيز على هذه العملية، بمحاولة تخيل دخول الهواء وخروجه من جسدك، ففي الشهيق ستعد للخمسة، وتكتم أنفاسك بعدها لخمس مرات وفي الزفير ستعد أيضا للخمسة، وكرر ذلك لخمس دقائق على الأقل كل مرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©