الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعم بكين لكوريا الشمالية إذا اندلعت الحرب.. لغز

دعم بكين لكوريا الشمالية إذا اندلعت الحرب.. لغز
5 مايو 2017 02:02
بكين (أ ف ب) بموجب اتفاق وقع في 1961، على الصين أن تساعد كوريا الشمالية في حال تعرضت لهجوم، لكن وانطلاقاً من البرنامج النووي لبيونج يانج، فإن دعم بكين العسكري لن يكون تلقائياً. وقضي نحو 150 ألف جندي صيني دفاعاً عن الجارة الشيوعية خلال الحرب الكورية بين 1950 و1953، وهو ما يعكس التقارب الكبير بين البلدين الذي عبر عنه الزعيم الصيني «ماو تسي تونج». بيد أنه بعد 56 عاماً من توقيع «معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة»، تُندد بكين بالتجارب النووية والصاروخية لبيونج يانج، وقد صوتت على عقوبات في الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية. وفيما أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الخيار العسكري «مطروح» ضد الدولة الشيوعية، لا تبدو بكين مستعدة للدفاع عن جارتها. وأوضح البروفسور «ماوشون مايلز يو»، من الأكاديمية البحرية في الولايات المتحدة، أنه إذا كانت المعاهدة تُشكل «جانباً كبيراً» في العلاقة بين البلدين، فإن ما يمكن أن تقوم به الصين في حال اندلع نزاع يبقى «لغزاً». وتنص المادة الثانية من المعاهدة بوضوح على أنه في حال واجه أحد البلدين حالة حرب، إثر هجوم من طرف ثالث، فعلى البلد الآخر «أن يقدم إليه مساعدة عسكرية بكل السبل المتاحة له». لكن المادة الأولى توضح أيضاً، أن على الطرفين الموقعين أن يعملا «على صون السلام في آسيا والعالم وأمن جميع الشعوب»، الأمر الذي قد تلجأ إليه بكين لعدم التدخل متذرعة أيضاً بالسلوك العدواني لنظام كيم جونج أون. وعلق الكولونيل المتقاعد في البحرية الصينية «لي جي» لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصادرة في هونج كونج، قائلاً: «يصعب توقع كيفية تحرك الصين لمساعدة كوريا الشمالية في حال اندلاع حرب، وخصوصاً أن هذا البلد يطور أسلحة نووية، وهو ما يشكل انتهاكاً للمعاهدة بين البلدين». وما تقوله الصحافة الصينية الرسمية، يصب في الخانة نفسها. ولاحظت صحيفة «غلوبل تايمز» أمس، أن البرنامج النووي لكوريا الشمالية يقلص أمن هذا البلد وأمن المنطقة ويعرض الأمن القومي الصيني للخطر. وأضافت أن «الوضع تبدل إلى حد كبير منذ تجديد المعاهدة في 2001». وفي الجانب الكوري الشمالي لا يبدو الخطاب أيضاً مطمئناً. وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أمس الأول، أن بيونج يانج «لن تتوسل أبداً استمرار الصداقة مع بكين عبر تعريض برنامجها النووي البالغ الأهمية بالنسبة إليها للخطر». وينبغي تجديد المعاهدة المؤلفة من سبع مواد كل عشرين عاماً. والتجديد المقبل مقرر العام 2021. وتبادل كيم جونج أون والرئيس الصيني رسائل العام الفائت في الذكرى الخامسة والخمسين لتوقيع المعاهدة، لكنهما لم يلتقيا أبداً. وفي مقال نشرته الشهر الفائت، أكدت «جلوبل تايمز»، الرسمية الصينية، أن على بكين أن تقوم فوراً بتدخل عسكري ضروري، إذا حاولت واشنطن وسيول اجتياح كوريا الشمالية. غير أن الصحيفة نفسها تداركت أن الصين ستحجم عن التدخل إذا اكتفت واشنطن بـ«ضربات موضعية» للمنشآت البالستية الكورية الشمالية. من جانبه، لم يدل المتحدث باسم الخارجية الصينية «جينج شوانج» بجواب مباشر حول ما إذا كانت الصين لا تزال تلتزم المعاهدة، واكتفى بالقول: «ندعو جميع الأطراف إلى الهدوء والامتناع عن أي خطوة من شأنها زيادة التوتر». ورأى البروفسور «يونج جون شونج»، من جامعة «تونغجي» في شنغهاي، أن المفاعيل الدبلوماسية للمعاهدة يشوبها بعض الغموض، رغم أن أيّاً من الطرفين لم يتنازل عنها. بيد أنه أكد أن بكين «لن تضحي بعلاقتها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بهدف حماية كوريا الشمالية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©