الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأطفال والريف أبطال اللوحات

الأطفال والريف أبطال اللوحات
18 يونيو 2008 23:23
نفيسة البقلي فنانة هاوية لم تدرس الفن الأكاديمي، وهي مترجمة ولكنها عاشقة للفن ليس بمفهومه الحرفي الاكاديمي ولكن بمفهوم الروح والتذوق واشاعة البهجة والجمال والمكان هو البطل الرئيسي في أعمالها، حيث يبدو الريف هو المكان الذي ترصد من خلاله تصوراتها عن الحياة وعالم الطفولة ونجد في أعمالها الاحتفال بطقوس الفرح في الريف المصري، وترسم العريس والعروس بملابسها المميزة وحولها الصديقات والأعلام والبيارق الملونة، كما ترصد فرحة العودة من الحج والاحتفال بالحجاج ويحيط بالرسم العبارات المميزة الموجودة على الجدران مثل ''حج مبرور وذنب مغفور'' وتجاور رسوم بدوية معبرة للجمل، كما ترصد منظر العائلة المصرية في أكثر من لوحة وكأنها تجسد التلاحم المفقود في العاصمة المزدحمة، والأطفال أبطال لوحات نفيسة البقلي وتحرص على تصويرهم وهم يلهون بملابس بيضاء وشعر طائر في الهواء وكأنها تمسك بلحظة السعادة القصوى عند هؤلاء الأطفال، ولا تفوت مشهدا الاحتفال بميلاد طفل جديد، والشموع بأيدى الاطفال وإعداد كعك العيد مضيفة الى كل لوحاتها رموزا وأشكالا شعبية مميزة كالكتابة على الجدران والأمثال الشعبية، والطيور والنخيل وتغلف كل هذا بألوان زاهية كالبرتقالي والأخضر· وتقول نفيسة البقلي إنها تهوى الفن التشكيلي منذ صغرها ولم تدرس الفن لكنها اقتربت من عالم الفنانين ونالت ثقافة فنية جعلتها قادرة على إخراج ما بداخلها من خلال اللوحات وهي فنانة هاوية لا تتسم بغزارة الإنتاج لأنها تريد أن تقدم حالة فنية مختلفة ومميزة في كل معرض، فمشاعرها هي التي تحركها وتدفعها لإنتاج أعمال بسيطة بها جو من البهجة والسعادة· وأضافت أن عالم الريف بكل مفرداته وملامحه يجب رصده وتصويره فنيا؛ لأنه لا يزال بكرا والناس فيه قادرون على السعادة بعكس الحياة في المدينة، حيث يخيم الزحام وتبدو العلاقات الانسانية فاترة، وحاولت أن تصور عالم الريف السعيد بشكل فني فيه مخزون الطفولة الخاصة بها، وفيه من عالم الخيال والفانتازيا التي تشتبك مع الواقع، وتحاول في كل لوحة أن تتجه الى مشاعرها وتقود المتلقي دائما الى التطهر من العالم المادي· وتؤكد الفنانة نفيسة البقلي انها ترسم لتحقق معادلة السعادة والفرح لها وللمتلقي لأن الفن وسيلة للتطهر والترفع عن الصغائر والبحث المتواصل عن المشاعر المكبوتة، وطبقت هذا على أبطال أعمالها خاصة الاطفال الصغار الذين قرروا أن يفرحوا والكبار الذين تسعدهم الاحتفالات الشعبية التي يمارسونها بانتظام كالزواج وأعياد الميلاد والعودة من الحج، والتعامل مع الطبيعة برحابة صدر، ومشاعر صادقة· وقال الناقد محمد حمزة أن هناك عددا كبيرا من الفنانين الذين لم يدرسوا الفن دراسة أكاديمية، ومن هؤلاء نفيسة البقلي التي درست الأدب الفرنسي ولكنها تمكنت من معرفة أسرار كثيرة في الفن التشكيلي بفضل أصدقائها الفنانين وتأملاتها الدائمة للأعمال الفنية، وهي تعمل على الطبيعية برؤية تعتمد على المشاعر وليس الرصد فهي تتأمل في مضمون لوحاتها، ولديها وعي كبير بالفولكلور الشعبي، ورسومها تتبع منطقا خاصا بها بعيدا عن منطق الفن الأكاديمي، وتعتمد على المخزون الداخلي لتستحضر طفولتها مع الرموز الشعبية المختلفة لتخرج أعمالها بسيطة ونقية ومحملة بجو نفسي خاص· أما الناقد صلاح بيصار، فيرى أن أعمال الفنانة نفيسة البقلي فيها تنوع وثراء كبيرين، وتمزج بين الحقيقة والخيال، وتستلهم تراثا شعبيا يبدو واضحا في الصور التي نطالعها في الافراح والميلاد والاعياد، وهي لم تدرس في اكاديمية فنية لكن اعمالها مشبعة بالعاطفة، وتتميز بسحر خاص ويغلب عليها الطابع التعبيري الذي يأخذنا الى افاق جديدة من طرافة التكوين وتلقائية الخطوط وغنائية الألوان·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©