الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة «حادثة فوكوشيما ومستقبل الطاقة النووية»

محمد بن زايد يشهد محاضرة «حادثة فوكوشيما ومستقبل الطاقة النووية»
15 مارس 2012
أبوظبي (وام)- شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول بمجلسه محاضرة للدكتور “ديل أي كلاين” أحد الخبراء البارزين في مجال الطاقة النووية، وذلك تحت عنوان “حادثة فوكوشيما ومستقبل الطاقة النووية”. كما شهد المحاضرة معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وعدد من الوزراء والسفراء والمهتمين بقضايا الطاقة. وأكد المحاضر أن النموذج الإماراتي في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية هو نموذج مثالي ومعيار ذهبي لدول عديدة دخلت هذا المجال، وأشاد بالإمارات التي وصفها بأنها تنتهج سياسة شفافة مفتوحة عالمياً وتوضح ما تقوم به أو تنفذه في البرنامج، وكيف تتم التراخيص المتعلقة بذلك مشيرا إلى أنها تعمل كذلك على تثقيف الجمهور بشكل جيد حول طبيعة عمل المفاعل والهدف منه وأهميته لإنتاج الطاقة للأغراض السلمية. وكان المحاضر قد بدأ الحديث مذكراً بأن يوم الأحد الماضي كان ذكرى مرور عام على كارثة فوكوشيما في اليابان، حيث قدم في البداية فكرة عن أهمية الطاقة النووية وكيفية عمل محطاتها في توليد الكهرباء على المستوى العالمي، وما حدث في فوكوشيما مستخدماً بعض وسائل الإيضاح. كما تحدث عن السلامة والأمن في المحطات النووية بشكل عام وعن النتائج المحتملة لفوكوشيما، بحيث لا تتكرر مستقبلاً وعن الانشطار والحركة بين النيوترونات والبروتونات وردود الأفعال التي تمتص النيترونات لتجعل عملية التفاعل مستدامة ذاتياً، وهي عملية تختلف عما يتم عند استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء. وأشار المحاضر إلى وجود نوعين من المفاعلات في العالم “المفاعل المائي المضغوط والمفاعل المائي المغلي”، وأضاف أن ما حدث في فوكوشيما هو من نوع المياه المغلية غير أنه يختلف عن النوع الذي ستستخدمه الإمارات، وتساءل كيف نجعل هذه المحطات آمنة بالإضافة إلى محافظتنا على البيئة؟ مجيباً بأنه لابد من الدفاع العميق، أي إيجاد أجهزة ومنظومات متعددة من الاحتياطات تكون بديلاً لما يعطب من الأجهزة العاملة بحيث لو وقع أي حادث يمكن احتواؤه، وضرب مثلاً بمفاعل تشيرنوبل الذي لم تكن فيه منظومة احتواء للحدث بخلاف الولايات المتحدة. وشدد على ضرورة وجود جهة رقابية وتشريعية وسياسية تقوم بدور في مجال الطاقة، مؤكداً أن الإمارات توفر كل هذه الأشياء كما يتابع فيها المسؤولون عن المشروع العمل الذي يتم بطريقة آمنة. ولفت أيضاً إلى أهمية تدريب الكوادر لمواجهة الحوادث ومعرفة خطط وإجراءات الإخلاء عند وقوع أي حادث. وأشار إلى وجود أسرار غامضة تلف حادث فوكوشيما داعياً إلى الإعلان عنها بعد مرور سنة عليها، ليكون الناس على دراية بما يجري خاصة أن الإشعاع لا يرى ولا رائحة له ويمثل خطراً على الناس. وقال إنه في فوكوشيما لم يحدث من قبل أن أغرقت حجرات المولدات خاصة الاحتياطية بالمياه فغرقت المولدات والبطاريات، ولم تكن هناك مقاومة لماء البحر”التسونامي” بسبب عدم وجود أنظمة تقاوم الماء. وقدم إحصاءات بوجود 22 ألف وفاة بسبب الزلزال وخسارة تقدر بـ 500 مليار بينما كان التدمير شاملاً، حيث اختفت قرى بالكامل وهو ما ركزت عليه البيانات الصادرة، ولكنها لم تذكر مدى تأثير التسرب في المفاعل. وتحدث عن طبيعة عمل المفاعل الذي يحتاج إلى مولدي ديزل وثالث احتياطي دفاعي يقوم بالتبريد، ولكن بالنسبة لليابان لم يجد ذلك نفعاً، حيث أغرقت موجات التسونامي مولدات الديزل ودخل الماء عليها وانقطعت الكهرباء، ولم تكن هناك طريقة للتبريد فذابت القضبان وهكذا فقدت طاقة الكهرباء الداخلية والخارجية. وأشار في هذا الصدد إلى أن مادة الزوركونيوم تؤدي إلى إطلاق الهيدروجين عند ارتفاع حرارتها، مما يؤدي إلى ضغط متراكم يطلق إلى الخارج فيؤدي إلى إشعاعات وبخار وهيدروجين. وقال إن العالم يحتاج إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، حيث لا يوجد شكل مثالي لذلك ولابد من تنويع الطاقة وخاصة المستدامة للأجيال القادمة، لأن الوقود الأحفوري سيتناقص مع الوقت. وأشار إلى وجود 435 محطة نووية في العالم منها 104 محطات تجارية في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى حوالي مائة محطة عسكرية بما فيها المحطات الموجودة على حاملات الطائرات والغواصات التي تعمل بالطاقة. كما أشار إلى وجود 58 محطة نووية في فرنسا و26 في الصين