السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحفاد الحاج رجب يسعون لإدراجه في موسوعة جينيس كأكبر معمر

أحفاد الحاج رجب يسعون لإدراجه في موسوعة جينيس كأكبر معمر
15 أغسطس 2009 23:41
عاصر الحاج رجب التوم، الذي يبلغ من العمر 120 سنة، ثلاثة قرون، فقد ولد في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وعاش القرن العشرين بأكمله، ومازال يعيش في القرن الواحد والعشرين. عاصر أبو يوسف خمس حكومات تعاقبت على فلسطين، والتي بدأت بالعهد العثماني في فلسطين ومن ثم عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وبعد ذلك لدى احتلال اليهود للأرض ومن ثم عهد ضم غزة للمصريين والضفة للأردنيين، وأخيراً عهد السلطة الوطنية الفلسطينية. وبحسب أحفاده فهم يملكون شهادة ميلاد له وشهادة انهائه الخدمة العسكرية في الجيش التركي، ويسعون لإدراجه كأكبر معمر في العالم حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك، والتي تشير إلى أنه من مواليد عام 1885 ميلادية. وشهد الحاج التوم الكثير من الحروب أولها حرب «الأتراك» أي الدولة العثمانية وعمل جنديا في صفوفها منذ سن الثامنة عشرة وحتى سن الأربعين، وشهد نكبة عام 1948 وتشريد الفلسطينيين، وكثير من الحروب وآخرها الحرب الأخيرة على غزة والتي يرى أنها أصعب وأشد الحروب التي شهدها. يتحدث التوم اللغتين التركية والعربية بطلاقة، ويحفظ بعض الجمل من اللغة الألمانية والعبرية والانجليزية، له من الأولاد والأحفاد ما يزيد على الثلاثمائة من أولاده البنين والبنات. ترعرع في حي التوام بجباليا شمال قطاع غزة. وكان والده فلاحاً له الكثير من الأراضي الزراعية في جباليا وأيضاً في قرية العربان في بئر السبع، فأصبح رجب فلاحاً كوالده لكن عمله لم يقتصر على أرض والده وأجداده فحسب، بل ذهب إلى حيفا في عهد الأتراك عام 1915م وكان يبلغ من العمر الثلاثين عاما وعمل لدى رجل ألماني يسمى خرستان بلهارس وكان يغيب عن بيته وأهله في جباليا سنة كاملة يعمل وكيلاً على مال وأراضي الألماني، وكان يصون الأمانة ولم يخنها أبداً وقد سافر إلى يوسف تركيا ولبنان وسوريا وليبيا والاردن. وفي سن العشرين تزوج بفتاة من قريته لكنه تركها بعد سنة من الزواج، ولم يشعر معها بالسعادة كما كان يحلم، وفي سن الثلاثين وبعد أن كان عائداً من عمله مع الألماني مدخراً مبلغا كبيراً من النقود عمر بيتاً له وتزوج بأخرى من أقاربه وهي التي لا تزال زوجته حتى الآن ويكبرها بعشرين عاما لكنها لم تكن قد أكلمت عامها الحادي عشر فانتظرها ثلاث سنوات حتى كبرت وبلغت مبلغ النساء، ثم أكمل دينه بوجودها بجانبه وأنجبت له أربعة من الأولاد وأربعا من البنات، وعمرها الآن يناهز المائة عام. يجلس الحاج التوم متوسطا عددا من أحفاده وأولاده في صحن بيته، يحكي لهم عن أيام الاتراك ويعلم أحفاد أحفاده الصغار ماذا يسمى الثوب بالتركية فيقول شمشير يعني ثوب، ورفيقك يسمى همشري والخبز يعني يكمك. يتحدث عن حرب تركيا وكيف كان الدخول للعسكرية اجباريا ومن يهرب من العسكر يقوم أحد افراد عائلته بتسليمه، وإلا فإن الجنود الأتراك يقومون بقتل أحد من عائلته، وقد أمره الجنود الأتراك بتسليم ابن عمه وكان يدعى النجدي وهددوه بنتف شاربه العريض إن لم يقم بتسليمه، فسافر إلى لبنان وعاد به، وسلمه للتجنيد. ويعود للحديث عن أيام زمان فيقول: «كنا نعيش من خير الأرض، والرجل الذي لم يكن يملك في بيته حصانا عربيا أصيلا أو جملا فهو لا يعتبر رجلا في عرفنا، ولم يكن لدينا كهرباء في بيوتنا بل كنا نعمل سراجا من الطين ونشعله مستخدمين زيت الزيتون». يتحدث عن الحرب الأخيرة على غزة، فيقول: «الحرب الأخيرة على غزة أتت على الأخضر واليابس فيها، وهي من أصعب الحروب التي مرت علي، خاصة تجريف الأراضي الزراعية في منطقتنا واستشهاد الكثير من الأحبة من حولي». أما همه الأكبر فهو يتمنى أن يعيش الشعب الفلسطيني في ظل حكومة واحدة، وخاصة الطرفين حماس وفتح. ويقول: «لدي من الأحفاد وأحفاد الأحفاد ما يقارب من سبعين ينتمون لفتح ومثلهم ينتمون لحركة حماس وكثيرا ما يحدث بينهم المشادات والمشاكل، وأنا لا احب هذه الأمور أن تحدث في بيتي كما لا أحب أن تحدث في وطني وبين أبناء الشعب الواحد ويضرب أمثاله القديمة».
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©