السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هواية الصيد مستمرة رغم ارتفاع درجات الحرارة

14 أغسطس 2009 00:37
تشهد منطقة كاسر الأمواج والمنطقة المواجهة للمارينا مول ومنطقة الميناء في أبوظبي تجمعات ملحوظة لهواة صيد السمك بالصنارة، في محاولة للجلوس في حضرة البحر وممارسة هواية نجحت بسرقة هاويها من ضوضاء الحياة وضغوطاتها. ورغم الارتفاع الذي تشهده درجات الحرارة الأيام الحالية إلا أن منطقتي كاسر الأمواج والميناء لم تخل من تواجد هواة الصيد ممن يجدون في هذه الزاوية فرصة للخروج من روتين الحياة اليومي. ولهواية الصيد الكثير من الفوائد في عيون عشاقها، فهادي عبد الله الذي يعمل في محل لبيع وتركيب أجهزة الستلايت يؤكد أنه متعلق بهذه الهواية منذ سنتين ويعدها رياضة تعود على ممارسِها بالفائدة السريعة، بقوله «بالفعل كنت صاحب شخصية انفعالية وبالتدريج بت اتمتع بالصبر والهدوء أكثر، كما أن حالة الصفاء الذهني التي يساعد البحر بالوصول إليها تدفع إلى اتخاذ قرارات تخص الحياة بتروٍ وتفكير أكثر». ودكتور النفس محمد يسري يقول عن ممارسته لهواية الصيد «منذ سنتين بدأت ممارسة الصيد بعدما دعاني أحد الأصدقاء للصيد، وبالفعل تعلقت بها وباتت طقساً يومياً حتى بأيام العطل». ويتابع «أتعامل مع رياضة صيد السمك باعتبارها أفضل الرياضات الذهنية، ونادرا ما يجلس اثنان من ممارسي هذه الهواية مع بعضهم حيث تجد كل شخص موقعاً ويجلس أو يقف منفرداً بنفسه وأفكاره ولساعات طويلة». من جانبه، حسين علي في العقد الثالث من العمر يقول إن «لجوئه للصنارة هو هرب من الفواتير والالتزامات الاجتماعية والهموم المزمنة». ويضيف «البحر يعطيك مجالا أكبر للتفكير. والذكريات التي يستدعيها البحر ليست بالضرورة حزينة فلكل يوم أفراحه وأحزانه». ويؤكد حسين أن الصيد بالصنارة متعة ورياضة لمن يحب هذه الهواية، «فأن تجلس أمام البحر لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى أربع ساعات أو أكثر بانتظار سمكة صغيرة قد لا تكون مكافئة لوقتك المهدر لكنها مسافة زمنية تساعدك على الغوص في بحر التفكير وإعادة ترتيب الأشياء في ذهنك». بدوره، يرى اسماعيل يوسف أن الصيد يعطي الحماس لتكرار المحاولة خصوصاً للمبتدئ في هذه الهواية، كما أن له مذاقه الخاص، فالصيد حظ، حيث يمكن أن تصيد اليوم وقد لا تصيد، ومن يمارس هذه الهواية يعرف ذلك جيداً فإذا كان مهماً له أن يحصل على سمك فيختصر الوقت ويذهب إلى سوق السمك». ولكن من يجلس أمام البحر كل هذا الوقت لديه ما يفكر فيه خصوصاً إذا كان منفرداً. ولساعات طويلة قد تزيد عن الست ساعات متواصلة، يتسمر فادي الآغا وأصدقاؤه عند المنطقة المواجهة لمركز المارينا مول والقريبة من البحر يحملون معهم أدوات الصيد «الخيط» و»العود»، ليدخلون في تنافس على من يصطاد أكثر. وحين يرمي الأصدقاء صناراتهم في الماء، يخوضون، بحسب الآغا، في نقاشات جادة حول الجديد في عالم الصيد والتقنيات والأدوات الجديدة المستخدمـــة في عملية الصيد، كما لا يخلو الحديث من الدخول في قضايا السياسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية. وتمتاز هذه الهواية بأنها تعلم الصبر، كما يؤكد سالم فتحي، وهو أحد صيادي السمك المواظبين على هذه الهواية. ويقول «لو أحب أي شخص هواية صيد الأسماك لما تركها أبداً، فهي هواية تعلم الصبر والجلد وقوة التحمل، إضافة إلى كونها وسيلة تعارف كبيرة بين الناس وبين ما يحويه بطن البحر من أنواع عجيبة من السمك». وعن أفضل الأوقات للصيد يعتبر هواة الصيد أن «ارتفاع المد يحمل معه مجموعات كبيرة من الأسماك وعند الجزر تصعب عودتها بنفس السرعة التي جاءت بها فيسهل اصطيادها بما في السنارة من طعم». ويشيرون إلى أن صيد السمك لا يحتاج إلى تكاليف مالية باهظة، فهي هواية بسيطة وغير مكلفة بنفس الوقت، وتتوافر أدواتها بكثرة في أسواق الدولة، حيث تتعدد المحال المختصة ببيع أدوات ومستلزمات الصيد، بدءاً من الصنارة، وخيوط النايلون، والأطعمة، واللاقط وغيرها من الأدوات، المصنعة محلياً أو المستوردة وبمختلف الأسعار. وينظر هواة الصيد لهذه الرياضة باعتبارها رياضة وسلوكا يهدئ النفس، فيما وصل الحد عند بعضهم لتشبيهها برياضة اليوغا لما يمنحه البحر من فرصة للتأمل والسكينة في مواجهة الحياة المتخمة بالضجة والصخب. وتنطلق هواية الصيد من قاعدة أساسها «ليس مهما ان تصطاد، أو قضاء وقت الفراغ في شيء يعود على عشاقها بالفائدة، وإنما بقدر الاستمتاع بوقت رائع مع موج البحر ترمي همومك عليه وتعيش حالة من التأمل تساعدك على التركيز بحياتك العملية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©