قيد الإنشاء ويتم حاليا بناء 63 مفاعلاً جديداً في العالم، منها أربع محطات قيد الإنشاء في دولة الإمارات مؤكدا أن لهذا العدد دلالة. وعرج المحاضر في حديثه إلى إيران “التي وصفها بأنها تمثل واحداً من التحديات الدولية، إذ لا وضوح فيما يتعلق ببرنامجها النووي ولا وضوح بشأن السلامة والتدريب لمواجهة المخاطر”، مؤكدا أن الأمر ليس بيد الشركات التجارية، مع العلم بأنه في حال حدوث إشعاع فلن يتوقف عند حدود إيران فقط. ودعا دول المنطقة إلى الاهتمام بعمليات التدريب لمواجهة هذه الاحتمالات، مشيرا إلى أن منع إيران من التسلح النووي منوط بدول العالم كلها، ولمعالجة قلق دولة الإمارات لابد من الاهتمام بقضايا التدريب وإجراءات الوقاية. وأكد المحاضر أن الطاقة النووية آمنة ولكن ليست خالية من المخاطر ما يعني ضرورة الاهتمام بتثقيف الناس وتوعيتهم بهذا الأمر، وتوضيح سبب حاجة الدولة للمفاعل النووي مثلما هو الأمر في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتم استطلاع رأي الناس حول المحطات النووية أو تلك التي تعمل بالوقود. وفي ختام المحاضرة رد المحاضر على ما أثاره بعض الحضور حول عدد من القضايا المتعلقة بالطاقة النووية، وحول النفايات النووية وكيفية التخلص منها أو الاستفادة منها، وقال المحاضر إن الخبر السار هو إمكانية معالجة الوقود المستنفد ولابد من إيجاد تشكيلات جيولوجية لدفن هذه النفايات. وتكلم عن الخبر غير السار وهو ترك هذه النفايات وعدم التعامل معها، مشيرا إلى أن بعض الدول بدأت في عملية تدوير هذه النفايات مثل فرنسا وبريطانيا والصين. وقال “ينبغي التخلص من هذه النفايات، حيث إن المدفون في الأرض ربما لن يكون فعالا للتدوير بعد 60 سنة مثلا والتغيرات في الأرض مستمرة منذ ملايين السنين ويتعامل معها العالم على أنها تكوين بيولوجي وأن الأرض مدفن لهذه النفايات”. وأضاف أن التحدي هو التأثير على تركيبة الأرض ولابد من مستقر جيولوجي، مشيرا إلى أن السويد وفنلندا بصدد تطوير أماكن معزولة لتخزين النفايات، أما في الولايات المتحدة فلا يزال البحث جاريا علما أن هناك أماكن مناسبة في ولاية نيفادا. وقال إن من أخطاء اليابان إقامة المفاعل على ساحل معرض لتسونامي، وكان لابد أن يبنى بعيدا عن وصول التسونامي إليه، ولابد من النظر مستقبلا في ذلك بالنسبة للمشاريع النووية الأخرى لكل الدول. وردا على سؤال حول مزايا مشروع الإمارات، قال “يتم حاليا إضافة بعض التطويرات ولابد من معرفة طبيعة الواقع ودراسة مستوى الارتفاع عن البحر حيث لا يوجد هنا تسونامي، ولابد من بناء كواسر للأمواج الشديدة.. كما أنه لابد من أن تكون البطاريات مقاومة للمياه الخارجية وأن تحافظ على دورة الماء داخل المفاعل” . أما بشأن القلق من المفاعل الإيراني ومدى سلامته فقد أكد المحاضر أن هناك قلقا دوليا بشأن تشغيل الإيرانيين للمفاعل النووي، أنه لا يعرف إن كانت لديهم ثقافة السلامة والتدريب ولا توجد مؤشرات تدل على أنها سيئة أو جيدة. وردا على سؤال حول المنظمات الدولية وهل يمكن لها أن تصدر قوانين للسلامة وإيقاف البرامج غير السلمية، أكد المحاضر انه لا توجد منظمة دولية تقوم بذلك وعلى الدول نفسها الاهتمام بالأمر وأنه غير متفائل بإيجاد قوة تجبر الدول على وسائل السلامة، حيث إن وكالة الطاقة الدولية لا تستطيع فرض أسس السلامة ووسائلها على الدول غير أنها توفر الاستشارات والدعم الفني. وشدد على ضرورة وضع مزيد من الضغوط والمعايير الخاصة بالسلامة وأن على البلدان المستقلة أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية، معربا عن اعتقاده بأن وكالة الطاقة الدولية لا تشجع هذه الفكرة فهي ليست شرطة دولية أو جهة رقابية ولا تستخدم القوة. وحول ما إذا كانت هناك مخاطر أخرى بالنسبة لدولة الإمارات، قال المحاضر انه يجب التركيز على الجهات الرسمية والرقابية وعدم بناء المفاعل في أماكن حدوث هزات أرضية أو تسونامي أو أماكن هبوب العواصف الرملية والترابية والغبار أو المناطق ذات الحرارة الشديدة، والتأكد من أن المعدات المصممة تعمل تحت درجة حرارة عالية وبشكل سليم في مثل هذه الظروف. وقال إن ثقافة السلامة للجمهور لا بد أن تبدأ فورا، ومن الضروري استقطاب افضل العاملين في هذا المجال وضرورة نشر وتعميق ثقافة السلامة والمحافظة عليها من خلال الحوار والنقاش، مشيرا إلى أن اليابانيين لديهم ثقافة صناعية جيدة ويفتحون من خلالها الحوار، مثال ذلك حوارهم حول العيب الصناعي في هذا الشيء أو ذاك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©